National Interest :على ترامب الحرص على تجنّب التصعيد ضدّ أنصار الله ..فالعملية العسكرية ضدهم فشلت وجنودنا في مرماهم وحاملة الطائرات تحت نيرانهم

رأى المحلل سياسي والكاتب متخصص في شؤون الشرق الأوسط الكسندر لانجلوس أنّ القرار الأميركي لإنهاء القتال مع أنصار الله يشكّل لحظة مفصلية للسياسة الخارجية الأميركية في الشرق الأوسط.

وفي مقالة نشرت على موقع nationalinterest قال: “بحسب صحيفة Wall Street Journal، تقدمت دولة الإمارات باقتراح للمسؤولين في إدارة ترامب، وذلك في سياق الاستفادة من الحملة الجوية الأميركية من خلال تنفيذ عملية برية متزامنة “على أراضي اليمنيين”، وأضاف “من منظار الإمارات، يمكن للحملة الجوية الأميركية ان تفتح الباب “للجماعات الموالية للحكومة” (حكومة المنفى)، في مواجهة أنصار الله”.

الكاتب اعتبر أنّ هذا التفكير هو خاطئ كونه لا يأخذ في الحسان مقاربات مماثلة فاشلة ومخاطر تجدد القتال. بناء عليه، أشار الى أن قرار إدارة ترامب بإبرام الصفقة مع صنعاء كان حكيمًا، وخاصة بعد فشل العملية الأميركية المتجددة ضدّ اليمن والتي بدأت في منتصف آذار/مارس الماضي.

هذا ولفت الكاتب إلى ما نشر نقلًا عن مصادر في الكونغرس ومسؤولين عسكريين بان الحملة العسكرية على اليمن لم تحقق سوى نجاحًا محدودًا، وتابع “أنصار الله قامت مجددًا بتحصين المواقع الحساسة وتوزيع الموارد والعناصر، تمامًا كما فعلت خلال “حملة القصف التي قادتها السعودية بين عامي 2015 و2022”. كما أشار إلى أنّ تكلفة العملية هي في المليارات، والتي تشمل الذخائر بقيمة 750 مليون دولار والتي هناك حاجة لها في جبهات عسكرية أخرى في ظل فقدان القدرة الإنتاجية المحلية.

كذلك أردف الكاتب أنّ الخطر للجنود الأميركيين يبقى مرتفعًا، مشيرًا إلى أنّ حاملة الطائرات الأميركية Truman بالكاد تجنبت نيران أنصار الله بتاريخ الثامن عشر من نيسان/إبريل الماضي. وأضاف أنّ هذه الحادثة أدت إلى سقوط طائرة من طراز F – 18 تبلغ قيمتها حوالي 60 مليون دولار. ولفت إلى أنّ طائرة أخرى من طراز F – 18 فقدت في ظروف غامضة بعد ذلك، وإلى أنّ مسؤولين عسكريين كبار يصفون القتال بأنه من الأعنف الذي خاضته البحرية الأميركية منذ الحرب العالمية الثانية.

الكاتب نبّه إلى أنّ موقف المحافظين الجدد يبقى يتمحور حول ذات النهج الفاشل، مشدّدًا على أن القوات المتحالفة مع “الحكومة المعترف بها دوليًا” تحت مساندة أميركية واماراتية ستواجه “جيش حوثي” مقتدر وضخم جدًا على خط جبهة تشمل العديد من المدن الكبرى.

ووفق الكاتب، بدلًا من تعميق النزاع في اليمن على حساب الأرواح اليمنية والإستراتيجية الإقليمية السليمة، يتعيّن على ترامب أن يصغي إلى معسكر ضبط النفس في البيت الأبيض وأن يعتمد الحل الموجود منذ عام 2023.

كما أشار في هذا السياق إلى أن أنصار الله ما تزال تربط هجماتها في البحر الأحمر بوقف إطلاق النار في غزّة، وإلى أنها سبق وان التزمت بهذا الوعد.

وفي الختام، قال الكاتب إنّ الاتفاق الجديد بين واشنطن وأنصار الله قد يكون خطوة باتّجاه سلام أشمل في حال اتّخذت الخطوات الصحيحة. كذلك تابع بأنه وإذا كان ترامب فعلًا رئيس السلام ومبرم الصفقات، سيدرك أنّ هناك اتفاقًا محدّدًا يمكن أن يحقق الهدوء في الشرق الأوسط (في إشارة مبطنة إلى اتفاق لوقف النار في غزّة).

لماذا أصبح الحوثيون أكثر خطورة من أي وقت مضى

ونشر الموقع في تقريراً أخر قال فيه إنه المرجح أن يكون لدى الحوثيين إمكانية الوصول إلى الصواريخ الأسرع من الصوت وبيانات الاستهداف المستندة إلى الأقمار الصناعية، الأمر الذي يخلق أزمة للسفن البحرية الأمريكية في البحر الأحمر.

وأضاف التقرير إن علاقة انصار الله الدولية مكنتهم من تعزيز مكانتهم في البلاد. بل  أصبحوا أقوياء ومتحصنين في اليمن لدرجة أن البحرية الأمريكية لا تبدو قادرة على كسر قدرتهم على تهديد الأمن الإقليمي بشكل جذري.

