صحيفة الحقيقة العدد”277″: السيد القائد والرئيس ورئيس الثورية العليا وناطق أنصار الله يهنئون الشعب والأمة بحلول عيد الأضحى المبارك

ربما تحتوي الصورة على: ‏شخص واحد‏

قائد الثورة  يهنئ الشعب اليمني والأمة الإسلامية بعيد الأضحى المبارك ويدعو للنفير إلى الساحل الغربي

بسم الله الرحمن الرحيم

الله أكبر كبيراً والحمد لله كثيراً وسبحان الله بكـرة وأصيلاً، والصلاة والسلام على خاتم النبيين سيدنا محمد وعلى آله الطاهرين، ورضي الله عن أصحابه الأخيار المنتجبين.

بمناسبة حلول عيد الأضحى المبارك نتقدم إلى شعبنا العزيز وأمتنا الإسلامية بالتبريك والتهاني سائلين الله عز وجل أن يكتب للمجاهدين المرابطين الأبطال في كافة المحاور والجبهات عظيم الأجر وجزيل الثواب وأن يعينهم ويثبتهم ويؤيدهم بنصره ويبارك فيهم وأن يتولى بجميل رعايته أسر الشهداء ويَمُنَّ بالعافية على الجرحى ويفرج عن الأسرى وأن يوفق شعبنا العزيز لما فيه الخيرُ والصلاحُ للدين والدنيا وحسنُ العاقبة ويعينَه على الثبات والصمود في التصدي للطاغوت المستكبر المتمثل بقوى الشر وتحالف العدوان بقيادة أمريكا والموالين لها من المنافقين وعلى رأسهم النظام السعودي والنظام الإماراتي وغيرهما من الذين يسارعون في طريق النفاق والخيانة التي رسمها اللوبي الصهيوني اليهودي بهدف الانحراف بالبشرية عن المبادئ والقيم الإلهية ولغرض تدمير مجتمعاتنا الإسلامية وتطويع الأمة وإخضاعها للاستغلال والاستعباد في خدمة أمريكا ومصلحة إسرائيل بكل ما لذلك من آثار ونتائج وخيمة وفظيعة في الحاضر والمستقبل يتجلى بها سبب الغضب الشديد والوعيد الرهيب من الله تعالى حيث قال: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاء مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَتُرِيدُونَ أَن تَجْعَلُواْ لِلّهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَاناً مُّبِيناً إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَن تَجِدَ لَهُمْ نَصِيراً}النساء 144- 145.

إن مناسبة عيد الأضحـى المبارك قد خلّدت للبشرية أرقى درسٍ في التسليم التام لأمر الله تعالى وإيثار طاعته وإخضاع النفس له، وذلك في موقف نبي الله وخليله إبراهيم (عليه السلام) وابنه نبي الله إسماعيل (عليه السلام) في امتحان الرؤيا حيث قال كما في القرءان الكريم: {قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِن شَاء اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ}الصافات102، وقد أتى الفداء لإسماعيل (عليه السلام) في اللحظة الحَرِجَة بعد الاستعداد التام والتسليم الصادق لله ولأمره كما قال الله تعالى: {فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَلَاءُ الْمُبِينُ وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ}103-107 الصافات.

وما أحوجنا جميعاً إلى أن نتعلم من هذا الدرس التاريخي كيف نُؤْثـِر طاعةَ الله تعالى على رغباتنا وأهوائنا وكيف نضحّي في سبيل الله تعالى، والأمةُ في مرحلة لا بدّ لها فيها ــ للثبات على الحق ونيل الحرية والحفاظ على الكرامة ــ من التضحية وإلا ساقها المنافقون سوقاً بالإغراء أو بالترهيب أو بالتضليل لتضحّي في خدمة أعدائها.

فعلينا جميعاً في عيد الأضحى أن نتعلم الدرس من نبي الله إبراهيم ونبيه إسماعيل في أن تكون تضحياتُنا فيما يرضاه الله؛ وهذا ما تكسب به الأمةُ العزّةَ والخيرَ وحسنَ العاقبة، وبِتَحَرُّرِ الإرادة تنال الأمة الحرية في حياتها ومواقفها وقراراتها وتعيش الحريةَ واقعاً لا نفوذَ فيه للطاغوت ولا تـَحَكُّمَ فيه للمنافقين ولا عبوديةَ فيه إلا لله رب العالمين.

