مقتطفات من المحاضرة الرمضانية التاسع عشرة (ذكرى استشهاد الإمام علي عليه السلام) للسيد عبدالملك بدرالدين الحوثي 20 رمضان 1444هـ

– عظم الله أجورنا وأجوركم في ذكرى استشهاد أمير المؤمنين علي عليه السلام الذي استشهد في ليلة 21 من شهر رمضان سنة 40 هجرية في مسجد الكوفة أثناء خروجه لصلاة الفجر.

– أمير المؤمنين فيما يعنيه للأمة كهادٍ للأمة بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وحلقة وصل للبني والرسالة والامتداد العظيم للرسالة، يعتبر استهدافه خسارة كبيرة للأمة، ودليل على انحراف كبير لواقع الأمة.

– عندما استشهد عليه السلام وكان الذي استهدفه كما قال الرسول الأكرم أشقى الآخرين وأشقى هذه الأمة.

–  استهدافه بما هو عليه من كمال عظيم وموقعه في الإسلام يمثل واقعاً خطيراً، واستهدافه لم يكن مجرد اغتيال لزعيم أو مسؤول على الأمة الإسلامية، بل كان استهدافه فيما يعنيه للأمة، في دوره المحوري للأمة والحفاظ عليها والحفاظ على مسيرة الإسلام، لتبقى مستمرة بالشكل الصحيح، وهذا الذي قال عنه صلى الله عليه وآله وسلم: ” يقاتل على تأويل القرآن كما قاتلت على تنزيله”.

– بعد استشهاد أمير المؤمنين تمكن الطغاة من الوصول إلى هرم الأمة.

– عندما نتحدث عن أمير المؤمنين عليه السلام، هو مدرسة متكاملة، الحديث عنه حديثٌ عن الإسلام وأخلاقه والقرآن الكريم، كان تجسيداً للإسلام وقرآناً ناطقاً.

– ما كان عليه من المواصفات والقيم الأخلاق الفطرية والإيمانية وما قاله الرسول صلوات الله عليه وآله وسلم بشأنه يبين ما يعني لنا نحن كأمه إسلامية.

– المزايا والخصائص للإمام علي عليه السلام كثيرة جداً، في مقدمتها أنه وليد الكعبة وشهيد المحراب، وما بين الحياة والاستشهاد حياة نقية خالية من كل رجس الجاهلية، حياة متميزة بالإيمان والعطاء والعمل والقيم الراقية والعظيمة، هو كان السابق إلى الإسلام من يومه الأول من دون تردد ومن غير سابقة شرك أو تلوث بدرن الجاهلية.

– سبقه للإسلام كان سبقاً مميزاً بارتقائه الإيماني والاستقامة التامة الممتدة في حياته وهو ذلك الذي عندما دخل في الإسلام استوعب الإسلام في مبادئه وقيمه وجسّده في مسيرة حياته بتميز في كل مجال من المجالات.

– وهو السابق بنفسه والفدائي الأول والرجل العظيم ورجل المهمات الصعبة والمواقف الخالدة، وهو المصداق الأول في الآية المباركة {وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ }.

– في يوم أحد كان له الموقف الأول في تفانيه واستبساله، كما قال جبرائيل: (هذه هي المواساة).

– وفي يوم الخندق قال عنه رسول الله: (برز الإيمان كلّه أمام الكفر كلّه).

– في بقية المواطن هو المذكور في الموقف المهم والصعب وهو فاتح خيبر، يوم قال رسول الله: (لأعطين الراية غداً رجلاً يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله).

– وهكذا في بقية مواطن الإسلام له الجهد الكبير والتفاني العظيم والأثر المميز والواضح، هو النموذج في كمال الإيمان وتجسيد القيم في كل المجالات.

– هو في مقام العبادة ذلك العابد الخاشع الخاضع لله الذي شهد له القرآن بإقامة الصلاة، وشهد له التاريخ بخضوعه لله عز وجل، وفي مقام الإنفاق والعطاء والرحمة بالمساكين، من تصدق بخاتمه وهو راكع.

