أبرز المواقف الإيرانية بعد موجتها الصاروخية الأخيرة .. نهاية جولة… بداية حرب .. نحو إعادة تشغيل المنشآت النووية والتجهّز لمعارك إضافية

 

طهران تقول كلمتها الأخيرة: نحو إعادة تشغيل المنشآت النووية

سعت طهران إلى تثبيت المكاسب التي حقّقتها في الحرب، فوجهت ضربة صاروخية موجعة لإسرائيل في بئر السبع قبيل وقف النار، واستعدت لإعادة تشغيل المنشآت النووية.

قالت إيران الكلمة الأخيرة في الحرب التي كانت شنّتها عليها إسرائيل قبل 13 يوماً، ثم انضمّت إليها الولايات المتحدة، فوجّهت ضربة صاروخية أصابت مبنى في بئر السبع جنوبي فلسطين المحتلة، وأسفرت عن مقتل 9 مستوطنين وجرح آخرين. وبالإضافة إلى ذلك، أكّدت طهران اتّخاذ الإجراءات اللازمة لإعادة تشغيل المنشآت النووية، في مؤشّر إلى أنّ جانباً من أهداف الحرب، وهو المتمثّل في القضاء على البرنامج النووي الإيراني، لم يتحقّق.

وشهدت اللحظات الأخيرة قبل دخول الهدنة حيّز التنفيذ عند السابعة صباح أمس، بتوقيت فلسطين المحتلة، صراع الإرادات الأشد بعد 12 يوماً من تبادل الضربات الصاروخية والغارات التي ألحقت أضراراً بالجانبين، وكانت مفاجئة بشكل خاص لإسرائيل. وبعد ظهور نتائج الهجوم الإيراني الأحدث، سعت تل أبيب إلى الترويج لخرق إيران الاتفاق بعد ساعات من إنفاذه عبر إطلاق صواريخ على شمال فلسطين، متعهّدة بالردّ على ذلك، قبل أن يتدخّل الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، الذي كان أعلن عن الاتفاق، لـ«منع» تل أبيب من الإقدام على الردّ، بحسب الرواية الإسرائيلية.

وكانت سارعت طهران إلى تثبيت النتائج التي تحقّقت لها في الحرب؛ فأكّد «المجلس الأعلى للأمن القومي» تحقيق «نصر جعل العدو يندم ويقبل بالهزيمة ويوقف عدوانه من طرف واحد»، مضيفاً في بيان أنّ إيران «لا تثق إطلاقاً بالأعداء وتبقي إصبعها على الزناد لتوجيه ردّ قاصم يجعل كل من يطلق عدواناً ضدها يندم». كذلك، أعلن رئيس «منظمة الطاقة الذرية» الإيرانية، محمد إسلامي، في تصريحات بثّها التلفزيون الرسمي، أنّ إيران «اتخذت الإجراءات اللازمة وتقوم بتقييم الأضرار الناجمة عن الضربات»، مضيفاً إنّ «خطط إعادة تشغيل المنشآت النووية كانت معدّة مُسبقاً، وتقضي إستراتيجيتنا بضمان عدم انقطاع الإنتاج والخدمات».

وفي تأكيد لاحتفاظ طهران بالقدرة النووية، أعرب الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، أمس، عن خشيته من «خطرج تخصيب اليورانيوم سرّاً في إيران، مضيفاً في تصريح في النروج، إنه «لا بدّ من أن نبقى على اتصال (مع الإيرانيين)… ولا بدّ من أن نحرص على عدم سلوك إيران هذا المسلك». أيضاً، حثّ رئيس وزراء قطر، محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في مؤتمر صحافي في الدوحة «الجانب الأميركي والجانب الإيراني على العودة فوراً إلى طاولة المفاوضات بخصوص المحادثات النووية واستئنافها للوصول إلى حل دبلوماسي».