إن شباب شعبنا الأبطال المجاهدين المرابطين في ميادين الجهاد والمقدِّمين يومياً لقوافل الشهداء وهم يتصدون للغزاة المجرمين يجسّدون اليوم موقف نبي الله إسماعيل من جديد بتضحيتهم بكل رغبة وبروحية إيمانيّة مسلّمة لله تعالى وبعطائهم بالروح ابتغاءَ مرضاته ؛ وإن آباءَ وأمهاتِ وأسرَ الشهداء وآباءَ المجاهدين والأسرَ التي تبعثُ أبناءَها إلى الميدان وتساندهم في نهوضهم بالمسؤولية وقيامِهم بالواجب ابتغاءَ مرضاة الله تعالى تجسِّد من جديد عطاء إبراهيم خليل الله وتقتدي بأنبياء الله وأوليائه في مستوى الطاعة والامتثال فيما يتهرب عنه الكثير من أدعياء الإيمان.

إن الصادقين اليوم في يمن الإيمان تجلّى صدقهم في انتمائِهِمُ الإيماني حين نجحوا بتوفيق الله تعالى أمام الاختبار والمِحَكّ الذي يَمِيزُ اللهُ به الخبيث من الطيب والصادقَ من الكاذب والأصيلَ من الدَّعِيِّ الزائف وهو الاختبار بالموقف والولاء والجهاد حيث قال الله تعالى:{مَّا كَانَ اللّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنتُمْ عَلَيْهِ حَتَّىَ يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ}آل عمران179، وقال تعالى: {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ}محمد31، وقال تعالى:{أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تُتْرَكُواْ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللّهُ الَّذِينَ جَاهَدُواْ مِنكُمْ وَلَمْ يَتَّخِذُواْ مِن دُونِ اللّهِ وَلاَ رَسُولِهِ وَلاَ الْمُؤْمِنِينَ وَلِيجَةً}التوبة 16، فطوبى ثم طوبى لكل من وفَّقهُ الله لِيَقِفَ الموقفَ الحقَّ الذي أمر به اللهُ تعالى في مواجهة الطغاة المستكبرين المعتدين حيث قال:{أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ}الحج 39، وحيث قال:{كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّواْ شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ}البقرة 216، وحيث قال:{انْفِرُواْ خِفَافاً وَثِقَالاً وَجَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ}التوبة 41، وحيث قال:{وَقَاتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ}البقرة 244، وحيث قال تعالى:{الَّذِينَ آمَنُواْ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ فَقَاتِلُواْ أَوْلِيَاءَ الشَّيْطَانِ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفاً}النساء 76، والخيبةُ والخسرانُ والخذلانُ لكل المتخاذلين والمتربصين والمثبطين الموعودين من الله تعالى بالعذاب والمفضوحين في ادعائهم وانتمائهم بأنهم لا مصداقية لهم والمؤاخَذين من الله بعقابه العاجل في الطبع على قلوبهم وسلبهم التوفيقَ والعزةَ حيث قال تعالى:{رَضُواْ بِأَن يَكُونُواْ مَعَ الْخَوَالِفِ وَطُبِعَ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لاَ يَفْقَهُونَ}التوبة 87، وقال تعالى:{فَرِحَ الْمُخَلَّفُونَ بِمَقْعَدِهِمْ خِلاَفَ رَسُولِ اللّهِ وَكَرِهُواْ أَن يُجَاهِدُواْ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَقَالُواْ لاَ تَنفِرُواْ فِي الْحَرِّ قُلْ نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرّاً لَّوْ كَانُوا يَفْقَهُونَ فَلْيَضْحَكُواْ قَلِيلاً وَلْيَبْكُواْ كَثِيراً جَزَاءً بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ}التوبة 81-82، وقال تعالى:{قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الْمُعَوِّقِينَ مِنكُمْ وَالْقَائِلِينَ لِإِخْوَانِهِمْ هَلُمَّ إِلَيْنَا وَلَا يَأْتُونَ الْبَأْسَ إِلَّا قَلِيلاً}الأحزاب 18.

