هكذا أحيا اليمنيون ذكرى مولد نبيهم الأكرم صلى الله عليه وعلى آله لعام 1438 هـ

 

في هذا العام كما في كل عام يحرص اليمنيون على إحياء مناسبة المولد النبوي الشريف لما لهذه المناسبة العظيمة من إيحاء كبير بمدى ارتباطهم بنبيهم الكريم وحبهم له وتمسكهم بمنهجه وسيرته وما كان عليه من رحمة بالمؤمنين وشدة وبأس على  الكافرين

في الأعوام الماضية كان اليمنيون يحيون هذه الذكرى العظيمة والمقدسة بإقامة الفعاليات والمهرجانات الجماهيرية وفي نفس الوقت كانوا يحرصون على تزيين شوارعهم وبيوتهم وسياراتهم واماكنهم العامة بالشعارات والملصقات واللافتات والأعلام الوردية الممزوجة بالوان الطيف وبالرغم مما كان للأعمال هذه من  أثر كبير في شد نفوس الناس نحو قائدهم ومربيهم ونبيهم الكريم الذي حررهم من بطش وجبروت الطاغوت بما غرسته فيهم تعاليمه المحمدية من القيم والمبادئ والأخلاق إلا أنهم في هذا العام وبعد ما يقارب العامين من العدوان الظالم لقوى الشر والجاهلية الثانية على بلدهم وما خلفه هذا العدوان من عوز وضنك العيش نتيجة الحصار والقصف وهدم للمساكن والمصانع والمنشآت والمستشفيات والمدارس والجسور والطرقات أن يجسدوا في واقعهم العملي ما كان عليه رسول الله (ص) من رحمة واحسان وعطف على الفقراء والمحتاجين وهذا ما تم فعله في ذكرى ولادته صلوات الله عليه وعلى آله حيث بادر اليمنيون إلى تدشين حملات البر والإحسان و تفقد أحوال الفقراء والمساكين والمحتاجين وتحفيز المجتمع  للعمل على إطلاق مبادرات شعبية شاملة لتجسيد قيم التكافل والرحمة بشكل عملي  فالكثير من أبناء المجتمع اليمني ذهب لتفقد حاجات اسر المجاهدين  المرابطين في الجبهات واسر الشهداء و الجرحى والاسر المحتاجة  زيارات كثيرة وواسعة ومتعددة قام بها اليمنيون في أغلب  المحافظات منذ اليوم الأول لشهر ربيع الأول وما تخلل ذلك من فعاليات أدبية وشعرية في الجامعات والمدارس والمعاهد والأماكن العامة  ذاع صيتها وتناقلتها وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة بشكل واسع وغير مسبوق  أسبوعان مضت واحرار اليمن ورجاله الشرفاء لا هم لهم ولا شاغل إلا رسول الله وكيف يحتفون بذكرى مولده الشريف بالشكل الذي يغيض الكفار والمنافقين لم ينسهم عن إحياء مولد نبيهم أهوال الحرب ولا قصف الطائرات ولا اشتداد المعارك في الجبهات ولا حتى الأقلام المأجورة التي ارتهنت لأعداء محمد وحذت حذوهم في السخرية والاستهزاء والنيل من أكرم الخلق وخاتم النبيين والمرسلين الكل أندفع والكل شارك فهذا يجود بماله وهذا يواسي الفقراء والمحتاجين وهذا يزور الجرحى وذاك يكتب والأخر يخطب وهناك من سخر وقته لإقامة الفعاليات ودعوة الناس إلى الإشادة والتكريم بمحمد في يوم مولده تحرك جميع الشرفاء والأحرار وكأنهم خلية نحل وكأنهم يريدون أن يوصلوا رسالة لكل طواغيت الأرض مفادها “ها نحن وبعد مضي عامين من عدوانكم علينا نحتفل بعيد مولد نبينا بالشكل الذي لم نحتفل به من قبل فماذا أنتم فاعلون وما الذي يمكنكم أن تفعلوه أكثر مما فعلتموه بقوم أحبوا نبيهم ورضعوا كل معاني العزة والنخوة والرجولة والشجاعة والاباء والكرامة والرحمة والبر والإحسان والتكافل  من وحي هدية وتعاليمه المحمدية” أرادوا أن يوصلوا لعدوهم هذه الرسالة ويقولوا له ها نحن في يوم مولد نبينا نتحداك ونتحدى أن تنال منا أو تهزمنا بجبروتك وطغيانك وضلالك وفعلا كانت رسالة تحدي قوية لو لم يكن فيها إلا صباح اليوم العظيم يوم المولد النبوي الشريف في الثاني عشر من ربيع الأول لعام 1438هـ  والعالم بكله يشاهد تقاطر القبائل اليمنية على العاصمة صنعاء من كل حدب وصوب من صعدة وعمران وحجة والجوف ومأرب والمناطق الوسطى ومن الجنوب حشود مليونية توافدت على ميدان السبعين الذي لم يتسع لقبائل اليمن والجماهير المحتشدة وظل أكثرهم حائرا في شوارع صنعاء لا يجد طريقا إلى المركز الرئيسي لإقامة فعالية المولد من كثر ما توافد إليه من ضيوف الرسول الأكرم هذه الحشود وهذا اليوم المشهود جعل أتباع أبى سفيان يرددون مقولته المشهورة في فتح مكة “لقد أصبح ملك ابن أخيك عظيما” ويا له من يوم عظيم أبلي فيه الأمنيين والقائمين على حراسة الناس وتأمين حياتهم من تفجيرات عناصر التكفير وأولياء اليهود والنصارى  بلاء حسنا بما قدموه من حس أمني فاق الخيال وبما قاموا به هم وفرق التشريفات من رعاية بضيوف رسول الله (ص) واهتمام  بتوفير الأمن والخدمات والأماكن الخاصة بمواقف السيارات التي ظلت تتوافد بالآلاف على العاصمة صنعاء منذ اليوم الأول لإقامة المهرجان النبوي الذي أفتتح عصر يوم أمس بآيات من الذكر الحكيم تلاه بعض القصائد الشعرية للشاعر معاذ الجنيد والشاعر علي النعمي  ثم اوبريت إنشادي لأعذب الأصوات اشترك فيه ألمع نجوم الفرق الإنشادية ونالت استحسان الجميع وفي تمام الساعة الرابعة كان الجميع على موعد سماع خطاب المناسبة لحفيد رسول الله قائد المسيرة القرآنية السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي الذي ما إن بدأ كلامة حتى خفتت الأصوات وشخصت بأبصارها تجاه الشاشات الكبيرة التي نصبت في أكثر من مكان للاستماع لما يقوله ويتحفهم من كلام استقاه من صلب الثقافة القرآنية ومنهجية جده المصطفى صلوات الله عليه وعلى آله