وبعد الضربة الإيرانية الأخيرة، بدت إسرائيل عاجزة عن الردّ؛ فسعى رئيس وزرائها، بنيامين نتنياهو، إلى التعويض عبر حديثه في مؤتمر صحافي عقده ليلاً، عن أنّ إسرائيل حقّقت «انتصاراً تاريخياً» على إيران، مضيفاً إنّ إيران «لن تحصل على سلاح نووي». وكان أعلن ديوانه، في بيان، أنّ «إيران خرقت اتفاق وقف إطلاق النار عبر إطلاق صاروخين، لكن عقب اتصال بين الرئيس ترامب ورئيس الوزراء، امتنعت إسرائيل عن توجيه ضربات إضافية»، مشيراً إلى أنّ إسرائيل دمّرت، أمس، منشأة رادار قرب طهران ردّاً على إطلاق الصواريخ. وأكّد ترامب، من جهته، في منشور على منصته «تروث سوشال» أنّ «إسرائيل لن تهاجم إيران. وستعود كل الطائرات أدراجها وهي تلوح بودّ لإيران. لن يتعرّض أحد إلى الأذى. وقف إطلاق النار ساري المفعول!».

وفي إشارة أخرى إلى قوة موقف إيران، أعلن ترامب أنّ بإمكان الصين مواصلة شراء النفط الإيراني، في خطوة يبدو أنها تصبّ في إطار تخفيف العقوبات. وسبق أن شكّل موقف الصين التي تشتري أكثر من 90 في المئة من صادرات إيران النفطية، بحسب شركة «كبلير» للتحليلات، عامل دعم لإيران في وقت يعاني فيه اقتصاد الأخيرة من العقوبات الدولية.

وفي تفاصيل المفاوضات التي أدّت إلى وقف إطلاق النار، نقلت وكالة «فرانس برس» عن مصدر مطّلع القول إنّ رئيس الوزراء القطري أقنع إيران بالموافقة على وقف إطلاق النار مع إسرائيل بناء على مقترح أميركي، بعدما أطلقت طهران صواريخ في اتجاه قاعدة «العديد» العسكرية الأميركية في قطر ردّاً على الضربة الأميركية للمنشآت النووية الإيرانية. وتحادث ابن عبد الرحمن هاتفياً مع نائب الرئيس الأميركي جي دي فانس، الذي طلب منه الاتصال بالإيرانيين لإبلاغهم رغبة إسرائيل بوقف الحرب.

«الحرس الثوري»: لقّنا العدو «دروساً تاريخية لا تُنسى»

أعلن «الحرس الثوري» الإيراني، أمس أنّ الموجة الثانية والعشرين من عملية «الوعد الصادق 3» لقّنت العدو «دروساً تاريخية لا تُنسى».

وقال «الحرس»، في بيان، إنّ «الكيان الإسرائيلي العاجز واليائس والمُحبَط من دفاع الشعب الإيراني البطل، ارتكب هجوماً وحشياً أسفر عن استشهاد عدد من المواطنين».

وأضاف أنّه «في الليلة الماضية، استُشهدت مجموعة من المواطنين في هجوم وحشي شنّه جيش الكيان الصهيوني الإرهابي الإجرامي، الذي يئس من الدفاع المقدّس لشعب إيران البطل، ومدّ يده عاجزاً إلى شركائه الأميركيين من أجل وقف إطلاق النار».

وأشار إلى أنّه «رداً على هذه الجريمة العمياء، وفي اللحظات الأخيرة قبل تنفيذ وقف إطلاق النار المفروض على العدو، دمّر الحرس الثوري، في الموجة الثانية والعشرين من عملية الوعد الصادق، مراكز عسكرية للعدو الإسرائيلي عبر إطلاق 14 صاروخاً في مناطق مختلفة من الكيان الإسرائيلي».

وأكد البيان أنّه «كما وعدنا سابقاً، فإنّ أبناء الوطن في القوات المسلحة فرضوا إرادتهم على العدو الصهيوني، وما زالوا يراقبون تحرّكات العدو بعيون مفتوحة ويقظة».

وصباحاً، أعلنت الأمانة العامة للمجلس الأعلى للأمن القومي في إيران أنّ القوات المسلحة الإيرانية تمكّنت من «فتح فصل جديد من المعادلة الردعية ضدّ المحتلين الأميركيين في المنطقة».

وكان الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، قد أعلن فجراً أنّ وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل دخل «حيّز التنفيذ».

مقر “خاتم الأنبياء”: ردّنا المقبل سيكون أقسى وأوسع إن استمر العدوان على إيران

شدّد المتحدّث باسم مقر “خاتم الأنبياء” في إيران على أنّ القوات المسلحة الإيرانية في جاهزية تامة ومستعدة لمواجهة أيّ عدوان محتمل، وذلك بالاستناد إلى خبراتها الاستخباراتية والعملياتية.

