لا يفل الحديد إلا الحديد : كيف وأد اليمن تحالف ‘حارس ازدهار’ قوى الاستكبار !….

 

بعد اجتماع افتراضي لوزير الدفاع الأميركي لويد أوستن مع وزراء ومسؤولين لأكثر من 40 دولة، فضلا عن ممثلين عن الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي، تم الإعلان في 18 ديسمبر/كانون الأول 2023 عن تشكيل تحالف دولي اطلق عليه تحالف “حارس الازدهار” لحماية “الملاحة الدولية في البحر الأحمر.

-بعد ثلاثة أيام وتحديدا في 21 ديسمبر/كانون الأول، أعلنت وزارة الدفاع الامريكية، أن أكثر من 20 دولة وقعت على المشاركة في التحالف، منها بريطانيا وكندا وفرنسا وإيطاليا وهولندا والنرويج وإسبانيا والبحرين وسيشل واليونان وأستراليا، إضافة أمريكا، في حين فضلت دول أخرى عدم الكشف عن مشاركتها.

-كان واضحا ان التحالف الذي تقوده أمريكا، هدفه الأول والأخير، ليس حماية الملاحة الدولية، فليس هناك ما يهدد هذه الملاحة حيث تتردد يوميا العديد من السفن دون ان يعترضها احد، بل حماية الملاحة الإسرائيلية، والسفن التي تتردد على موانئ الكيان الإسرائيلي، بعد ان قررت القوات المسلحة اليمنية استهدافها ردا على العدوان والحصار المفروض على غزة.

-ردا على الإعلان الأمريكي، هددت القوات المسلحة اليمنية بمهاجمة سفن الدول المشاركة في التحالف واستهداف ملاحتها ومصالحها بالصواريخ والطيران والعمليات العسكرية، وضرب القطع البحرية الأميركية في المنطقة، واستهداف المنشآت النفطية في السعودية والإمارات في حال انضمامهما للتحالف.

-هذا الإعلان اليمني الحازم والقاطع، كان كافيا لوأد التحالف قبل ان يولد، بعد ان شهد العالم بأس القوات المسلحة اليمنية في تنفيذ تهديداتها، دون ان ادنى اكتراث لأساطيل أمريكا والغرب المتكدسة في البحر الاحمر والبحر المتوسط، مشترطين إيقاف هجماتهم بتوقف العدوان الإسرائيلي على غزة وفك الحصار عن القطاع.

-بعد التهديد اليمني لم تُبدِ الدول الغربية حماسا للمشاركة بالتحالف، فقد صرحت وزارة الدفاع الفرنسية أن قواتها تعمل بالفعل في المنطقة، وليس ضمن التحالف الجديد. اما وزارة الدفاع الإيطالية فأعلنت أنها سترسل فرقاطة واحدة الى البحر الأحمر للعمل ضمن نشاطاتها العسكرية المعهودة في حماية مصالحها الوطنية وتأمين مرور السفن الإيطالية. بينما اسبانيا رفضت المشاركة في التحالف وأكدت على حصر أهداف التحالف بمكافحة القرصنة.

-وكشفت دول أخرى عن حجم مساهمة متدن للغاية، حيث ان مساهمة اليونان في التحالف لم تتعد فرقاطة بحرية واحدة، وأعلنت النرويج عن مشاركتها بـ10 ضباط بحريين، واكتفت هولندا بضابطي أركان، والدنمارك بضابط واحد، فيما ذكرت بريطانيا أنها سترسل المدمرة “دايموند”.

-اما الدول العربية فنأت بنفسها عن المشاركة في التحالف، لاسيما السعودية، التي كانت قد دخلت في حالة تهدئة مع حركة انصار الله، ولم تنضم إلى “حارس الازدهار” من الدول العربية سوى البحرين!!.

-ما كانت كل هذه الدول، لتتهرب بطريقة او بأخرى من الانضمام الى التحالف الأمريكي، رغم كل الضغوط التي مارستها أمريكا عليهم، ورغم ضغط اللوبيات الصهيونية في الدول الغربية، لولا علمها، بجرأة وشجاعة وقوة وبسالة القوات المسلحة اليمنية، التي لم ولن تردعها أي قوة في المنطقة مهما بلغت، على مد يد العون الى إخوانهم في غزة، الذين يتعرضون لإبادة جماعية، بدعم وتحريض ومشاركة مباشرة من أمريكا، فالحديد لا يفله الا الحديد.

 

المصدر : العالم

قد يعجبك ايضا