وفي كلمته التاريخية أكد على أن لشعبنا اليمني شرف التميز في تفاعله مع ذكرى مولد الرسول الأعظم الذي عاشت البشرية قبل بعثته  جاهلية جهلاء باشتداد الحيرة والتيه فاقدة هدف وجودها وتحولت المفاسد والخرافات إلى معتقدات تحكمت بسلوك الناس واوضح أنه لا خلاص للبشرية بأي بديل عن رسالة الله تعالى، ولا حل إلا بالانفتاح على رسالة الله فالرسالة الإلهية مشروع الله إلى الناس جميعا، تزكي النفس وتهدي للتي هي أقوم  وأكد أن شعبنا اليوم وبميثاق الإسلام يؤكد اليوم بالقول والفعل الاستمرار على النهج ومواصلة السير على الطريق المحمدية  وقال بأن شعبنا متمسك بقضايا الأمة وفي مقدمتها القضية المركزية المتمثلة بمظلومية الشعب الفلسطيني واحتلال الأقصى والمقدسات ودعا شعوب المنطقة إلى اليقظة والحذر في مواجهة الخطر التكفيري باعتباره صناعة أمريكية لضرب الأمة من الداخل

وبارك لأشقائنا في العراق وسوريا الانتصارات الكبيرة في مواجهة الخطر التكفيري ودعا كل الدول الحرة إلى وقفة إنسانية مع شعبنا والتفاعل المسؤول مع حكومته التي منحها مجلس النواب الثقة

وطالب حكومة الإنقاذ الوطني لبذل كل الجهود لخدمة الشعب، والعناية بالجيش واللجان الشعبية، وكل ما من شأنه تعزيزُ الصمود

كما أكد أننا لن نكون مظلة حامية لأي فاسد يخون أمانته، ولن نكون مظلة حامية لأي مجرم يرتكب أي جريمة بحق شعبه سواء كان منتسبا إلى اللجان الشعبية أو غيرها من أجهزة الدولة

ونبه إلى ضرورة الحذر من الشائعات المغرضة الهادفة إلى إلهاء الشعب عن مواجهة العدوان

قد يعجبك ايضا