صحيفة الحقيقة العدد”335″:القول السديد:دروس من خطابات ومحاضرات السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي يحفظه الله

 

القول السديد 
بقدر ما يطور المنافقون أساليبهم في التأثير على الناس، قدراتهم في ضرب النفوس، يجب أن يتطور وينمو عندنا إيماننا ووعينا وقدراتنا وكفاءاتنا في مجال العمل.

أهمية رفع مستوى إيماننا ووعينا حتى لا نُخدعُ بأساليب المنافقين

كان بعض المسلمين مع رسول الله تحت راية رسول الله يتأثروا بمنافق أكثر مما بيتأثروا ممن؟ من رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله) يتأثروا بمنافق ويردهم عن مواقف مهمة، يثبطهم حتى عن الجهاد، في أحد، في أحد رجعوا أعداد كبيرة من الجيش متأثرين بكبير المنافقين، برأس النفاق في عصر النبي عبد الله بن أبي وتركوا النبي (صلوات الله عليه وعلى آله).
[ألم يكونوا يتعرضون للتثبيط فيتخاذلون من جانب المنافقين، وهم من يسمعون كلام رسول الله (صلوات الله عليه وآله)؟ هكذا إذا أنت لم ترب نفسك، إذا أنت لم تنم إيمانك ووعيك، فإن المنافقين هم من ينمون نفاقهم، هم من يطورون أساليبهم حتى يصبحوا مردة، يصبحوا خطيرين قادرين على التأثير].
إذا أنت لا تنمي إيمانك، ولا ترتقي في وعيك، المنافقين بينموا نفاقهم، يطوروا أساليبهم، أساليب خطيرة أساليب مؤثرة، فيصبحوا على درجة عالية خطيرة جداً من التأثير بأساليب خطيرة.
[يصبحوا خطيرين قادرين على التأثير، قادرين على ضرب النفوس، {وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَرَدُوا عَلَى النِّفَاقِ لا تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ سَنُعَذِّبُهُمْ مَرَّتَيْنِ} (التوبة: من الآية101) من خبثهم استطاعوا أن يستروا أنفسهم حتى عن رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله)، استطاعوا أن يستروا أنفسهم حتى عن بقية الناس، أنهم منافقون، ثم تنطلق منهم عبارات التثبيط، عبارات الخذلان فيؤثرون على هذا وعلى هذا، وعلى هذا، تأثيراً كبيراً، هؤلاء مردة، كيف أصبحوا مردة؟.
لأنهم هم من يطورون أساليب نفاقهم، من ينّمون القدرات النفاقية داخل أنفسهم، فأنت يا من أنت جندي تريد أن تكون من أنصار الله، ومن أنصار دينه في عصر بلغ فيه النفاق ذروته، بلغ فيه الضلال والإضلال قمته يجب أن تطور إيمانك، أن تعمل على الرفع من مستوى وعيك].
بقدر ما يطور المنافقون أساليبهم في التأثير على الناس، قدراتهم في ضرب النفوس، يجب أن يتطور وينمو عندنا إيماننا ووعينا وقدراتنا وكفاءاتنا في مجال العمل.
أولاً لحماية أنفسنا، نكون نحن في واقعنا على درجة عالية من الإيمان والوعي وارتقاء مستمر، ارتقاء مستمر لحماية أنفسنا حتى لا نتأثر، لا نُخدع، لا نُضلل بأي أسلوب من الأساليب مهما كان, مهما كانت دعايات الأعداء وسائلهم، إمكانياتهم، أساليبهم، لا تكون في مستوى التأثير علينا, ثم لحماية مجتمعنا من حولنا، المجتمع من حولنا بحاجة إلى اهتمام، بحاجة إلى اهتمام، نشاط توعوي، وعمل كبير في توعية الناس، في تذكيرهم، في ربطهم بالله وبالقرآن الكريم وبهدى الله، في كشف الحقيقة والواقع أمامهم، حقيقة المرحلة، خطورة الأعداء, زيف الأعداء أمامهم حتى لا ينخدعوا هم.
ثم في مواجهتنا للعدو نفسه، في مواجهتنا للعدو نفسه، لنكون نحن مؤثرين غير متأثرين، هذه مسألة مهمة جداً ويجب أن نحرص عليها، وأملي أن نتفهمها إن شاء الله جميعاً.