إنني أتوجّه بالنداء إلى الأحرار والأوفياء في شعبنا العزيز يَمنِ الإيمان بالنفير إلى الجبهات وفي مقدَّمتها الساحل الغربي التي يسعى العدوّ للتصعيد فيها خلال هذه الأيام، وقد كان للنفير والتحرك في عيد الفطر الأثرُ الكبيرُ بفضل الله تعالى حيث أخفق العدوّ آنذاك في تحقيق هدفه وتحول الساحلُ الغربي إلى ميدان إخفاقٍ وهزائمَ للأعداءِ وللتنكيلِ بهم بنصر اللهِ ومعونته، وأملي في فضل الله وعظيم رحمته ووعده الصادق إذا تحرك الأحرار والأوفياء كما ينبغي ونزلوا إلى الميدان أن يكتب الله نصراً عزيزاً قال تعالى:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ}محمد 7.

وفي الختام نسأل الله سبحانه أن يؤيد شعبنا وأحرار أمتنا بالنصر وأن يحفظ حجاج بيته الحرام ويعيدهم إلى أهاليهم بالخير والعافية وأن ينتقم من آل سعود الملحدين بالظلم في بيته الحرام بمنع البراءة وحرمان شعبنا المسلم من الحج وبعمالتهم لأمريكا وإسرائيل وبعدوانهم وإجرامهم وخيانتهم للإسلام والمسلمين وحسبنا الله ونعم الوكيل نعم المولى ونعم النصير.

                  والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

                                                           عبدالملك بدرالدين الحوثي

                                                           9/ ذو الحجة / 1439هـ

 

 

الرئيس المشاط يهنئ أبناء الشعب اليمني والأمة الإسلامية بحلول عيد الأضحى المبارك

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله محمد خاتم النبيين وعلى آله الطاهرين ورضي الله عن أصحابه الأخيار المنتجبين وعن سائر عباد الله الصالحين.

 

بمناسبة حلول عيد الأضحى المبارك يطيب لي أن أتوجه إليكم يا أبناء شعبنا اليمني العظيم بخالص التهاني والتبريكات ولكافة أمتنا الإسلامية، وللحجاج في المشاعر المقدسة سائلين الله عز وجل أن يعيد هذه المناسبة الجليلة على شعبنا وأمتنا بالنماء والاستقلال والعزة والاستقرار، وأن يوفقنا جميعاً في مواجهة كافة الصعاب والتحديات التي تستهدف أمتنا حتى تصحح مسارها وتستعيد مكانتها الطبيعية بين الأمم.

وأنتهز هذه المناسبة المباركة للتأكيد على أهمية العودة الصادقة إلى الله عز وجل والتوكل عليه وحده والاعتصام بحبله في مواجهة المشروع الأمريكي الصهيوني الذي يستهدف أمتنا على كافة المستويات، والتصدي بفاعلية ومسؤولية للتحركات الفتنوية والهدامة لأذناب وعملاء أمريكا في المنطقة الذين يعيثون اليوم في بلاد المسلمين فساداً خدمة لأجندة ولاتهم في البيت الأبيض وعلى رأس الأذناب النظام السعودي والنظام الإماراتي.

الأخوة المواطنون الأخوات المواطنات :

تأتي هذه المناسبة الإسلامية العزيزة والمقدسة وشعبنا المسلم المظلوم يتعرض لعدوان عالمي أمريكي سعودي للعام الرابع على التوالي وكلما أوغل المجرمون في سفك دماء أطفال ونساء هذا الشعب، نزداد بعون الله صموداً ويقيناَ وقدرة في ميادين المواجهة، وتترسخ لدينا صوابية موقفنا منذ بداية تحركنا كشعب مظلوم ومعتدى عليه يدافع عن نفسه، وهو موقفُ مسئول ومشروع لا مناص منه .

ولقد خط شعبنا منذ اليوم الأول من هذا العدوان مسار الصمود والثبات في مواجهة آلة القتل الإجرامية في السماء والأرض والبحر وعلى كافة الأصعدة بمستوى يليق بعظمة وشجاعة هذا الشعب، واستفاد شعبنا من عوامل قوته متوكلاً على الله ومعتمداً على سواعد وعقول أبنائه ومن منطلق مظلوميته المحقة استطاع شعبنا الحضاري العريق أن يطور قدراته العسكرية ويراكم تجاربه وخاض غمار التصنيع الحربي حتى وصل اليوم إلى قدرات مميزة ونوعية مثلت عامل ردع استراتيجي ألحق شديد الأذى بقوى العدوان داخل الحدود اليمنية وفي عمق عواصمهم.

