ما الذي يعنيه دخول دول الاتحاد الأوروبي على خط الحراك الساخن في حضرموت؟

 

 

 تعيش حضرموت حالة من الترقب لما ستسفر عنه الاستعدادات التي تسعى دول التحالف لفرض نتائجها على المحافظة الأكبر مساحة في اليمن لتهيئتها لواقع” جيواستراتيجي” جديد.

وفيما تستضيف العاصمة السعودية الشق السياسي من هذا الحراك فإن الفصائل الموالية للتحالف تقوم بدورها على الأرض لتهيئة المحافظة للجانب العسكري.

توصف الاحداث السياسية والميدانية في حضرموت بأنها صراعٌ مكتمل الأركان لكن اللافت فيما يخص حضرموت هو دخول لاعبين جدد على خط الصراع الأمر الذي يفسر انه مرتبطٌ بحجم وفداحة المشاريع والمخططات التي تنتظر المحافظة على كل الأصعدة.

على هذا الصعيد تفاجأت الأوساط اليمنية بلقاء جمع السفير السعودي” محمد ال جابر” مع سفراء 22 دولة أوربية في الرياض لكن اللافت هو موضوع اللقاء الذي قالت الأنباء انه “متعلقٌ بمستقبل حضرموت”.

ارادت السعودية من خلال الاعلان عن هذا اللقاء الى جانب مؤتمر المكونات الحضرمية الذي تستضيفه ابراز فكرة ان مستقبل محافظة حضرموت يعد نقطة ارتكازية في أي تسوية مقبلة.

من خلال هذا المناورة تسعى الرياض لتدويل فكرة أن حضرموت يجب ان ترسم مستقبلها المستقل اثناء مفاوضات السلام المفترضة بعيداً عن فكرة الدولة اليمنية الموحدة التي تدعي الرياض وابوظبي في كل مناسبة دعمهما لها.

لطالما دعمت دول التحالف التيارات الداعية لانفصال الجنوب كخيار عجزت عن تحقيقه طيلة سنين الحرب التي شنتها على اليمن لكن بروز هذه التوجه وبرعاية سعودية كاملة يؤكد ان الخريطة التي تأمل الرياض فرضها على يمن ما بعد الحرب تتجاوز فكرة تقسيم اليمن لمجرد اقليمين.

بالعودة للقاء الذي جمع سفراء الاتحاد الاوربي بالسفير السعودي والذي قيل انه اجتمع لاحقاً بوفد المكونات الحضرمية الذي تستضيفه الرياض فإن ذاك يضع علامة استفهام كبيرة عن الأسباب التي دفعت السعوديين لاستدعاء الاتحاد الأوربي للاشتراك في هذه اللعبة.

عقب اللقاء الذي جمع السفراء الأوربيين بالوفد الحضرمي الذي تستضيفه الرياض قال الاتحاد الأوربي أنه يدعم “وحدة المجلس الرئاسي” الموالي للتحالف لكن التحركات على الأرض تشي بغير ذلك.

التحركات الامريكية والغربية في حضرموت تتناغم مع التقرير الذي اصدره البنك الدولي بشأن مستقبل اليمن الاقتصادي ما بعد السلام والذي ربط عملية السلام  بـ”اللامركزية الواقعية التي قال أنها يمكن أن تساعد في دعم نموه المستقبلي”.

ربط الخيوط المتشابكة التي تعمل عليها الرياض اليوم تؤكد ان تهيئة الملعب الدولي والسياسي لفكرة القضية الحضرمية يتناغم مع المخططات السعودية لتحويل المحافظة لساحة معركة ميدانية على الأرض تأمل ان تتنصر خلالها على كل من يعارض توجهاتها المستقبلية التي تسعى لالتهام المحافظة الاكبر في اليمن.

على هذا الصعيد تبرز الانباء القادمة من حضرموت والذي أكدت فشل السعودية في الحصول على ضمانات من المجلس الانتقالي الموالي للإمارات بعدم التقدم عسكرياً في وادي حضرموت.

بدورها تسعى الرياض لتأمين حضرموت عسكرياً عبر نشر “قوات درع الوطن الموالية” لها والتي تسعى لأن تقوم بإحلالها محل القوات الموالية للإصلاح والقوات التي يريد المجلس الانتقالي الموالي للإمارات نشرها في المحافظة.

لا يخفي السعوديون اصرارهم على ضمان امتلاك اليد العليا في حضرموت لعدة أسباب أهمها ان حضرموت تمتلك أكبر شريط حدودي مع المملكة ناهيك عن انها أرض الثروات ناهيك عن استراتيجيتها نتيجة السواحل الممتدة التي تمتلكها على طول البحر العربي

 

تقرير / وكالة الصحافة اليمنية
قد يعجبك ايضا