وأشار المتحدّث إلى أنّ “الكيان الصهيوني المأزوم اعتاد على الكذب، ويستند إلى مزاعم واهية لا أساس لها، أطلقها كلّ من المجرمَين بنيامين نتنياهو ودونالد ترامب”.

ولفت إلى أنّ “الكيان المعتدي انتهك الأجواء الإيرانية عبر الطائرات المسيّرة، ومنذ صباح اليوم استهدف عدداً من المناطق داخل البلاد بالعدوان والهجوم”، مؤكّداً أنّ القوات الإيرانية لا تثق إطلاقاً بـ”الضمانات المصطنعة والكاذبة” التي يطلقها قادة الولايات المتحدة و”إسرائيل”.

هذا وأكّد المتحدّث أنّ على الأعداء “أن يتعلّموا ويأخذوا العبرة من الضربات الإيرانية الساحقة التي طالت شمال وجنوب الأراضي المحتلة، بالإضافة إلى القاعدة الأميركية في العديد”.

وحذّر “الأعداء” أنه في حال “لم يتعلّموا من الضربات واستمروا في الاعتداءات فإنهم سيواجهون رداً أشد قسوة وأوسع نطاقاً، مع تحديد أهداف أكثر اتساعاً”.وشدّد على أنّ القوات الإيرانية، بدعم من خبرتها الميدانية والتقنية، قادرة على فرض معادلات جديدة ميدانية في وجه أيّ اعتداء محتمل.

 

المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني: انتصرنا وأجبرنا العدو على وقف عدوانه

فتحنا فصلاً «ردعياً» جديداً ضدّ الأميركيين… ويدنا على الزناد

أعلنت الأمانة العامة للمجلس الأعلى للأمن القومي في إيران أنّ القوات المسلحة الإيرانية تمكّنت من «فتح فصل جديد من المعادلة الردعية ضدّ المحتلين الأميركيين في المنطقة».

وقال المجلس، في بيانٍ بشأن «الردّ الوطني الحاسم على العدوان الصهيوني وداعميه الإرهابيين»، إنّ «الهبة الإلهية إزاء هذا الفهم والسلوك العميق والمعنوي للشعب، والتدبير والجهاد الذي خاضه المجاهدون، والقيادة الحكيمة، كانت هي النصر والظفر، الذي أجبر العدو على الندم، وقَبِل بالهزيمة ووقف عدوانه من طرف واحد»، مشيراً إلى أنّ «القوات المسلحة، ومن دون أدنى ثقة بكلام الأعداء، ما تزال بأصابع على الزناد، على أهبة الاستعداد للرد القاطع والمؤلم على أي عدوان يرتكبه العدو».

وأوضح أنّه «ردّاً على العدوان الصهيوني، فإن أبناءكم الشجعان والبواسل في القوات المسلحة للجمهورية الإسلامية الإيرانية، وبناءً على أمر القائد الأعلى للثورة الإسلامية والقائد العام للقوات المسلحة، وبالاعتماد على الصبر في مواجهة وقاحة العدو، وجّهوا رداً مزلزلاً على المعتدين، مُعلنين بذلك فتح فصل جديد من المعادلة الردعية ضد المحتلين الأميركيين في المنطقة، عبر استهداف قواعدهم العسكرية في عمق الأراضي المحتلة».

واعتبر البيان أنّ «اليقظة، والتوقيت المناسب، والمقاومة الثابتة، والاتحاد اللامثيل له بين أبناء الشعب، قد دمّرت الإستراتيجية الأساسية للعدو، وخلقت فرصة جديدة لترسيخ صمود مجاهدي الإسلام وبناء القدرة الرادعة للجمهورية الإسلامية، تلك القدرة التي جرى تعزيزها على مدى سنوات من الجهاد الإبداعي المتواصل، وكانت ثمرة 12 يوماً من الجهاد الدموي المستمر، إذ تمكّنت من الرد في الوقت المناسب وبالقدر المطلوب على العدوان».

وأضاف المجلس الأعلى للأمن القومي أنّ «الهدية الإلهية في هذا النصر العظيم هي ثمرة للفهم العميق، والحكمة، وسلوك القيادة وتدبيرها، وجهاد المجاهدين، وصبر السجناء، وصمود ذوي الشهداء، وتحمّل الأسر، وكل من لم يقبل الذل أمام العدو، فصنع النصر بيديه».