وتؤكد كل الشواهد والوقائع من حولنا بأن الصمود المشرف والانطلاق الكبير إلى جبهات العزة والشرف للدفاع عن الأرض والعرض هو الموقف الصائب والذي دفع عنا مخاطر كبيرة وتبعات باهظة الثمن وأفشل رهانات العدو وإلا لكانت رقاب الناس اليوم تحت رحمة أقبح مجرميّ التاريخ.

يا أبناء شعبنا اليمني في الداخل والخارج :

إن هذا العدوان الظالم والانتهاك السافر والتمادي في سفك الدم قد فرض علينا دون حق أو مبرر وبلا أي مسوغ قانوني ومهما حاول الغزاة استخدام عناوين مخادعة لتبرير عدوانهم السافر إلا أن الحقائق الجلية تكشف زيف ما يدعون، وإننا ملزمون اليوم كأي شعب مُعتدى عليه بالدفاع عن أنفسنا بكافة السبل والوسائل الممكنة وهو حق تكفله تعاليم الله وشرائع الأرض.

فلم نختر هذه الحرب ولم نرغب فيها ولكننا أجبرنا عليها، ولم نعتدٍ على أحد ولم نشكل خطراً على أي دولة في العالم ولكن قوى الطغيان والإجرام اعتدت علينا وجاءت إلى أرضنا وقصفت منازلنا ومدارسنا ومستشفياتنا وقتلت أطفالنا ونساءنا، ورغم كل ذلك فقد عملنا على تقديم التنازلات وكان لنا السبق دائماً في الانخراط الجاد وبحسن نية في كل جهود ومساعي إيقاف هذا العدوان وحقن الدماء ولكن تعنت واستكبار قوى العدوان حال دون ذلك.

إننا نتابع اليوم بألم شديد ما يتعرض له إخواننا من أبناء المحافظات الجنوبية والشرقية الخاضعة لسيطرة جحافل الغزو ومرتزقتهم، ويجسد الوضع في المناطق المحتلة طبيعة أهداف المحتل ونواياه من انفلات أمني وتدمير للنسيج الاجتماعي وإشعال الفتن وتغذية الصراعات الداخلية وتجريف القيم وتمكين الجماعات التكفيرية وأمراء الحروب، حتى أصبح القتل في تلك المناطق روتين يومي وبات اختطاف النساء وانتهاك الأعراض مسلسل مستمر، وأضحى انتهاك المحرمات واغتيال رجال الدين وتفجير دور العبادة برنامج عمل تشرف عليه قوى الغزو والاحتلال دون ذرة خجل.

إن تمكين القاعدة وداعش وضخ الدماء في عروقهما وإمدادهم بالمال والسلاح وإفساح المجال أمامهم للسيطرة على أجزاء واسعة من الأرض سياسية ممنهجة اتخذها العدوان منذ الطلقة الأولى، بعد أن كان شعبنا على بعد خطوة من اجتثاث هذه العناصر الإجرامية الإستخبارية العملية بشكل جذري، بل إن العدوان العسكري الأجنبي الغاشم كان ضمن أهم أهدافه إنقاذ هذه الجماعات، ولم يعد هذا الأمر خافياً على أحد حتى أن الصحافة العالمية باتت تؤكد الشراكة الواضحة بين قوى العدوان وعلى رأسها النظام السعودي والإماراتي ومن خلفهما أمريكا وبين تلك الجماعات التكفيرية المجرمة.

ولم يتوقف العدو عند هذا المستوى من الإجرام والدموية، حيث دشن العديد من السجون والمعتقلات السرية وغيب فيها كل من يعارض توجهاته أو مشاريعه مستخدماً أبشع وسائل التعذيب اللا أخلاقي حد إنتهاك المحرمات وإهانة الإنسان الذي اختصه الله بالتكريم في سلوك مرضيَ لم نشاهد نظير له في الدنيا إلا في تلك المعتقلات التي شيدتها أمريكا في العراق لإذلال وقهر المسلمين والتفنن في تعذيبهم وأن هذا التطابق في السلوك والمنهج ليس بغريب فمن أقام أبو غريب هو نفسه من يقيم ويشرف على السجون في اليمن وقد كانت ومازالت أمريكا هي الراعي الرئيسي لهذا العدوان وصاحبة القرار الأول والأخير فيه وما أدواتها السعودية والإماراتية والداعشية إلا أذناب تنفذ ما يملى عليها.

