صنعاء تشيّع شهداءها: رسائل أوّلية إلى إسرائيل… والسعودية
صنعاء تردّ على اغتيال رئيس حكومتها ووزراء بعمليات بحرية وجوية، مؤكدة أن الجريمة الإسرائيلية لن تكسر صلابتها بل تفتح مسار تصعيد يطاول الكيان وحلفاءه.
على وقع ردّ أولي تمثّل باستهداف سفينة إسرائيلية في البحر الأحمر، شيّعت صنعاء، أمس، شهداء الغارة الإسرائيلية التي استهدفت، الخميس الماضي، اجتماعاً حكومياً في العاصمة، وسقط بنتيجتها، رئيس الحكومة، أحمد غالب الرهوي، و8 وزراء، شهداء. وضمّت القائمة النهائية للضحايا، التي خلت من أي قيادات عسكرية أو أمنية، إلى جانب الرهوي، وزراء العدل، والاقتصاد، والزراعة، والخارجية، والكهرباء، والثقافة، والشؤون الاجتماعية، والإعلام، والشباب والرياضة، إضافة إلى مدير مكتب رئاسة الوزراء وسكرتير مجلس الوزراء.
وفي مراسم التشييع التي جرت في ميدان السبعين، كبرى ميادين العاصمة، تعهّد القائم بأعمال رئيس الحكومة، محمد مفتاح، بإفشال كل مخطّطات العدو الإسرائيلي، مؤكّداً أن «استهداف حكومة مدنية من قبل عدو الأمة ليس بالإنجاز». وأشار إلى أن «هذه الجريمة نفّذتها المنظومة الصهيونية بكاملها»، جازماً أن ما جرى «سيزيد الحكومة قوة وصلابة في مواجهة العدو الإسرائيلي وليس العكس».
وكان تعهّد رئيس الأركان العامة، اللواء محمد الغماري، في رسالة وجّهها إلى القيادة السياسية في صنعاء وإلى أسر الشهداء، بالرد المناسب والمؤلم، وقال إن «على العدو الصهيوني أن يعلم جيداً أنه بارتكابه هذه الجريمة البشعة، قد فتح أبواب الجحيم على نفسه». وحول طبيعة الرد، أكّد الغماري أنه «سيكون قاسياً ومؤلماً وبخيارات استراتيجية فاعلة ومؤثّرة»، وخاطب اليمنيين بالقول: «ستسمعون في القريب العاجل وتشاهدون ما تقرّ به أعينكم ويشفي صدوركم».
وفي أعقاب هذا التهديد، دشّنت قوات صنعاء ردّها الأولي بعمليتين، بحرية وجوية، استهدفت في أولاهما ناقلة نفط إسرائيلية بالقرب من مدينة ينبع السعودية في البحر الأحمر تُدعى «سكارليت راي»، مملوكة لرجل الأعمال الإسرائيلي، عيدان عوفر، وترفع علم ليبيريا. وأكّد المتحدث باسم تلك القوات، العميد يحيى سريع، أن السفينة أُصيبت في العملية بشكل مباشر، وتوعّد في بيان بالمزيد من الهجمات.
ورأى مراقبون في صنعاء أن عملية استهداف «سكارليت راي»، التي قالت وكالة «رويترز» إنها تتبع شركة «إيسترن باسيفيك شيبنغ» – مقرها سنغافورة – لها طابع خاص، مشيرين إلى أنها وقعت على بعد أكثر من 800 ميل بحري من السواحل اليمنية، وقبالة السواحل السعودية، وهو ما يكشف تطور قدرات البحرية اليمنية، فضلاً عن أن صنعاء بعثت، من خلالها، برسالة إلى السعودية أكّدت فيها أن التخادم مع الكيان وتقديم تسهيلات له صارا أمراً مكشوفاً وتحت رقابة قواتها، خاصة أن وسائل إعلام عبرية أكدت أن السفينة المُستهدفة كانت تعمل بين ميناء دمياط والموانئ السعودية.
أما العملية الثانية، فنفّذتها قوات صنعاء، مساء أمس، بطائرات مُسيّرة على أهداف في فلسطين المحتلة، حيث زعم جيش العدو، في بيان مقتضب، «اعتراض طائرة من دون طيار انطلقت من اليمن قبل دخولها (أجواء) الأراضي» المحتلة.
رشيد الحداد الثلاثاء 2 أيلول 2025