ثورة البركان النائم …بقلم/إبراهيم سنجاب

 

لاتزال أنت فينا بكل حبك وتضحياتك وجهادك وبذلك وعطائك. ولانزال نحن أولئك كما عهدتنا سيدي بحبنا وصدقنا وجهادنا وإيماننا وبكل عهودنا.

 

آه.. يا سيدي.. لانزال نحن أولئك اللهفى المتعطشون لرؤيتك أيها البدر المبين. نخرج سراعا مهرولين يأخذنا الشوق ويقتلنا الحنين. ونجهر بأصواتنا منشدين “طلعَ البدرُ علينا” يالأشواق السنين.

 

هو الحب الأبدي والعشق السرمدي والولاء المحمدي. لقد حللت قلوبنا أبدا، وسكنت مُهجنا سرمدا.

 

يوم عاهدناك سيدي أننا نحن لها ولنصرة هذا الدين، وأنَّ أرواحنا سكنك. ها أنت لاتزال مُقيما فيها بكلِّ قيمك أبد الآبدين. فنحن النصر والأنصار. ويومها أشرق الكون وتهللت كل الديار. وبنورك طه فتحنا الأمصار. فقد كنت خير نبي مرسل، وكنّا نحن لك ولدين ربي خير الأنصار.

 

قلوبنا وعقولنا وأرواحنا لا تزال تشدو بحبك وتسمو بقربك، أنفسنا ودماؤنا وأبناؤنا وأموالنا لاتزال تفديك ولانزال نتقرب بها زلفى بين يدي الله ويديك.

 

حبيبي يا رسول الله، في كل عام لانزال ننافس العالم في يوم مولدك احتفاء ومكرمة وعشقا، احتشادا وتجمعا وشوقا، ولم يغلبنا أحد، فكما كان العهد منّا لم ولن يسبقنا إليك أحد.

 

في كل عام لاتزال اليمن الرقم واحد، وهي الأولى والأرقى في حبك والتمسك بسبلك، ولم يضاهها أحد قطُ.

 

في كل مرة نجعل منها عروسا مشرقة نزينها بكل الحب وبكل الشوق، ونطلق الأغاريد والزغاريد من أولى ساعات الصباح.

 

يتسابق إلى ساحة عشقك الصغار والكبار والنساء والرجال. نجدد لك الولاء وأرواحنا لك الفداء.

 

يا سيدي يا رسول الله، آه لو نظرت ما فعله بنا الأعراب.

 

لقد عاد الأعراب إلى جاهليتهم الأولى، بل أشدّ وأخزى، حاربونا كما حاربوك، وحاصرونا كما حاصروك، وتحزبوا علينا مع أئمة الكفر والنفاق كما تحزبوا عليك.

 

لكننا رغم كل ذلك لانزال كما عهدتنا. فمن لهذا الدين إن نحن نكثنا أو تخلفنا. دماؤنا وأشلاؤنا وجماجمنا وجوع بطون عيالنا وبقايا أنقاض منازلنا لك ولدين الله الفداء يا رسول الله.

 

سنحتفي بك ونحن نعلم أنك تبكي علينا وجعا، ونحن نقدم نزيف قلوبنا وأرواحنا بين يديك قربانا وحبا، فاسأل الله لنا نصرا، ولدينه تمكينا وعزا، وللمجرمين نكالا وبُعدا.

 

سيظل حلفهم مع أعداء الله والشيطان، ويظل حلفنا واعتصامنا بك وبالواحد الديّان، حتى يزهق الله الباطل، ويحق الحق بأهل الإيمان.

 

لك العهد منّا، أننا كما حملنا نصرة هذا الدين في أوله، فنحن من سيحفظه وينصره في آخره دون أن نبالي، ومهما قدمنا من تضحيات، ولو احتشد علينا الكون وتوالت على صبرنا السنوات، فنحن لها، ولك منّا الصلاة في كل الميادين والجبهات.

 

 

قد يعجبك ايضا