يا أبناء شعبنا الصابر والمرابط في كافة أرجاء الوطن :

إن تفاقم الأزمات الداخلية لأنظمة العمالة والخيانة والنفاق في المنطقة، واستمرار فشلها الذريع في تحقيق أهدافها من العدوان وتعاظم خسائرها البشرية والمادية والعسكرية في ميادين المواجهة مع أبطالنا البواسل قد أصابها بحالة من الهوس والتشنج، لتترجم إحباطها الداخلي وهزيمتها المذلة بارتكاب المزيد من المذابح الوحشية بحق الأطفال والنساء والمدنيين، وما استهداف حافلة الأطفال في ضحيان وسقوط ما يزيد عن خمسين شهيداً جلهم من الأطفال إلا جريمة نكراء ووصمة عار في جبين المجتمع الدولي ومنظماته وهيئاته التي أزكمت أنوف العالم بحديثها عن حقوق الأطفال ولم تحرك ساكناً أمام جرائم القتل الوحشية التي يتعرض لها أطفال اليمن .

إن جرائم العدوان اليوم تفضح النفاق العالمي وتحرج كل أنظمة التبعية لأمريكا، كما أن استهداف المستشفيات والأسواق ومنع وصول الطواقم الإسعافية في محافظة الحديدة يمثل أقصى درجات القبح والوحشية فهل هذه هي المساعدات الإنسانية التي بشر بها الغزاة أبناء محافظة الحديدة ؟ كما أن إعدام الأسرى والجرحى بشكل متكرر من قبل قوى العدوان ومرتزقتهم تعبير واضح على ما يحمله أولئك المنافقون من كراهية وحقد دفين لا يمكن السكوت عليه أو التعايش معه.

إن كل قطرة دم سفكها المعتدون بحق شعبنا لن تسقط بالتقادم ولن يفر مرتكبوها من العقاب، وهي سبب إضافي لنا جميعاً للاستمرار في رفد الجبهات بالمال والرجال وتعزيز عوامل القوة، وسينال المجرمون جزاءهم العادل عاجلاً أو آجلاً وستطاردهم جرائمهم ولعنات الضحايا في الدنيا والآخرة.

اليمانيون الشرفاء في الداخل والخارج :

من الضروري استيعاب طبيعة وأهداف العدو وتحصين الوعي أمام حملات التضليل المستمرة من قبله ومواجهة مؤامرته على الأصعدة العسكرية والأمنية والاقتصادية والإعلامية والمجتمعية، إن على الجميع استيعاب خطورة وشراسة الحرب الاقتصادية التي يحاول العدو من خلالها تركيع شعبنا وتسهيل استعباده، إن الإجراءات العقابية التي يتعرض لها اليمنيون كافة على المستوى الاقتصادي يتحمل مسؤوليتها اليوم العدوان الأمريكي السعودي ومن يسبح في فلكه ونرى اليوم تعمد قوى العدوان تعطيل الموانئ والمطارات ونهب الثروة النفطية والغازية لهذا الشعب وطباعة العملة بكميات هائلة دون غطاء وإهدار مقدرات الشعب على غير أصحابها وكل هذا يأتي ضمن ممارسات العدو لتجويع هذا الشعب ونهب مقدراته، والذي بدوره يؤدي إلى مضاعفات كارثية ومضرة تفاقم من معاناة أبناء الشعب وتعرض حياة الملايين منه إلى مخاطر الجوع والفاقة والمرض.

وفي المقابل نؤكد على الجهات الرسمية المختصة ضرورة بذل أقصى الجهود للحد من آثار الحرب الاقتصادية والعمل على محاصرة تداعياتها ومحاسبة كل من يتسبب في تعميق معاناة المواطنين، وندعو كافة أبناء الشعب إلى التحلي بروح المسؤولية وتعزيز التكافل الاجتماعي ورعاية الأسر الأشد فقراً ونحن على يقين أننا بالتوكل على الله وبذل الجهود الممكنة سنتجاوز هذه المحنة كما تجاوزنا سابقاتها.

الإخوة والأخوات :

إن حرمان الشعب اليمني وشعوب عربية وإسلامية أخرى من أداء مناسك الحج وتسييس هذه الشعائر المقدسة من قبل نظام آل سعود تعد صارخ لحدود الله وحرب على الإسلام وستؤدي بهذا النظام الخائن إلى استحقاق العقوبة الإلهية والخزي والهزيمة في الدنيا والعذاب العظيم في الآخرة وقد قال الله تعالى ” ومَا لَهُمْ أَلَّا يُعَذِّبَهُمُ اللَّهُ وَهُمْ يَصُدُّونَ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَمَا كَانُوا أَوْلِيَاءَهُ ۚ إِنْ أَوْلِيَاؤُهُ إِلَّا الْمُتَّقُونَ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُون” .. صدق الله العظيم.

