صحيفة الحقيقة العدد “357”: :ثقافة قرآنية :كلمات من نور : دروس من هدي القرآن للشهيد القائد حسين بدرالدين الحوثي رضوان الله عليه

كلمات من نور 

من أعظم نكبات الأمة أن تفقد عظماء كالحسين وعلي وزيد والحسن وأمثالهم من أعلام الهدى، خسارة عظيمة.

سدّ الثغرات التي يستغلها العدو مهمة المؤمنين

عندما يقول {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَقُولُوا رَاعِنَا وَقُولُوا انْظُرْنَا} (البقرة من الآية104) لماذا لا يأتي الخطاب لليهود؟ يا أيها اليهود اسكتوا أو اتركوا استخدام هذه الكلمة؟ ((لأن مفتاح أن يضرك العدو، أن يهينك العدو، أن يهزمك العدو هو من عندك أنت)) ذلك عدو يهودي نصراني كيفما كان إذا كنت مستقيماً تسير على هدي الله على كتاب الله فلن يضرك العدو وستهزمه مهما كان {وَلَوْ قَاتَلَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوَلَّوُا الْأَدْبَارَ ثُمَّ لا يَجِدُونَ وَلِيّاً وَلا نَصِيراً} (الفتح22).

هذه القضية في القرآن مؤكدة هنا توجه الخطاب إلى المؤمنين كلهم، الإمام علي بن أبي طالب ملزم هو أن يترك كلمة {رَاعِنَا} وهل يمكن أن الإمام عليا سيستخدم كلمة {رَاعِنَا} في المعنى اليهودي الذي يستخدمه اليهود؟ لا، لماذا؟ لأنه لا يمكن أن يقفل المجال على اليهود فلا يتمكنون أن ينطقوا بهذه الكلمة أي تحبط مؤامرتهم ـ اعتبرها أحبطت مؤامرتهم ـ إلا بأن تقفلوا أنتم هذا المجال من عندكم وإن كنتم لا تستخدمونها بنفس المعنى الذي يستخدمه اليهود، ((إقفال المجالات التي فيها ثغرات للأعداء تأتي من عند المؤمنين)).

ولهذا حاولنا نقدم هذه الآية فيما يتعلق بالجانب الأمني، الجانب الأمني عندما نقول [نفتشك] أنت الأخ الصديق الموثوق به بنسبة 100% نفتشك أو نقول تكون متيقظاً تكون منتبهاً كل الإجراءات التي هي تمثل إقفال مجال يجب أن تكون أنت أول من يعملها، المسألة هي إقفال مجالات إقفال منافذ.

عندما نقول نترك [المصافحة] ونحن إخوة وكل واحد يحب أن يقبِّل الآخر كم مرات أليس هذا إقفال مجال؟ إقفال مجالات؛ لأنه سيأتي يهود أو عملاء يهود ونمط [المصافحة] لدينا بالشكل الخطير وفي الأخير الزيدية هؤلاء يكفيهم عشرة، عشرين وكفاهم سوف ينهونهم مع تمكنهم من استخدام أشياء دقيقة جداً نحن لا نستطيع حتى أن نكتشفها ولا أن نعرف كيف نقاومها، اقفل المجالات على الأقل عندما يأتي أحد يقول لك لكن يا خبير أنا أخ وصديق أعرف فلان أو نحن أصحاب يعني هو شاك فيَّا؟ لا، ليس شاكاً فيك هل كان رسول الله (صلي الله عليه وعلى آله وسلم) يشك في الإمام علي عندما يقول له أسكت عن استخدام كلمة {رَاعِنَا} لا، أو يشك في الآخرين ربما قد لا يكون هناك ولا مسلم واحد ولا مسلم واحد إلا إذا هم منافقون من تلك النوعية السيئة سيستخدمونها بالمعنى اليهودي، لكن اسكت يا علي، اسكت يا أبا ذر، المقداد، سلمان، عمار، كلكم اسكتوا، وفاطمة فلتسكت، والكل فليسكتوا عن استخدام كلمة {رَاعِنَا}.

إذاً فهذه القضية هامة إقفال المجالات يأتي من عند الناس هم، هم، المخلصون الصادقون المؤمنون بالقضية التي هم فيها لم يكن هناك مجال أن يقول الإمام علي مثلاً لكن أنا سأستخدمها وليس عندي نية سيئة والله المستعان لماذا توقفني؟ هل يعني أن لديك شك فيّ؟ ما حصل هذا هم فاهمون خاصة عندما تعطيهم صورة رهيبة جداً.

هذه الآية تعتبر شهادة فيما يتعلق بالمقاطعة الاقتصادية ألم يحصل هنا مقاطعة للكلمة؟ قاطع المسلمون في أيام رسول الله (صلي الله عليه وعلى آله وسلم) كلمة؛ لأن استخدامها يمثل ماذا؟ دعماً لليهود، إذاً فأنت قاطع بضائعهم؛ لأن بضائعهم تشكل دعماً مادياً كبيراً لهم وتفتح عليك مجال لأن تتقبل كل ما يريدون أن يوصلوه إلى بدنك إلى جسمك من سموم أو من أشياء لتعقيمك حتى لا تعد تنجب أو تورث عندك أمراضاً مستعصية أشياء كثيرة جداً مع تقدمهم العلمي يعتبرون خطيرين جداً، سيطرتهم على الشركات التي تعتبر متطورة في صناعات أشياء خطيرة من المواد السامة عناصر كثيرة تستخدم قد أصبحوا يستخدمون عناصر تؤثر نفسياً تقتل عندك الاهتمام تصبح إنساناً بارداً لا تهتم ولا تبالي.