أعلام الهدي يتعاملون مع أتباعهم من منطلق التكريم والرحمة

[هكذا يعمل الناس الذين وعيهم قليل، من لا يعرفون الرجال، من لا يقدرون القادة المهمين، لأني أنا آمن جانب علي لا أخاف أن يقتلني على التهمة أو الظِنة كما كان يعمل معاوية، لا أخاف أن يدبر لي اغتيالاً، لا أخاف أن يصنع لي مشاكل، لا أخاف أن يوجد لي خصوماً يصنعهم من هنا أو من هنا فكانوا يأمنون جانبه].
وبالتالي عندما كانوا بيأمنوا جانبه كانوا يتعنتوا، يتمردوا، يتخاذلوا، ما يبالوا، عبيد عصى، عبيد عصى.
[وفعلاً من الذي سيخاف من الإمام علي أن يمكر به، أو يخدعه، أو يضره، أو يؤلب عليه خصوماً من هنا وهناك، كما يعمل الكثير من [المشايخ]؟ أليس الكثير من المشايخ يعملون هكذا؟ إذا لم تسر في طريقه يحاول أن يمسك عليك بعض وثائقك [بعض البصائر] ويحاول أن يوجد لك غريماً من هناك وغريماً من هنا؛ لترجع إليه راغماً، الناس الذين وعيهم قاصر، إيمانهم ضعيف هم الذين يعيشون حالة كهذه، كلام كثير وتحدي وتحليلات وتثاقل وتثبيط، وهم في ظل شخص عظيم كعلي بن أبي طالب (عليه السلام)؛ لأنهم يأمنونه.
انظر إلى شخص ذلك القائد العظيم، سترى نفسك آمناً في ظله، إذاً هو الشخص الذي يجب أن أكون وفياً معه، إن حالة الشعور نحوه بأنني آمن جانبه يعني أنه رجل عدل, رجل إيمان، رجل حكمة، فهذا هو الذي يجب أن أفي معه أن أقف بجانبه وأن أضحي تحت رايته بنفسي ومالي، هي الحالة التي لا يحصل عليها أتباع الطواغيت حتى أبناؤهم، حتى أسرهم، حتى أقرب المقربين إليهم لا يحصلون على هذه الحالة؛ لأنه يعرف ربما ابنه يخدعه، يمكر به ويأخذ السلطة، ربما قائده ذلك العظيم يخدعه ويمكر به ويأخذ السلطة, فهو يخطط له في الوقت الذي هو ينفذ مهامه، القائد يخاف، وهو يخاف، المستشار خائف منه، وهو خائف من مستشاره, هكذا، ومن يعرف الدول هكذا يكون حالهم.
الدول الطاغوتية هكذا يكون حال الناس فيها، وهكذا يخاف الناس حتى وهم يعملون لله. أليس هذا هو ما يحصل؟ في البلاد الإسلامية على طولها وعرضها، من هو ذلك المؤمن الذي يقول كلمة حق وهو لا يخاف، يخاف أولئك الذين هم من كان يجب أن يصدعوا بالحق، وأن يعلوا رأس هذه الأمة، وأن يرفعوا رايتها؟! لكن هكذا يصنع ضعف الإيمان. فمتى ما جاء لأهل العراق كصدام كالحجاج انقادوا وخضعوا وتجاوبوا وخرجوا بنصف كلمة، نصف كلمة يصدرها فيتجاوبون سريعاً!.
لكن الإمـام علياً (عليه السلام) كان يقول: ((قاتلكم الله يا أهل العراق لقد ملأتم صدري قيحاً)) وكان يوبخهم ((يا أشباه الرجال ولا رجال)) يوبخهم].
طبعاً التوبيخ من الإمام علي (عليه السلام)، أسلوب التوبيخ والعتاب كان فقط بعد مرحلة طويلة جداً من التذكير والعمل الجاد لتوعيتهم، وتبصيرهم، وتذكيرهم، يعني: أسلوب أسلوب التذكير القائم بتكريم كبير ما كان عاد يفيد معهم أبداً. حتى وصل الحال معهم إلى هذا، اضطر إلى أن يتكلم معهم الإمام علي (عليه السلام) بتوبيخ شديد.
[((يا أشباه الرجال ولا رجال)) يوبخهم، لا يخرجون ولا يتحركون، إلا بعد الخطب البليغة، والكلمات الجزلة، والكلمات المعاتبة، والكلمات الموبخة، والكلمات المتوعدة بسخط الله، والمتوعدة بسوء العاقبة في الدنيا حتى يخرجوا، فإذا ما خرجوا خرجوا متثاقلين؛ لأنهم كانوا يأمنون جانبه.
هل هذا هو السلوك الصحيح لأمة يقودها مثل علي؟ ثم إذا ما قادها مثل الحجاج ومثل يزيد ومثل صدام تنقاد ويكفيها نصف كلمة!].
ما عاد تحتاج محاضرات طويلة، ولا عاد تحتاج توبيخ، ولا عاد تحتاج أي شيء نصف كلمة.
[ما هذا إلا ضعف الإيمان، ضعف الوعي، عدم البصيرة. في ذلك الوقت الذي كانت تثير تلك الحالة دهشة القليل من أصحاب الإمام علي (عليه السلام) الذين كانوا يعرفون عظمة ذلك الرجل، ثم يندهشون وهم ينظرون إلى تلك المجاميع الكثيرة الشقاق والنفاق والتثبط والتراخي والكلمة المفسدة المثبطة من أطرف منافق فيهم تحطمهم وتجعلهم يتقاعدون، كان هناك مجموعة لكنها كانت قليلة.
وهل أن الإمام علياً (عليه السلام) لم يكن يعمل على أن يصنع لدى الآخرين بصيرة، بل كانت خطبه خطب مهمة جداً، خطب مهمة جداً قادرة على أن تحول الرجال إلى كتل من الحديد، لكنهم أولئك الذين كانوا لا يفتحون آذانهم].
لأن المسألة في الحصول على الوعي تستدعي أن يكون عندك أولاً إدراك لأهمية الوعي، إدراك لضرورة الوعي فهم بأن النقص في الوعي مسألة خطيرة عليك، خطيرة على دينك، خطيرة على إيمانك، سبب للهلاك، سبب للضلال، سبب للخسران.

قد يعجبك ايضا