عودة المعركة إلى «المتوسط»: ميناء حيفا في مهداف صنعاء
بعد ساعات من إعلان قوات صنعاء فرض حصار بحري على ميناء حيفا الإسرائيلي على البحر المتوسّط، رداً على التصعيد العسكري في قطاع غزة، وجّه “مركز تنسيق العمليات الإنسانية” التابع لـ”أنصار الله”، خطاباً عبر البريد الإلكتروني إلى كلّ شركات الشحن الدولية، حذّر فيه من مخاطر الملاحة من ميناء حيفا وإليه.
وأكّد أنه “يُحظر على السفن التحميل أو التفريغ في ميناء حيفا سواء بشكل مباشر أو غير مباشر، ومن ضمن ذلك النقل من سفينة إلى أخرى”، مذكّراً بـ”المخاطر العالية التي ستتعرّض لها السفن المتّجهة من الميناء وإليه، بما في ذلك للعقوبات، التي قد تشمل أساطيل الشركات المنتهكة لقرار الحظر، فضلاً عن المتعاملين معها”.
ودعا شركات الشحن إلى “التدقيق وبذل العناية الواجبة في جميع تعاملاتها والتأكّد من عدم وجود أي رحلات مباشرة لسفنها إلى ميناء حيفا، وكذا التأكد من عدم وجود علاقة مباشرة أو غير مباشرة أو عن طريق طرف ثالث بأي معاملة تنتهك قرار الحظر، كون وجود أي سفن متّجهة إلى ميناء حيفا أو لها علاقة غير مباشرة بذلك، سيعرّض الشركة وأسطولها للعقوبات المتمثّلة بحظر عبور البحر الأحمر وباب المندب وخليج عدن والبحر العربي والمحيط الهندي”، ما يعني “أنها ستتعرّض للاستهداف في أي مكان تطاوله القوات اليمنية”.
قرار صنعاء الجديد يعكس تطوّراً في القدرات العسكرية لـ”أنصار الله”
وكان المتحدّث باسم قوات صنعاء، العميد يحيى سريع، أكّد في بيان، مساء أول أمس، أن “ميناء حيفا دخل ضمن بنك أهدافنا”، محذّراً السفن المتواجدة فيه من مغبّة البقاء، ومطالباً تلك المتّجهة إليه بعدم الاقتراب.
وأشار إلى أن “هذا القرار يأتي بعد نجاح قواتنا في فرض الحصار البحري على ميناء إيلات وتوقيفه عن العمل بشكل كلي”. ويعكس قرار “أنصار الله” الجديد تطوراً في القدرات العسكرية للحركة، خاصة أن استهداف الميناء سوف يتطلّب تنفيذ عمليات عسكرية على بعد يتجاوز 2200 كيلومتر، علماً أن قوات صنعاء سبق لها أن نفّذت أكثر من عملية بصواريخ باليستية فرط صوتية لم يُعلن عنها، وفق ما يتحدّث عنه مراقبون، مشيرين إلى أن العمليات المقبلة ستكشف عن مفاجآت جديدة في هذا المجال.
وفي الإطار نفسه، استعرض نائب مدير دائرة التوجيه المعنوي التابعة لوزارة الدفاع في صنعاء، العميد عبد الله بن عامر، جانباً من الحقائق التي نجح اليمن في فرضها، وأبرزها انخفاض نسبة النشاط الملاحي في مطار “بن غوريون” في تل أبيب إلى نحو 50%، مشيراً إلى أن الحركة إلى ميناء حيفا ستنخفض تدريجياً.
وقالت مصادر مقرّبة من حكومة صنعاء، بدورها، لـ”الأخبار”، إن حظر الملاحة البحرية في ميناء حيفا، يعيد وحدة الساحات إلى الواجهة مرة أخرى، إذ ستأتي العمليات اليمنية المقبلة ضده استكمالاً لتلك التي نفّذها “حزب الله” وحركات المقاومة العراقية، العام الماضي. وكانت صنعاء نفّذت هجمات مشتركة مع المقاومة العراقية طاولت الميناء خلال الجولة الأولى من حرب الإسناد، كما نفّذت أخرى طاولت سفناً في البحر الأحمر تابعة لشركات خالفت قرار الحظر.
وتزامن إعلان صنعاء عن هذه الخطوة مع انسحاب حاملة الطائرات الأميركية “هاري ترومان”، والتي كانت بمثابة حزام أمني متقدّم للكيان، يعتمد عليها لإعاقة الهجمات اليمنية. وأبرزت مناقشات في وسائل إعلام العدو للحظر اليمني الجديد، مخاوفه من أن تكون صنعاء حصلت على بنك أهداف ثري داخل الميناء الذي سبق أن اخترقته المقاومة اللبنانية قبل أشهر عبر الطائرة المُسيّرة المعروفة بـ”الهدهد”.
رشيد الحداد الأربعاء 21 أيار 2025