[الدرس السادس من دروس رمضان]

إماتة الحج في نفوس المسلمين خطط أمريكية

إذاً ليست المشكلة أن هناك ثلاثة ملايين، مكان يزدحمون فيه نتيجة عدم وعي نتيجة قلة رحمة بين المسلمين أنفسهم يأتي أناس يتجمعون ويتكتلون قد يصلون إلى حدود خمسين شخصا أحياناً ثلاثين شخصا عشرين شخصا وشكلوا زحمة وضروا الذين قبلهم وليس هو من أصله، الإشكالية لديهم هم وليس من أجل كثرة العدد، إذا كان الزحمة قد تحصل بحضور ألفين في ذلك المكان لا يؤدي إلى أن تقول يجب أن نقلل عدد الحجاج وكل بلد لا يحج منه إلا عدد معين ثم يرفعون تكاليف الحج هذه خطة يبدو أمريكية ترويض للناس أن يتقبلوا تقليص وتقليل عدد الحجاج من كل بلد عدد معين ويكون عدداً قابلاً للتخفيض وكل سنة يخفضون أكثر وكل سنة يفتعلون شيئاً فيما يتعلق بالكعبة يقولون: قد حصل وباء أو حصل كذا من كثرة الازدحام، إذاً قللوا العدد قللوا العدد حتى يصبح الحج قضية لا تعد محط اهتمام عند المسلمين أو في الأخير يوقفوه  (الدرس الثاني من دروس رمضان، سورة البقرة).

في الأخير إذا ما أبعد القرآن هناك قوانين ودساتير بديلة عنه، الحج إذا ما خفض العدد يكون مقبولاً جداً؛ لأنه روضنا أنفسنا، وروضتنا حكوماتنا المباركة الجاهلة التي لا تعرف عن اليهود شيئاً، التي لا يهمها أمر الدين ولا أمر الأمة. يكونون قد عودونا قليلا ثم أحيانا يقولون: السنة هذه اتركوها للمصريين، والشعب الفلاني والشعب الفلاني السنة هذه يؤجل، أو السنة هذه احتمال يكون هناك وباء ينتشر يؤجل.. وهكذا حتى يموت الحج في أنفسنا، حتى يضيع من ذاكرتنا. ثم يأتي مجنون! مجنون ويعتدي على [البيت] ويفجره، كما يحصل في [القدس].. أليس يحصل شبيه بهذا؟ مختل عقلياً يعمل تفجيرات أو يحرق أو يطلق النار على مصلين داخل المسجد وسيظهر مجانين كثيرون.. مجانين كثيرون، وفجروا الكعبة فجروا قبة رسول الله (صلي الله عليه وعلى آله وسلم) باحثون مجانين ينبشون قبر رسول الله (صلي الله عليه وعلى آله وسلم) ثم نحن نكون قد أبعدنا. متى ستكون أنت من [ستة عشر مليوناً] يصبح العدد المسموح به هو ثلاثة آلاف شخص، متى ستتوقع أنك ستحج هذا حصل مثله في بلدان الاتحاد السوفيتي، حصل أيام حكم الشيوعيين في تلك البلدان.. راجع قوائم البلدان التي تحج، تجد أن تلك البلاد كانت من أقل الحجاج عدداً، بلدان الاتحاد السوفيتي وهي بلدان واسعة جدا.

معرفة الله وعده ووعيده الدرس الثاني عشر.

من أعظم نكبات الأمة أن تفقد عظماءها

أهل العراق ندموا بعد، وتاب الكثير من تفريطهم في الإمام الحسين إذ لم ينصروه وخرجوا ثائرين، وقتلوا مَنْ قتلوا الحسين (عليه السلام) وثاروا, ثأروا لقتله لكن بعد فوات الأوان، بعد فوات شخصية عظيمة كالحسين.

لو كانت تلك التضحية، لو كان ذلك الصمود، لو كان ذلك التفاني، لو كان ذلك الاهتمام، لو كان ذلك الوعي في وقته، يوم كان الحسين متوجهاً إلى الكوفة لاستطاعوا أن يغيروا وجه التاريخ بأكمله، وليس فقط وجه العراق، لاستطاعوا أن يعيدوا الأمة إلى ما كان يريد لها الرسول (صلوات الله عليه وعلى آله) أن تكون عليه.

قتلوا الآلاف, وقُتل منهم الآلاف لكن بعد فوات الأوان، بعد فوات شخصية كالإمام الحسين. وأعظم ما تتعرض له الأمة أو من أعظم نكبات الأمة أن تفقد عظماء كالحسين وعلي وزيد والحسن وأمثالهم من أعلام الهدى، خسارة عظيمة.

(دروس من وحي عاشوراء)

قد يعجبك ايضا