وأشار إلى أنّ «إدراك هذا الانتصار التاريخي من قِبل الشعب الواعي في إيران سيؤدي إلى تعزيز الإرادة الراسخة لأبناء هذا الوطن في مواجهة الأعداء، وسيسدّ كل الطرق أمام تكرار مثل هذه الاعتداءات العدوانية».

 

بزشكيان للإيرانيين: أنتم صانعو النصر.. وقوتنا ستبقى لخدمة السلام والصداقة مع الجيران

العدو بدأ الحرب لكن نهايتها جاءت بإرادتكم وقوّتكم

وجّه الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، رسالة إلى الشعب الإيراني، قال فيها إنّ “هذا النصر التاريخي يعود بكلّ فخر إلى الشعب الإيراني العظيم، صانع الحضارة والتاريخ”، مشيراً إلى أنّ “وقف إطلاق النار ونهاية حرب الأيام الـ12 جاءا بعد مقاومة باسلة قدّمها هذا الشعب”.

وأكّد بزشكيان أنّ “الحرب فُرضت على الشعب الإيراني من خلال مغامرة وتحريض من الكيان الصهيوني”، موضحاً أنّ “العالم كان يراقب قوة إيران العظيمة التي حظيت بدعم شعبها”.

وأضاف أن “من بدأ هذه الحرب المفروضة هو عدوّ إرهابي، بينما حدّدت إيران نهايتها بإرادة وقوة شعبها”، لافتاً إلى أنّ “بداية الهجوم الإرهابي تزامنت بذرائع واهية ومكرّرة مع جهود دبلوماسية كانت إيران تقوم بها لإزالة أيّ سوء فهم لدى الرأي العامّ”.

وأشار بزشكيان إلى أنّ “إيران كانت حاضرة إلى طاولة المفاوضات، والعالم شهد تبنّيها موقفاً متماسكاً وقرارات متناسقة”، مذكّراً بأنّ “التاريخ لن ينسى خرق أعداء إيران للعهد والميثاق، ولجوءهم إلى العدوان والغزو خلال المفاوضات”.

هذا وأكّد الرئيس الإيراني أنّ “جهود الدولة ستتركّز على إعادة الإعمار وتعويض الضحايا، من خلال تحديد نقاط القوة والضعف”، مشدّداً على “مواصلة العمل على إعادة الأمور إلى طبيعتها في أنحاء البلاد”.

رسالة إلى الدول الإقليمية
ووجّه بزشكيان رسالة إلى الدول المجاورة والإقليمية، قائلاً: “نؤمن إيماناً راسخاً بالتعايش والاستقرار”، مضيفاً أنّ “قوة إيران وقدرتها الدفاعية كانت وستبقى في خدمة السلام والصداقة مع الإخوة المسلمين والجيران التاريخيين”.

وختم بالقول: “ذكاؤنا وحنكتنا جميعاً ستحبط شرور الأعداء الذين يسعون إلى إثارة التفرقة بيننا”.

بين أبناء الشعب الإيراني.. العميد قاآني يشارك باحتفالات النصر في طهران

شارك قائد فيلق القدس التابع لحرس الثورة الإسلامية في إيران العميد إسماعيل قاآني، الثلاثاء 24 حزيران/يونيو 2025، في احتفالات النصر على العدوان الصهيوني والأميركي، والتي أقيمت في العاصمة الإيرانية طهران.

وظهر العميد قاآني وسط الحشود الغفيرة من أبناء الشعب الإيراني.

عراقتشي: دخول أميركا الحرب دليل على هزيمة “إسرائيل”.. وردّنا بصواريخ “خيبر” أجبرهم على التراجع

أكد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقتشي، أن دخول الولايات المتحدة بشكل مباشر في الحرب شكّل اعترافًا صريحًا بعجز الكيان الصهيوني عن الاستمرار في المواجهة، ودليلًا دامغًا على هزيمته أمام محور المقاومة.

وفي تصريح له أوضح عراقتشي أن الأميركيين “ظنّوا بسذاجة أن تدخلهم سيُرغم إيران على الاستسلام”، لكن المفاجأة جاءت من الرد الإيراني الحاسم، باستخدام الجيل الثالث من صواريخ “خيبر”، الذي وصفه بأنه “الأكثر حسمًا وقوة في ترسانة الجمهورية الإسلامية”.

