وإن دعتنا البوارج بانخوض المياه  عبدالسلام عبدالله الطالبي

                              وإن دعتنا البوارج بانخوض المياه 

عبدالسلام عبدالله الطالبي
٥جمادى الثاني ١٤٤٥هجري
___
بهذة اللهجة كان هذا الشطر ضمن الأبيات الشعرية لأول زامل شعبي استهل به المنشد المبدع عيسى الليث زوامله الجهادية وذلك بعد ست حروب ظالمة خاضتها السلطة الظالمة بحق أنصار الله المجاهدين آنذاك
حيث سبق هذا الشطر رسائل قوية عبر فيها الشاعر عن جاهزية الناس لخوض ماهو أكبر ملوحآ بأن عامل الخوف ليس له وجود في قاموسهم قائلآ:-
(عشقنا للشهادة صير المر حالي—مابقى شي نخافه في يدين الغزاة)
(بانخوض المعارك سهلها والجبالي– وإن دعتنا البوارج بانخوض المياه)
فكأن ذلك بمثابة مؤشر لحدث متوقع التعاطي معه  في المستقبل  باعتبار أهمية القضية والمشروع القرآني القائم في مناهضته لدول الغرب الكافر ممثلة في آئمة الكفر أمريكا وإسرائيل ؟
وهاهي الكلمات تترجم في الواقع العملي المعاش حيث بدى اليمانيون أكثر حضورآ وضرواة في معركة فاصلة بين الحق والباطل،معركة عرف فيها المؤمن من المنافق والصادق من الكاذب!
معركة شخصنت أصحاب المواقف المتواطئة والعميلة على حقيقتهم حيث أكدت فضح شعاراتهم الجوفاء وسياساتهم الحمقاء الملطخة بالذلة والخنوع والاستسلام والتشبث العقيم بالسلطة
نعم هاهي المعركة اليوم تتمركز في البحر كعامل أساس كان لابد منه لخلاص الأمة من شبح الطغيان الاسرائيلي والداعم الامريكي وكل من لف لفيفهم
معركة هي الأشبه بمعركة الفصل الحاسمة التي أنذرت بزوال فرعون الذي  أدعى نفسه إلهآ على شعب مصر وكان يزعم ويقول (أنا ربكم الأعلى)
بل بلغ به العتو إلى ذبح كل الابناء المواليد من الذكور بعد أن أخبره أحد المنجمين بأن ملكه سيزول على يد مولود من بني إسرائيل فبلغ به الأمر في سابقة ليس لها مثيل في بشاعة جرمها أن يقدم على ذبح كل الأطفال المواليد سوى مايحصل اليوم في غزة
نعم كان على أم موسى أن تتعاطى مع التوجيهات الربانية لتلقي بمولودها من بعد لحظة ولادته في البحر ليلتقطه آل فرعون ليكون لهم عدوآ وحزنا وينعم في قصر الظالم فرعون بحياة آمنة وكريمة كحالة استثنائية إرضاءآ ونزولآ عند طلب زوجة الظالم والمستكبر الجائر فرعون اللعين والذي كانت نهايته مخزية ومدوية وهو يلحق بموسى ومن آمن معه من بني إسرائيل
معركة فارقة استدعت حضورآ كبيرآ من التسليم والصبر والتضحية والفداء والإيمان المطلق لله الغالب على الأمر ليسلم الناس شر سطوة الظلم والظالمين ودفع خطر العدو الاسرائيلي والأمريكي

وماالدور البطولي العظيم الذي تقوم به ولازالت  رجال قواتنا البحرية اليمنية اليوم إلا شاهدآ على ذلك في سابقة لم تتجرأ القيام بها أي دولة إسلامية أوعربية في إستهداف السفن الاسرائيلية أوالسفن المتضامنة معها لنجدها تتساقط وتنهار  واحدة تلو الأخرى
عزيمة وإقدام وتضحية واستبسال ومواجهة صارمة وعنيفة مع العدو الإسرائيلي في المنطقة لغرض تحقيق هدف محق وهو أن  يتوقف الاسرائيلي عن عدوانه السافر والإجرامي على إخوتنا الفلسطينين ويكون لهم الحق في حصولهم على الماء والغذاء والدواء والأمن والأمان حتى وإن غض الطرف عنهم وعن مناصرتهم والنظر في  معاناتهم للأسف غالبية كبرى من زعامات وحكومات الدول العربية والإسلامية والله المستعان!
وعبر معركة اليوم  معركة البحر الأحمر وبالتحديد (باب المندب )ستسقط العروش الكافرة  والمتواطئة الذي لن تعفى عن جرمها وصمتها المهين ، في الوقت الذي يحتشد اليمن بأكمله متمنيآ حضوره البارز اكثر في المعركة مع العدو الاسرائيلي إضافة إلى مايحرزه الجيش البحري الصامد والطيران المسير والقوة الصاروخية من حضور قوي ولافت في المعركة
معركة بحرية أنهكت العدو الاسرائيلي اقتصاديآ بل أسهمت في لوي ذراعه وكسر هيبته ليعرف حجمه وأن ظلمه وطغيانه مرهون بزواله عاجلآ أم آجلا.

معركة بحرية جعلت من الأمريكي يقف عاجزآ وحائرآ دون إتخاذ أية عقوبات دولية فكل ماكان بإمكانه الضغط به على حكومة صنعاء من خلاله هو لازال بأيديهم كونه الحليف الاستراتيجي لقوى العدوان السعودي  الذي لازال رابضآ ومتعجرفآ حتى يومنا هذا
معركة بحرية جاءت من رحم المعاناة وضيق الحصار الخانق على شعبنا اليمني الصامد المجاهد الذي رأى على نفسه أن يتحرك لزامآ مع القضية الفلسطينية وهو لم يتعافى بعد من محنته وحصاره المفروض عليه مذ تسع سنوات مضت
معركة بحرية جعلت من حكومة صنعاء  اليمن وكل اليمانين الأحرار دولة رائدة ومحط إعجابين عربي ودولي في مواقفها المشرفة واللائقة تجاه ماتقوم به من ضربات مسددة وفرض سيطرة بحرية بارزة في معركة البحر الأحمر تلوح بإخماد العدو الإسرائيلي بإذن الله تعالى
فلله أنت يايمن الإيمان والحكمة من شعب عظيم أذهلت العالم بحضورك البطولي وأرهبت كل طواغيت الأرض وأثبت حضورك ومناصرتك للمظلومين والمستضعفين في كل الأرجاء والقادم أعظم وماالنصر إلا من عند الله

قد يعجبك ايضا