– من أهم النصوص المعروفة والمتوافرة الثابتة قول الرسول صلوات الله عليه وآله وسلم له: (أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي) وهذا نص في غاية الأهمية، يجب أن نستوعبه ونتفهمه ما يعني الإمام علي لنا.. الرسول حدد موقع الإمام علي منه بأن منزلته كهارون من موسى واستثنى شيء واحد أنه لا نبي بعده.

– عندما يأتي الاعوجاج في واقع الأمة تأتي المفاهيم المنحرفة فتنحرف بكثير من أبناء الأمة وتؤثر على اقع الأمة، ويأتي دور الإمام علي عليه السلام في الحفاظ على تأويل القرآن وأن يقاتل على تأويل القرآن حتى يبقى القرآن في مفهومه الصحيح.

– من أهم النصوص المعروفة بين الأمة الثابتة والمشتهرة والمتواترة قول رسول الله في غدير خم: (إن الله مولاي وأنا مولى المؤمنين وأولى بهم من أنفسهم، فمن كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، وانصر من نصره، واخذل من خذله) وهذا النص يبين ولاية أمير المؤمنين، أنه ولي كل مؤمن ومؤمنة، يتولاه بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.

– يقول عنه رسول الله: (لا يحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا منافق) نجد هنا أنه علامة فارقة بين الإيمان والنفاق، وما ابتليت به الأمة في الانحراف الذي تغلغل في أوساطها هو نتيجة حركة النفاق.

– النفاق تحرك في أوساط الأمة بالبغض لعلي ومحاربة علي لما يمثله علي عليه السلام من امتداد صحيح ونقي لمسيرة الإسلام وللقرآن الكريم في مفاهيمه الصحيحة وفي تأويله الصحيح.

– أمير المؤمنين هو مدرسة متكاملة الحديث عنه واسع جداً على مستوى الإرث الديني والإيماني وعلى مستوى سيرته ما قال عنه الرسول, وخطبه بما فيها من دروس مهمة.

– كيف واجه أمير المؤمنين التحديات.. من المعروف في واقع الأمة أنه عندما ضربه ابن ملجم لعنه الله قال “فزت ورب الكعبة” لم يتأوه، لم يتندم.. يعلم أن عاقبته هي الجنة ورضوان الله، لذلك استقبل الشهادة بإعلان فوزه بسعادة غامرة.

– عندما أخبره رسوله الله أنه سيستشهد وأنه سيقتله شخص محسوب على الأمة وبأشقى الآخرين والأمة، عندما أخبره رسول الله أن لحيته الشريفة ستخضب من دم رأسه، قال: أفي سلامة من ديني، قال نعم، قال إذا لا أبالي.

– نجد كيف نظرته للشهادة في سبيل الله، يعتبرها فوزاً عظيماً، ويعتبر أن الشهادة ليست من مواطن الصبر، بل من مواطن الشكر والبشرى.

– نستفيد من أمير المؤمنين عليه السلام الكثير الكثير، نتعرف من خلاله على الإسلام والدين الحق، على مفاهيم القرآن الصحيح، يصلنا لرسول الله صلوات الله عليه وآله، كحلقة وصل نطمئن إليها ولا نرتاب ولا نشك في ذلك.

– للعشر الأواخر أهمية يجب الاهتمام بها والتركيز عليها باعتبار أن ليلة القدر محتملة أن تكون فيها، وليلة القدر كبيرة الشأن {فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ }

وفيها تتنزل الملائكة ويقدر فيها أمر العباد وفيها مضاعفة الأجر بشكل كبير جداً وفيها نزول الرحمة واستجابة الرحمة.

– ينبغي الإقبال بشكل أكبر، ورد عن رسول الله أنه كان يعطيها من الاهتمام والدعاء وكل أشكال العبادة والذكر بأكثر مما مضى من رمضان.

 

 

 

 

 

قد يعجبك ايضا