خانوا الله فأمكن منهم…بقلم/ ماجد جدبان

 

الخيانة والعمالة من أكبر الجرائم في الإطاحة بالممالك والعروش والسلطات والشعوب لا يمتد أثرها فقط على الساسة وإنما على الدولة والشعب والمجتمع والمواطن وعواقبها وخيمة ومضاعفة فهي عكس للثورات التي تخرج بنزاهة ضد الأنظمة لتحكي عن مظلوميتها وتطيح بالأنظمة الفاسدة والعميلة قبل أن تمتد أيادي الخيانة للشيطان الأكبر أمريكا إليها وإخمادها ولا تمتد آثارها وسلبياتها على الشعب بل بالعكس تزيده قوة وعزة وتمنحه الحرية والكرامة والاستقلال للتخلص من العبودية والوصاية والتدخلات الخارجية وليس لها سلبيات على الشعب الذي خرج من أجلها لتحقيق مطالبه .

فدور الخيانة والعمالة حقير وكبير فعندما نقرأ ونقرأ بأن الخونة والعملاء في الدول العربية ممتد جذريا وفكريا ومذهبياً لمن سبقهم من المقربين للملوك والقياصرة والسيادة ورجال الدين الذين كانوا لا يملكون عروبة ولا إباء ولا حمية ولا دين  فهذا الواقع الذي جعل الخيانة فيه شرعاُ والقتل والعمالة شريعة عند الأنظمة العميلة فكم من ممالك سقطت بخيانتها واستئثار المال والمنصب فمنهم من أغرى بالمال ومنهم من أوعد بالمنصب فكان لا يبقى لهم مناصب ولا أرواح مثلهم مثل التطبيع حاليا في بعض الدول آنذاك من أجل مصالحهم والوقوف ضد مخاطر الآخرين أو الاحتماء من غزوهم وحربهم.

فعندما يحصل ارتباطات وعلاقات منها ماهي ظاهرة ومنها ماهي خفية بين الساسة العملاء وبين دول أجنبية ينضرون لنقاط الضعف للدولة والملك أو الرئيس فبعدها يبدؤون بالزج والتوظيف للخيانة في كل مفاصل الدولة والمجتمع.

الإنجليز والصليب والمغول والتتار ومن بعدهم بريطانيا وأمريكا عندما يبدؤون بالتحرك لاحتلال شعب أو دولة يبدؤون بزرع نار الفتنة وعمدان الخيانة ورؤوس العمالة في المؤسسة والسلطة والمدينة والمجتمع وكل يتحرك في إطار عملة وللأسف يشتغلون ويتحركون أكثر يقظة وهمة من غيرهم ويبنون خلاياهم الامنية والعسكرية والفئوية وبعدها يتحركون بذرائعهم لإخماد ما تبقى تحرك عسكري أن اضطر الأمر والا فغالبية الدول والقادة تسلمت لهم على طبق من ذهب وبدون حرب.

فأكثر ما كان يحرك ويمول الفساد والخيانة والعمالة في دولة ما حاليا هي السفارات ومن قبلها البريد والتليغراف وعلى راسها المال المدنس بالخيانة واستغلال وضعية الفئات وامكانية الطبقات لتحين لهم الفرصة باسم المساعدات الانسانية التي لا يعرفون  للإنسانية حق منذ  تشدقوا بحمايتها ولا يريدون من الانسان هذا الذي يبيع نفسه وارضه وعرضه إلا الربح او المصلحة والا فهم حاقدين وحاسدين وبخلاء لكل من يحمل هوية الدين والإسلام والعروبة وقد حكى الله عن بخلهم في قوله (ولا يعطون الناس نقيرا) أي حبة نواه التمرة فما بالك ايها العربي الخائن أن يعطوك الدراهم والمال ويقفون معك جنباُ الى جنب كما يزعمون لحمايتك أو لإعادة شرعيتك لا بل يريدون شر عنتك على الوطن وصهيونيتك على الأخوة والأمومة والأبوة والتربة والوطن والقيم والتقاليد والأعراف التي بنى عليها الإسلام دولنا ومجتمعاتنا هم لا يريدونك لا أنت ولا هويتك ولا قيمك يريدون ابتزازك وجعلك أضعف من شخص يباع في سوق النخاسة وبعدها يكون حراً لكن أنت أيها الخائن لن تتحرر من عبوديتك لهم ولن يتركوا لك المجال بل سيستخدمونك حتى تنتهي صلاحيتك ثم يقتلونك ولك أن تتمعن في واقع من خان بلده وهم الآن يتسكعون في فنادق العواصم وأزقة الشوارع كيف حالهم وحالهم ومئالهم ومصيرهم منهم من قتل غدراً ومنهم من زج به في محرقتهم العدوانية ومنهم من قتل بنيران صديقة أو بغارات خطأ عدوانهم لاريب عندك انك ستقول من يهن يسهل الهوان عليه ما لجرح بميت إيلام ويهون عليك أن تقول هذا جزائهم عندما ترا الأشلاء المقطعة في المدن والبيوت والمدمرة على ساكنيها والأطفال والنساء تقتل بدم بارد بأذرعهم التي لا ترى في فئات وطنها إلا ولا ذمة عندها ستتأكد بأنهم خانوا الله فأمكن منهم وأن ما يلاقونه على أيدي أسيادهم من قتل وإهانة سيلاقون أضعافه في الدنيا أن بقوا خزي وهل هناك أشد من هذا الخزي عندما تسمع هذا يقتل وهذا يسجن وهذا يغتصب بعد كل الخدمات السابقة لمحتلي ارضهم وغازي وطنهم فلا قرار لهم ولا قرار إلا ما خرج من واشنطن ليملي على البقية منهم للزج بهم مجدداً إلى الهاوية .

ولأنهم خانوا الله فأمكن منهم لم يعد عندهم إحساس ولا ضمير يزجرهم للتراجع عن غيهم ولم يعد عندهم أذن تسمع قرارات العفو عنهم والرجوع إلى الوطن الذي يتسع الجميع نعم لم يعد لديهم ثقة بأنفسهم وإخوتهم لانتزاع الثقة منهم وإبدالها بالمال والجشع وغرس الحرية بطريقتهم والشرعية بشرعهم يصلون ويصومون باسم الإسلام ويثقون بشرع الصهيونية ويخالفون شرع الله وشرعيته وقرآنه الذي قال عنهم لنبيه (وإن يريدوا خيانتك فأمكن منهم ) لكنهم وللأسف مكنوا الغازي من أنفسهم وكان التمكين للمؤمنين في أرضهم ووطنهم ومكنوا المحتل من موانيهم فمكن عباده من الجهاد والشرف لنيل الحرية والاستقلال وتمكن المجاهدين من إيصال رسالة للعالم بأن من خان أرضه وعرضه سيمكن الله منهم عاجلا أو آجلا وسيمكن الله عباده من النصر والغلبة على من يقف ورائهم وخلفهم ويشارك معهم بالقصف والدمار قائلاً عز من قائل (فشرد بهم من خلفهم ) لأنه هكذا مصير الخونة والفاسدين وأئمة الكفر أن يقتلوا أو يصلبوا او يشردوا او ينفوا من الأرض وهذه من سنن لعباده في الكون الذي هو الحاكم علية بإرادته وقوته وجبروته لننظر ولينظروا هم بعين الاعتبار للأمم الظالمة والزائلة والقوى المتفرعنة والبائدة لنعلم أنه لا إله إلا هو وهذه سننه في الكون ومتغيراته وحكمه وانتقامه.

قد يعجبك ايضا