 

كما أن هذا التصرف الأحمق يعزز لدى كل ذي لب طبيعة النشاط التخريبي الذي يقوم به النظام السعودي في أوساط الأمة ومن المؤسف أن من يصف نفسه بأنه خادم للحرمين الشريفين استغل شعائر الله وفرائضه السماوية للكسب السياسي والتفريق بين أبناء الأمة والابتزاز، في حين يقدم كافة أساليب الدعم والرعاية والترويج والتمويل لمشاريع تصفية قضية الأمة المركزية في فلسطين ويسارع في خطى التطبيع مع الكيان الصهيوني في توجه نفاقي مشبوه يضر بالأمة ويخدم أعداءها، وننصح هذا النظام بالتوقف الفوري عن هذه الممارسات وإلا فستكون العواقب عليه وخيمة.

كما نراقب عن قرب التصعيد الخطير من قبل الإدارة الأمريكية والكيان الصهيوني تجاه القضية الفلسطينية ومحاولة توطين الغزاة في القدس الشريف واستمرار تدنيس المسجد الأقصى، وفي هذا المقام نؤكد بان الجميع اليوم مسئول أمام الله والتاريخ للقيام بدوره والاضطلاع بواجباته تجاه القضية المركزية للأمة، وندعو كافة الدول والشعوب الإسلامية لمقاطعة التطبيع وقطع العلاقات مع الكيان المغتصب وتقديم الدعم اللازم لصمود الشعب الفلسطيني المقاوم في مواجهة الاحتلال مع أهمية استيعاب أن الحروب اليوم في البلدان العربية ومخططات تدمير هذه الدول وتجويعها وهيكلة جيوشها وزعزعتها اقتصادياً وسياسياً هو جزء من المخطط الأمريكي للشرق الأوسط الجديد بما يخدم أهداف الكيان الصهيوني وتقوية نفوذه وإشغال الأمة عن تحرير أرض فلسطين بقضاياها الداخلية.

الإخوة والأخوات:

أوجه ندائي إليكم في هذه الأيام المباركة إلى مضاعفة الجهود في كل المجالات لمواجهة هذه الحرب الكونية واستمرار رفد الجبهات بالمال والرجال وتعزيز عوامل القوة ورص الصفوف وتعزيز الوحدة الداخلية وتكاتف الجهود الرسمية والشعبية ومواجهة حملات التضليل وحروب العدو النفسية حتى ينال شعبنا نصره المستحق ويصون تضحيات أبنائه وينعم بالعزة والمنعة والاستقلال.

ونؤكد على أهمية النفير العام إلى جبهات الساحل الغربي خاصة وكافة الجبهات لتحطيم كافة آمال العدو في تحقيق أي اختراق والتسريع بكسر شوكته وإلحاق الهزيمة النكراء بأذياله من المنافقين والمرتزقة الذين باعوا دينهم ووطنهم بثمن بخٍس.

وأحيي جهود كافة الشرفاء وأدوارهم الأساسية في تعزيز الصمود وعلى رأسهم قبائل اليمن الحرة والأبية، كما أحيي كل الدول الحرة والجهات والهيئات والأحزاب والمنظمات التي تضامنت مع بلادنا ورفعت الأصوات مطالبة بإيقاف هذا العدوان الجائر.

ختاما كل التحية والتقدير وصادق التهاني لكل أبناء الشعب اليمني الصامدين وأبطاله في الجيش واللجان الشعبية والمؤسسة الأمنية وأجهزة الدولة المختلفة التي تحقق أعلى مفردات الانتصار والثبات في وجه أقوى التحديات والتهديدات وأصعبها.

متوجها إلى الله عز وجل بالدعاء للشهداء الأبرار الذين يحققون النصر بدمائهم الطاهرة الزكية أن يتغمدهم بواسع رحمته ويدخلهم فسيح جناته وأن يمن على الجرحى والمصابين بالشفاء العاجل وأن يفك على الأسرى، وأن يلهمنا جميعا الصبر والتكاتف مع المتضررين من إخواننا الذين طالهم أذى العدوان بتدمير مقدراتهم ومزارعهم ومصانعهم ووسائل معاشهم وان يبدلهم خيرا منها .

