معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى :الاستهداف اليمني لناقلة النفط الصهيونية “سكارليت راي” صادم ومختلف

معهد واشنطن لسياسة “الشرق الأدنى”:
– موقع الهجوم اليمني على ناقلة النفط “سكارليت راي” كان جديدا وخارج مناطق الهجوم المعتادة
– الهجوم الصاروخي اليمني كان مختلفا تماما وأبعد بكثير نحو الشمال
– العملية اليمنية قد تكون بداية مرحلة جديدة وسيعتمد ذلك على مسار الصراع بين “إسرائيل” واليمن وعلى حرب غزة

عبّر معهد أمريكي عن صدمته من العملية اليمنية الأخيرة التي استهدفت ناقلة النفط الصهيونية “سكارليت راي”
وقال معهد واشنطن لسياسة “الشرق الأدنى”: وهو معهد بحث أمريكي تأسس في 1985 من قبل لجنة العلاقات الأمريكية الإسرائيلية المعروفة اختصارا بأيباك ويقع مقره في واشنطن  إن “موقع الهجوم اليمني على ناقلة النفط (سكارليت راي) كان جديدًا وخارج مناطق الهجوم المعتادة”.
وأضاف أن “الهجوم الصاروخي اليمني كان مختلفًا تمامًا وأبعد بكثير نحو الشمال”.
وفي تعبير عن القلق من تنامي القدرات اليمنية بهذا الشكل، اعتبر المعهد الأمريكي أن “العملية اليمنية قد تكون بداية مرحلة جديدة”
ونوّه إلى أن العمليات اليمنية قد تسلك مسارًا يعتمد “على مسار الصراع بين (إسرائيل) واليمن وعلى حرب غزة”، في تأكيد على أن عمليات اليمن تحظى بقناعة دولية بأنها نتاج ما يمارسه العدو الصهيوني بحق الشعب الفلسطيني، ومن جهة أخرى، فإن حديث المعهد الأمريكي يشير إلى أن اليمن قد يصعّد ردًا على الاعتداءات الصهيونية على بلادنا

 

إسرائيل والحوثيون يدخلون في دائرة تصعيد خطيرة

اعتبر معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى هو معهد بحث أمريكي في تقرير له أمس، أن الغارات على صنعاء وما أعقبها من استهداف القوات المسلحة اليمنية لسفن “إسرائيلية” قرب ميناء ينبع السعودي ومناطق جديدة في البحر الأحمر، تؤكد أن المواجهة مرشحة للاتساع.

أشار معهد واشنطن إلى أن “إسرائيل أخفقت في إصابة مركز الثقل في صنعاء”، موضحا أن من قتلتهم الغارات الصهيونية “كانوا في معظمهم سياسيين وتكنوقراط غير منخرطين في البنية العسكرية اليمنية”.
وفي المقابل، وفقاً لمعهد واشنطن، أفرزت الجريمة نتائج سياسية لصالح صنعاء. فالشارع اليمني التفّ أكثر حول القيادة، وتحول الاغتيال إلى عامل تعبئة جديدة تحت شعار “اليمن في قلب معركة غزة”، وأن الرسالة التي خرجت من صنعاء للعالم كانت واضحة: لا اغتيالات ولا غارات ستوقف اليمن عن إسناد فلسطين واستهداف الاحتلال.
وبخلاف ما كانت “إسرائيل” تتوقعه، فقد زادت هذه الضربة، وفقاً لمعهد واشنطن، “أنصار الله” مناعة، وجعلت استهداف قيادات الصف الأول العسكرية والسياسية، مستقبلاً، مهمة أكثر صعوبة وربما شبه مستحيلة، نظراً لخبرتهم الطويلة في التخفي والعمل السري، إضافة إلى أن جريمة الاغتيال ستدفعهم إلى مضاعفة إجراءاتهم الأمنية، ما يعني أن الاحتلال أغلق بيده آخر النوافذ التي كان يراهن عليها.

كما كشف المعهد عن عمق الانقسامات داخل ما يسمى بـ”مجلس القيادة الرئاسي” الموالي للرياض وأبوظبي، وأنه يعاني شللاً وصراعات داخلية بين رئيسه “رشاد العليمي” المدعوم سعوديا، وحلفاء أبوظبي وعلى رأسهم عيدروس الزبيدي وطارق صالح. هذا التفتت -بحسب القراءة الأمريكية- يحول دون صياغة أي استراتيجية موحدة، قد تبني عليها “تل أبيب” أملاً في إسقاط سلطة صنعاء والقضاء على “أنصار الله”.
وأشارت إلى أن قوى المرتزقة لم تستفد من الغارات “الإسرائيلية”. بل العكس، زادت الخلافات الداخلية وصراعات النفوذ بينهم. وعززت هذه القراءة ما سبق لبعض المراكز الأمريكية تأكيده بأن ما يسمى بـ”المجلس الرئاسي” يعيش “موتا سريريا”. ما يعني أن الرهان على بديل سياسي أو عسكري جاهز لمواجهة صنعاء مجرد وهم، الأمر الذي يجعل من صنعاء “سُلطة بلا منازع”.
وخلاصة الأمر في ما تقوله تقارير واشنطن بوضوح هي أن “إسرائيل لم تحقق إنجازاً يُذكر. لم توقف دعم صنعاء لغزة، ولم تردعها عن استهداف السفن الصهيونية أو المرتبطة بالاحتلال في البحر الأحمر، ولم تُضعف قدراتها العسكرية. بل وحّدت جبهتها الداخلية، وأربكت خصومها المحليين، وزادت مناعة قادتها”.
هكذا تحولت جريمة الاغتيال في صنعاء إلى رصاصة مرتدة، أصابت صدر “تل أبيب” وأظهرتها عاجزة عن قراءة الواقع. ومع كل خطوة متهورة في اليمن، تغرق “إسرائيل” أكثر في الورطة التي صنعتها بيدها، بينما تبقى صنعاء أكثر حضورا وقوة، في الميدان وفي الوعي العربي المقاوم.

قد يعجبك ايضا