مأساة الزمان         للشاعر حسين شرويد 

مأساة الزمان         للشاعر حسين شرويد 

 

 

قف عندَ مأساةِ الزمانِ المُؤلِمَه

واندُب رزايا الإنحرافِ الآثمَه

رُسِمَت على كفِّ الرمالِ بنينوى

صورٌ تشعُّ وأُخرَيَاتٍ مُظلمَه

صُلِبتْ جفونُ الناظرينَ لهولها

وأمامُها الأفواهُ صارت مُبكمَه

نزلَت كصاعقةٍ على الغبرا تكاد

تشُقّها شقَّ القنا للجُمجمَه

تَعدو القصائدُ والحروفُ لوصفها

وتنوخُ في أعتابِها مُتَلَعثِمَه

ماذا تعبرُ عن مصائبِ عترةٍ

في الذكرِ قد وُصِفُوا بأهلِ المَرحَمَه

ظَمْأَى تناجي في الفَلاةِ وخصمُهم

أسقاهمُ كأسَ المنونِ وعَلقَمَه

مُرِجَت مَرَابِضُ كربلا بجريمةٍ

في عاشرِ الشهرِ الحرام مُحَرَّمَه

ليستْ وليدةُ يومِها أو صُدفَةٍ

جاءت كَـ طَيفٍ والعيونُ مُنَوَّمَه

بل إنَّها إثرَ انحرافِ الناسِ عن

طه ومنهَجِه ودِين القَيِّمَه

خانوا الرسولَ وخالفُوهُ وأعرضوا

سِرّاً وجَهرَاً واستباحوا مَحرَمَه

قتلوهُ بعدَ مماتهِ في آلهِ

وبهدرهم لدمائهم هَدروا دَمَه

حتى ُأُميتَ الحقُّ والتُبِسَ الهُدى

في أمةٍ كَفرَت وكانت مُسلِمَه

***

بسيوفِ أصحابِ النفوسِ المجرمَه

وقنابلِ الاعداءِ أهلُ المَشَأمَه

ذُبِحَ الرضيعُ بكربلا وبشعبنا

أطفالُنا بينَ اللظى مُتَفَحِمَه

سُفِكَتْ دماءُ الأبرياءُ ومُزِّقَتْ

أوداجُهم في أعنُقٍ مُتَهَشِّمَه

والأدعياءُ بعصرِنا رَكَزوا كما

رَكَزَ الدعيُّ بكربلاءِ المُوخَمَه

بينَ اثنتين إْمّا الحياةُ بذلةٍ

أو سلّةٍ للمرهفاتِ المحسمَه

ولأننَا مثلُ الحسينِ هُتافُنا

هيهاتَ منا ذلةٌ للشرذمَه

***

يا سيدَ الشهداءِ جئتُ بمهجةٍ

بشفاهَها نَعَتِ الكلامَ ومعجَمَه

إن شَّحَ ماءُ الغادياتِ دمائُنا

مددٌ وصدق وفائنا لن تُعْدَمه

دمُكَ المراقُ كأنهُ زيتٌ يكاد

يضيئُ نوراً في الدياجي المعتمَه

إنْ يجهلِ الطلقاءُ شأنَك سيدي

فلقد وَعَتهُ الأنفسُ المستعصمَه

قم وارمُقِ اليمنَ الشريفَ بنظرةٍ

لتراهُ شعباً حازَ كلَّ الأوسمَه

يحكي الصوارمَ غَلظةً وشفارَها

منها إليهِ قريبةٌ كَـ الغَلصَمَه

يطأُ السنابكَ بالأعادي عُنوَةً

بـيدٍ مُضَرَّجَةٍ وروحٍ مُفعمَه

إن خاضَ حرباً ضدّ آل اميةٍ

تركَ الرؤوسَ على الرماحِ مهشمه

مُخِضَت بطونُ الموتِ خوفاً عندما

لاقاهُ في غَمَرَاتِهِ المُتَأزِمَه

يحميْ الذِمارَ ويمتطي سُرَجَ الوغى

حقاً ويصنعُ كلَّ يومٍ ملحمه

***

يا سيدي تهفو إليكَ مصاحفٌ

فوقَ الرماحِ وبينَ نارٍ مُضرَمَه

تشكوكَ حُرقتَها وشدةَّ قهرِها

في أمةٍ أضحت لأمريكا أمَه

وبنا تباهي عندَ ربّكَ أنها

ظَفَرَت بجندٍ من لَدُنهُ مُسَوّمَه

من يكفروا بـ محمدٍ وبآلهِ

كفروا بآياتِ الكتابِ المحكمَه

صلّى على روحِ النبيِّ وآلهِ

مَن عَلَّمَ الإنسانَ ما لم يعلمَه

قد يعجبك ايضا