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

رئيس اللجنة الثورية العليا يهنى الشعب والقائد وأبطال الجيش واللجان الشعبية بمناسبة حلول عيد الأضحى 1439هـ

بسم الله الرحمن الرحيم

السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي قائد الثورة

الأخ رئيس وأعضاء المجلس السياسي الأعلى

الأخوة رؤساء وأعضاء مجالس القضاء والنواب والشورى والحكومة

الأخوة الأبطال في الجيش والأمن واللجان الشعبية وجميع المسؤولين والموظفين في القطاع العام والمختلط والسلك الدبلوماسي

أبناء الشعب اليمني الصامد رجالا ونساء

أبناء الأمة جمعاء

يسعدني أن أبعث إليكم أخلص التهانى مقرونة بأطيب التمنيات، بمناسبة حلول عيد الأضحى المبارك متوجها إلى الله تعالى بأن يعيده عليكم بالخير واليمن والبركات، والعزة والنصر لشعبنا اليمني العظيم على جميع الأعداء، وأن يعيده على شعوب الأمة العربية والإسلامية بالخير والسلام.

وبهذه المناسبة العظيمة نهنىء حجاج بيت الله الحرام بعيد الاضحى المبارك وببلوغهم لاتمام شعيرتهم واكمال ركن من اركان اسلامهم وعلى سلامتهم ونسأل الله أن يعيدهم إلى أهاليهم بالخير والعافية وان لايرينا فيهم مكروه .

كما نتوجه بالتهنئة لقيادات وأبناء المجتمع العربي والإسلامي الذين سيرسمون البسمة على مجتمعاتهم

بالتزاور والتواصل والتباذل وفعل الخير مستلهمين ذلك من شعائر الاسلام ومن توجيهات نبيه الخاتم عليه واله افضل السلام ولهذا وانطلاقا من قول الله تعالى (وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا) ندعو خطيب الحرم المكي إلى أن تكون خطبة العيد يوم غد لنبذ التفرق وما يثيره من عصبية أو حمية أو طائفية، والدعوة لإيقاف نزيف الدماء، وحرمة وتجريم الاستمرار في التناحر وتشتيت الأمة الإسلامية وتمزيقه، وانتهاز فرصة هذه المناسبة للتأكيد على الدعوة للسلام في كل مناطق التنازع والخلاف، حتى تؤدى من مكة المكرمة والكعبة المشرفة كما ينبغي لها وكما أسست له، فتحمل رسالتها للسلام والأمن والاستقرار بعودة جموع الحجيج إلى بورما وسوريا والعراق وليبيا وغيرها من مناطق الحروب والقتال، وبالدعوة إلى الخير لكل البشرية.

حفظ الله اليمن وأعز أبناء شعبنا اليمني الأحرار الأوفياء.

التحية للأبطال في الجيش والأمن واللجان الشعبية.

الرحمة للشهداء.

الشفاء العاجل للجرحى، والفرج والخلاص للأسرى بإذن الله تعالى.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

محمد علي الحوثي

رئيس اللجنة الثورية العليا

9 – ذوالحجة – 1439هـ

20- أغسطس – 2018م

 

بمناسبة عيد الأضحى.. ناطق أنصار الله يؤكد على تمسك الشعب اليمني بحريته واستقلاله

أكد الناطق باسم أنصار الله محمد عبدالسلام يوم الاثنين على تمسك الشعب اليمني بحريته واستقلاله وذلك بمناسبة عيد الأضحى المبارك.

وقال عبدالسلام في صفحته في فيسبوك: “عيد مبارك وكل أضحى والجميع بخير وبهذه المناسبة العظيمة نؤكد على تمسك شعبنا اليمني بحقه الكامل في نيل الحرية والاستقلال من خلال التصدي للعدوان الأمريكي السعودي”.

واعتبر محمد عبدالسلام التصدي للعدوان هو الطريق الأمثل لقيام دولة ذات سيادة تكفل لمواطنيها كرامتهم، وتحمي أمنهم واستقرارهم، وتلبي طموحهم القومي بمناصرة قضية فلسطين، وتنفتح بعلاقات إيجابية مع المحيط العربي والإسلامي والعالمي من موقع الندية والاحترام المتبادل.

 

 

 

قد يعجبك ايضا