وأشار وزير الخارجية الإيراني إلى أن هذا الرد الصاروخي النوعي أجبر الإدارة الأميركية على التراجع عن مواصلة الحرب، وسارعت إلى دعوة لوقف إطلاق النار عبر وسطاء، في محاولة لاحتواء تداعيات الفشل العسكري والسياسي الذي منيت به واشنطن وتل أبيب في آن معًا.

 المتحدثة باسم الحكومة الإيرانية : النصر العظيم اليوم هو ثمرة صمود الشعب الايراني

أكدت فاطمة مهاجراني، المتحدثة باسم الحكومة الإيرانية، في مقابلة تلفزيونية أن ما تحقق من نتائج في الأحداث الأخيرة يُعدّ انتصارًا كبيرًا للشعب الإيراني.
وأكدت مهاجراني أن هذا الانتصار جاء نتيجة الصمود الشعبي والاقتدار العسكري، وأشارت إلى أن الكيان الصهيوني أدرك أنه لا يمكنه التعامل مع إيران كما يفعل مع باقي الدول.
وصرّحت المتحدثة باسم الحكومة الإيرانية، بأن ما تحقق يُعدّ نصرًا كبيرًا للشعب الإيراني وهو ثمرة لصموده، قائلة: “نبارك هذا النصر العظيم الذي تحقق بفضل صمود الشعب الإيراني، ونشكر القيادة الحكيمة التي أنقذت إيران من سلامٍ مفروض، وجعلت السلام يُفرض على من بدأوا الحرب.”
وأضافت: “حتى الآن استُشهد 62 امرأة وطفلاً، وأُصيب 250 آخرون. لقد أعادت قواتنا المسلحة بإقدامها، الهيبة إلى الجمهورية الإسلامية. ما تحقق اليوم نابع من كوننا شعبًا موحّدًا، وقد واصلنا المقاومة تحت راية قيادة الثورة. نحن أعلنا أننا أمة تنشد السلام ولسنا دعاة حرب، وقلنا إنه إذا توقفت الاعتداءات، فلن يكون هناك ردٌّ من جانبنا.”
وأكدت مهاجراني: “النتائج التي تحققت تعود إلى القوة العسكرية التي جعلت “إسرائيل” تدرك أنها لا يمكن أن تتعامل مع إيران كما تفعل مع الدول الأخرى، وقد أرغمتها عملياتنا المركبة على الركوع. إن شعبنا عريق في التاريخ، ومنتصرٌ دائمًا.”
وتابعت: “لو لم تكن هناك وحدة وطنية، لما كنا شهدنا هذا الانتصار. العدو كان يعوّل على إثارة الناس، لكن الشعب بقي موحدًا. هذا الإنجاز الكبير يستحق التهاني. ما تحقق اليوم درس مهم: كلما اعتمدنا على أنفسنا، كانت النتائج إيجابية. لقد ساعدتنا القوة الوطنية والمعرفة المحلية، في ظل قيادة قائد الثورة، على بلوغ النصر.”
وأضافت: “نحن اليوم على أعتاب فصل جديد من تاريخ البلاد. أراد العدو أن يغرقنا في الفوضى والخراب، لكن إيران تسير نحو الاستقرار والأمن.”
وأردفت: “لقد تحدثنا دائمًا بصدق مع الشعب، وسنواصل هذا النهج. ما تحقق اليوم هو نتيجة لقوتنا الوطنية.”
وقالت مهاجراني: “على الحكومة أن تعيد بناء منازل المواطنين. وقد أصدر النائب الأول للرئيس أوامر خاصة بهذا الشأن، وبدأنا عملية البناء. كما بدأنا بجمع المعلومات، ونعمل على ذلك حاليًا. تعرضت مراكز صحية، ومستشفيات، وجامعات للهجوم، وسنقوم بإعادة إعمارها في مشروع ضخم.”
وأعلنت: “سيتم إطلاق منصة إلكترونية لإتاحة تسجيل مالكي المنازل المتضررة كي يعلنوا عن أضرار ممتلكاتهم.”

النائب الأول للرئيس الإيراني :الضربة الإيرانية أرغمت أمريكا والكيان على الاعتراف بالهزيمة

قال النائب الأول للرئيس الإيراني: “بعد الهجوم الذي نفذته القوات المسلحة الشجاعة على القاعدة الأمريكية في المنطقة، اعترف رئيس أمريكا، والأهم من ذلك الكيان الصهيوني المصطنع وغير الشرعي الذي زُرع في المنطقة، بهزيمتهما”.