وبحسب الموقع يتمتع الحوثيون بعلاقات ودية مع كل من روسيا والصين. وبفضل هذه العلاقات، مُنحوا مجموعة هائلة ومتنامية من الصواريخ المتطورة القادرة على ضرب أهداف بعيدة تصل إلى إسرائيل. علاوة على ذلك، أفادت التقارير أن علاقة الصين بالحوثيين أدت إلى مساعدة شركات الأقمار الصناعية الصينية لهم في استهداف السفن الحربية الأميركية بدقة أكبر، وخاصةً حاملات الطائرات الأميركية. ومن الواضح أن هذا يصب في مصلحة الصين، إذ تُمثل حاملة الطائرات الأميركية أخطر تهديد قد تواجهه في حرب تقليدية مع الولايات المتحدة بشأن تايوان. إن إضعاف قوة حاملات الطائرات الأميركية، أو إظهار قدرة موثوقة على التتبع والاستهداف والتدمير باستخدام صواريخ باليستية دقيقة مضادة للسفن، من شأنه أن يُشكل رادعًا قويًا”.

وتابع الموقع، “أما بالنسبة لتحالف الحوثيين وإيران وروسيا، فيزداد الأمر إثارة للقلق، لا سيما بالنسبة لحاملات الطائرات الأميركية التي تجوب المياه قبالة الساحل اليمني. في خريف العام الماضي، أفادت رويترز أن إيران توسطت في محادثات بين موسكو والحوثيين لنقل صواريخ كروز P-800 المضادة للسفن، التي تُطلق من الأرض، إلى صنعاء. هذا النظام هو سلاح فرط صوتي، وإذا ما اقترن ببيانات الاستهداف الدقيقة التي توفرها الأقمار الصناعية من الصين، فقد يضمن للحوثيين قدرةً على تعطيل أو إغراق حاملة طائرات أميركية متى شاءوا”.

واختتم الموقع “يجب على إدارة ترامب سحب أصولها الباهظة، ولا سيما حاملة الطائرات، ريثما يتم التوصل إلى حلٍّ أكثر فعاليةً لمواجهة صواريخ الحوثيين الهائلة. فالبقاء في مرمى هذه الأنظمة يُنذر بكارثة. وإضافةً إلى ذلك، فإن منح الحوثيين هذا النوع من النصر، بعد أن أثبتوا بالفعل أنهم يُمثلون إرادة “الشعوب المضطهدة” في المنطقة، سيضمن أن تصبح الهزيمة الحقيقية للولايات المتحدة وإسرائيل حقيقةً مُرعبة. ونظرًا لأصول الحوثيين، فمن غير المرجح أن يُؤدي أي قدر من القصف إلى اختفائهم، تمامًا كما لم تُدمّر 20 عامًا من الحرب الوحشية حركة طالبان في أفغانستان”.

الولايات المتحدة لا تستطيع هزيمة الحوثيين عسكريا، ومحاولاتها للقيام بذلك من شأنها أن تزيد من إضعاف الجيش الأميركي في الأماكن التي لها أهمية حقيقية.

وتحت عنوان “وقف إطلاق النار الحوثي الذي أعلنه ترامب خبر سار لأمريكا ” وصف الموقع  «وقف إطلاق النار الذي أعلنه ترامب» بأنه «خبر سار لأمريكا»، مؤكدة أن «الولايات المتحدة لا تستطيع هزيمة الحوثيين عسكريا، ومحاولاتها للقيام بذلك من شأنها أن تؤدي إلى إضعاف الجيش الأميركي بشكل أكبر».
وقال إن هذا الاتفاق «ليس نصرًا عسكريًا بأي حال من الأحوال كما يحاول بعض الأمريكيين تصويره»، مضيفة: «في الواقع، أعلن الحوثيون بعد تصريحات ترامب بوقت قصير أنهم سيواصلون استهداف السفن المرتبطة بإسرائيل، وهو السبب الذي دفع الولايات المتحدة إلى بدء عملياتها ضد الحوثيين في المقام الأول. بل إن وقف إطلاق النار جاء نتيجةً لعجز البحرية الأمريكية عن هزيمة الحوثيين، مهما بلغ عدد الأهداف التي قصفت جوًا في اليمن».
وأشار إلى أن من وصفتهم بـ»الحوثيين» في اليمن، هم «قوى محلية ذات روابط عميقة بالأرض والثقافة والشعب، وهزيمة مثل هذه القوى أمر شبه مستحيل بالنسبة للجيوش الأجنبية وخاصةً للقوات الاستكشافية من النوع الذي تُجسده القوات الأمريكية».. لافتة إلى أن صنعاء «نجحت في تقويض العلاقة الأمريكية الإسرائيلية المتوترة، ومع غياب أمريكا عن المشهد، سيسعى الحوثيون بالتأكيد إلى تركيز كامل قوتهم النارية على إسرائيل في الأسابيع المقبلة».
ورجح الموقع أن يستمر وقف إطلاق النار بين صنعاء وواشنطن، كونه «وبالنظر إلى إدارة ترامب، فإنها تريد بوضوح الخروج من المأزق الذي وقعت فيه مع الحوثيين. علاوة على ذلك، لو استمرت حرب أمريكا ضد الحوثيين، نظرًا لاحتمال وجود أسلحة تفوق سرعتها سرعة الصوت في أيديهم، لكان الأمر مسألة وقت فقط قبل أن تتضرر أو تغرق إحدى حاملات الطائرات الأمريكية التي يُفاخر بها، وهو ما كان سيُمثل كارثة على الجيش الأمريكي».
وخلصت إلى القول: «في الوقت الراهن، هناك أمر واحد مؤكد وهو أن الأمريكيين غير قادرين على هزيمة الحوثيين عسكريًا، لذلك فترامب مُحق في إيجاد مخرج».

قد يعجبك ايضا