“صياد”… الصاروخ البحري اليمني الذي حيّر المراقبين الدوليين
تساءل تقرير نشره موقع التحليلات العسكري الروسي “Dzine.ru” عن الكيفية التي تمكنت بها قوات صنعاء من الحصول على صاروخ بحري متطور لا تمتلكه حتى إيران.
وذكر التقرير أن اليمنيين كشفوا مؤخرًا عن تطوير أحدث صاروخ مضاد للسفن قصير إلى متوسط المدى، يتميز بقدرات تقنية متقدمة تجعله الأكثر تطورًا في ترسانتهم، بل ويفوق من حيث بعض الخصائص ما هو متاح لدى الحليف الإيراني.
وأضاف التقرير: “هذا النوع من الصواريخ يحمل تقنيات حديثة على مستوى التوجيه والتخفي والمدى، لدرجة أن حتى إيران، التي تُتهم عادة بتزويد صنعاء بالسلاح، لا تمتلك نظيرًا مباشرًا له”.
وتساءل التقرير قائلًا: “كيف استطاع اليمنيون، رغم الحصار ونقص الإمكانيات، إنتاج منظومة صاروخية بهذا المستوى؟”.
وأشار إلى أن السفن المارة في البحر الأحمر باتت تتواصل مع قوات صنعاء بشكل منتظم للإبلاغ عن مسارها، في مشهد يعكس تغيرًا كبيرًا في ميزان القوى البحرية. وأضاف التقرير: “منذ إغراق السفينتين التجاريتين Magic Seas وEternity Sea، لم يعد أحد يغامر بالاقتراب من المياه اليمنية بنية الاشتباك، حتى السفن الأمريكية غابت عن المشهد، وكأن البحر الأحمر استعاد هدوءه فجأة”.
وأوضح التقرير أن الصاروخ الجديد “صياد” — الذي تعني تسميته باللهجة المحلية “الصياد” — هو صاروخ كروز أرض–بحر، يشبه في تصميمه وأسلوبه التشغيلي النسخة الروسية المضادة للسفن من صواريخ “كاليبر”، لكنه مصغر وأكثر تكيفًا مع بيئة العمليات اليمنية. ويبلغ مداه نحو 800 كيلومتر، أي ضعف مدى الصواريخ البحرية اليمنية السابقة، مما يمنح قوات صنعاء قدرة على استهداف السفن المعادية في عمق البحر الأحمر وباب المندب وخليج عدن.
وفي سياق موازٍ، علّقت البوابة العسكرية الأمريكية Breaking Defense على الإعلان، معتبرة أن هذه هي المرة الأولى التي لا يظهر فيها الصاروخ اليمني كنسخة مطابقة لصاروخ إيراني مضاد للسفن، بل كنموذج متطور نسبيًا يقترب في خصائصه من الإصدارات الأولى لصاروخ “هاربون” الأمريكي الشهير.
واختتم التقرير الروسي بالإشارة إلى أن ظهور “صياد” يمثل نقلة نوعية في قدرات الردع البحري اليمنية، ويطرح أسئلة جدية حول القدرات التصنيعية المحلية التي مكّنت صنعاء من إنتاج منظومة معقدة تحت ظروف حصار خانق.