وصرّح محمد رضا عارف، النائب الأول لرئيس الجمهورية، صباح اليوم (الثلاثاء) خلال زيارة مفاجئة لمبنى محافظة طهران وفي اجتماع مع المحافظ ونوابه ومديري المحافظة، قائلاً: “لقد حققنا، بالتعاون مع السلطة القضائية والتشريعية، وخاصة بدعم الشعب، أداءً جيداً ومقبولاً في خدمة المواطنين وتلبية احتياجات البلاد الأساسية في هذه المرحلة الحساسة”.

وأكد عارف أن “الحكومة لديها برامج قصيرة وطويلة الأمد لخدمة المواطنين، ومتابعة الشؤون، وتعويض الأضرار التي لحقت بهم”.

وشدّد النائب الأول على ضرورة عدم نسيان تجربة التواصل الناجح بين الحكومة والنظام مع الشعب خلال الأسبوعين الماضيين بعد الأحداث الأخيرة، قائلاً: “يجب تعزيز هذا التواصل مع الشعب النبيل والوفي، وإطلاع الناس على القضايا والمشكلات التي تواجه البلاد، إذ أثبتت التجربة الأخيرة أن المواطنين، خاصة في الظروف الصعبة، يقفون إلى جانب الدولة والنظام”.

كما أكد على أهمية معالجة القضايا المعيشية قائلاً: “الاستراتيجية الأساسية للحكومة هي أن تكون عملية صنع واتخاذ القرار مرفقة دائمًا بملاحق معيشية لضمان عدم تضرر المواطنين، وخصوصًا الفئات الضعيفة”.

ولفت عارف إلى أهمية الجوانب الثقافية والاجتماعية، خصوصاً بعد أحداث الأسبوعين الماضيين، قائلاً: “ما جرى بعد العدوان الصهيوني على بلدنا بيّن أنه لا ينبغي حصر إجراءات الحكومة بالقرارات الاقتصادية فقط، بل ينبغي توسيع الاهتمام بالشقين الثقافي والاجتماعي بشكل أكبر مما مضى”.

وفي سياق متصل، وجّه عارف الشكر للقوات المسلحة على دفاعها الشجاع والمشرّف في مواجهة المعتدين، قائلاً: “بفضل الله، وبعد الهجوم الذي نفذته القوات المسلحة الباسلة على القاعدة الأمريكية في المنطقة، اعترف رئيس أمريكا، وقبل ذلك الكيان الصهيوني الغاصب وغير الشرعي الذي زُرع في المنطقة، بهزيمتهما خلال أقل من 24 ساعة من الهجوم الصاروخي الإيراني، وقد تم تحطيم هيبة الكيان المحتل قاتل الأطفال في المنطقة”.

وأشار النائب الأول لرئيس الجمهورية إلى الجرائم التي ارتكبها الكيان الصهيوني في غزة ولبنان، قائلاً: “بعون الله، فإن هذا الكيان الإرهابي وقاتل الأطفال قد واجه عواقب جرائمه خلال أقل من عام ونصف، ووفقاً لما أعلنه مسؤولو الكيان، فإن نسبة كبيرة من تل أبيب قد سُويت بالأرض، ومن المؤكد أن حجم الدمار في مدن الكيان المحتل أكبر بكثير مما تم الإعلان عنه رسميًا”.

وأضاف عارف أن دفاع إيران والقوات المسلحة في مواجهة المعتدين خلال الأسبوعين الماضيين هو بالضبط تجلٍّ للعزة الوطنية التي لطالما دعا إليها مؤسس الثورة الإسلامية، موضحاً أن المؤامرات لم تنتهِ بعد، بل إن أساليب العدو قد تغيّرت، ولذلك فإن المهمة الأهم الآن هي تقييم ودراسة ما جرى خلال الأسبوعين الأخيرين.

“ملتزمون بسياسة حسن الجوار”
من جهته، أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي أن “إيران لا تزال ملتزمة تماماً بسياسة حسن الجوار تجاه دولة قطر والدول المجاورة الأخرى”.

وأضاف تعليقاً على استهداف قاعدة “العديد” العسكرية الأميركية في قطر يوم أمس الاثنين: “لم يكن لهذا العمل الدفاعي أي علاقة بجارتنا الصديقة قطر، فنحن نتمتع بعلاقات ممتازة وعميقة الجذور”.

وشدد على “عزم إيران على ألا تدع الاعتداءات الأميركية الإسرائيلية والسياسات الخبيثة ضدها تُثير الفرقة بينها وبين دول المنطقة”.

وأكدت الخارجية الإيرانية أن ضرباتها العسكرية على القاعدة كانت دفاعاً عن النفس بموجب ميثاق الأمم المتحدة.

وفي السياق نفسه، شدد مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون السياسية مجيد تخت‌ روانتشي، في اتصال هاتفي مع نظيره القطري محمد الخليفي، على أن إيران لن تسمح للكيان الإسرائيلي وأميركا بإثارة الفتنة بينها وبين دول المنطقة.

رئيس منظمة الطاقة الذرية محمد إسلامي :”لن نسمح بتوقف الصناعة النووية”
وأعلن رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية محمد إسلامي أن إيران خططت لعدم حدوث أي توقف في مسار الصناعة النووية، واتخذت التدابير اللازمة.

وأضاف: “نحن الآن في طور تقييم الأضرار، ولدينا خطط استباقية للنهوض مجدداً، ونحن عازمون على عدم السماح بأي توقف في مسار الصناعة النووية”.

المتحدث باسم منظمة الطاقة الذرية الإيرانية: الصناعة النووية الإيرانية متجذرة ومستمرة ولن تتوقف أبداً

أكد المتحدث باسم منظمة الطاقة الذرية الإيرانية أن “الصناعة النووية متجذرة في أرض إيران”، مشدداً على أن “هذه الصناعة يجب أن تستمر ولن تتوقف”.
وقال بهروز كمالوندي، نائب رئيس منظمة الطاقة الذرية والمتحدث باسمها، في ردٍّ على الهجوم الأمريكي والصهيوني على المنشآت النووية الإيرانية: “يجب أن يعلموا أن هذه الصناعة متجذّرة في بلدنا، ولا يمكنهم اقتلاع جذورها”.
وأضاف كمالوندي: “بالنظر إلى الإمكانيات والقدرات التي نمتلكها، فإن نمو هذه الصناعة يجب أن يستمر بطبيعة الحال، ولن يتوقف”.

 

نائب وزير الخارجية الإيراني سعيد خطيب زاده : واشنطن بعثت لطهران الرسائل لوقف الحرب

أكّد نائب وزير الخارجية الإيراني سعيد خطيب زاده أنّ واشنطن هي من بعثت الرسائل إلى إيران لوقف الحرب، محذّراً من أنّ أيّ اعتداء على البلاد سيجري الردّ عليه.
وشدّد نائب وزير الخارجية الإيراني سعيد خطيب زاده، في مقابلة مع قناة الميادين أنّ الولايات المتحدة هي من بعثت لإيران الرسائل لوقف الحرب، مشيراً إلى أنّ بلاده شنّت هجوماً على قاعدة تخضع لسلطة أميركا.
وأكّد سعيد خطيب زاده أنّ واشنطن يجب أن تعوّض الخسائر التي لحقت بالمنشآت الإيرانية وسنقدّم شكاوى في الأمم المتحدة، مستنكراً قصف العلوم والقدرات الفنية والتقنية في البلاد.
ونبّه سعيد خطيب زاده إلى أنّ “إيران حضارة ولا يمكن القضاء عليها”، داعياً الرئيس الأميركي دونالد ترامب، إلى أن يعلم ذلك.

أيّ اعتداء ستردّ عليه إيران
وبشأن العدوان الإسرائيلي، أكّد سعيد خطيب زاده أنّ إيران عازمة على المقاومة، وأنّ “الكيان الاسرائيلي تلقّى صفعة كبيرة”.
وأضاف أنّ “طهران القوية المقاومة وقفت بوجه الاعتداء الإسرائيلي وصمدت”، متوجّهاً إلى المستوطنيين الإسرائيليين داعياً إياهم إلى أنّ يعلموا بأنهم ضحايا الأخطاء الاستراتيجية لرئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو.
وحذّر سعيد خطيب زاده من أنّ أي اعتداء يحصل على إيران سيجري الردّ عليه، وقال “نحن متأهّبون للردّ على أيّ اعتداء”.
ولفت سعيد خطيب زاده إلى أنّ المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل غروسي، يجب أن يتعرّض للمساءلة، مؤكّداً أنّ غروسي “أدى دوراً مؤسفاً من أجل تحضير الأرضية للمواجهة”.
الاعتداءات تمسّ بالدبلوماسية
على صعيد الدبلوماسية، ذكّر خطيب زاده أنّ إيران أعلنت بشكل صريح أنّ الاعتداءات التي حصلت تمسّ أصل الدبلوماسية، وقال “إيران لا تثق بمفاوض خطّط ضدّها”.
وشدّد نائب وزير الخارجية الإيراني أنّ ما لم يتحقّق في العدوان لن يتحقّق بالدبلوماسية.
ودخل وقف إطلاق النار بين إيران والاحتلال حيّز التنفيذ، اليوم عند الساعة الـ7 صباحاً بتوقيت القدس المحتلة.

رئيس مجلس الشورى الإسلامي محمد باقر قاليباف : وعي الشعب الإيراني ووحدته أفشلا مخططات العدو

أكد رئيس مجلس الشورى الإسلامي محمد باقر قاليباف أن الفهم الدقيق، والشجاعة، والوحدة، وحسن إدراك الظرف من قبل الشعب الإيراني كانت الصفحة الأبرز في أيام المقاومة الأخيرة، وأحبطت آمال العدو بإيران وشعبها لسنوات طويلة قادمة.

ووجه قاليباف رسالة إلى الشعب الإيراني، أشار فيها إلى الحرب المفروضة التي استمرت 12 يومًا من قبل الكيان الصهيوني، وصمود الشعب الإيراني في مواجهتها. وجاء نص الرسالة كما يلي:

بسم الله الرحمن الرحيم
إن فرض وقف العدوان على العدو المعتدي دون القبول بمطالبه بخصوص التخصيب والبرنامج الصاروخي الإيراني، يعني أننا نُعرض تمامًا عن رغبات العدو، ونمضي فقط بما يخدم مصالح الشعب الإيراني العظيم والبطل، وبثقة معدومة تمامًا تجاه العدو، نبقى بأيدٍ على الزناد، مستعدين في كل لحظة للرد الحاسم على أي اعتداء.
وبفضل الله تعالى، وبقيادة سماحة قائد الثورة الإسلامية الحكيمة، وبوحدة الشعب الإيراني الواعي ومقاومة القوات المسلحة البطولية، تراجع العدو المجرم في نهاية المطاف، رغم تلطيخ يديه بدماء أطهر وأشجع أبناء هذا الشعب، دون أن يحقق أيا من أهدافه الشريرة.
لقد سحقت اليد القوية للشعب الإيراني، عبر سواعد قواته المسلحة، رأس العدو الصهيوني مرات عدة، وجرّدت القبة الحديدية المزعومة من هيبتها، ودمّرت المدن المحتلة، وأحرقت مراكز عسكرية وأمنية حساسة، كما وجّهت ردًا متكافئًا للولايات المتحدة المجرمة في قاعدتها العسكرية، ودافعت بكل شجاعة وثبات وتلاحم عن إنجازاتها النووية والصاروخية حتى اللحظة الأخيرة دون أن تتراجع قدراتها الهجومية.
لن نترك العدو المجرم وسافك دماء الأطفال، الذي قتل النساء والأبرياء بلا رحمة، واستهدف المناطق السكنية والمستشفيات ومراكز الرعاية والإسعاف وسائر المنشآت المدنية والخدمية، يفلت من الحساب.
ومن واجبنا نحن المسؤولين أن نرصد نقاط الضعف ونعالجها، ونطمئن الشعب الإيراني الأبي بأننا، بعون الله، سنواصل تعزيز قدراتنا الهجومية والدفاعية، وأمننا ومعلوماتنا ومنظومتنا الاجتماعية على كل المستويات.
لقد كانت الفهم الدقيق، والشجاعة، والوحدة، وحسن إدراك الظرف من أبرز الصفحات خلال هذه الأيام من المقاومة الصامدة، وقد أحبطت هذه الصفات آمال العدو بإيران وشعبها لسنوات. إن الهزيمة الحقيقية التي لحقت بالعدو كانت يأسه التام من كسر عزيمة الإيرانيين. لقد فتح الشعب الإيراني فصلًا جديدًا في التاريخ المعاصر، وعلّم العالم دروسًا في الوطنية والوحدة والشجاعة، وسيتغنى العالم بأسره بتلاحم الشعب الإيراني في هذه اللحظة التاريخية.
أما الأمم المتحدة، والوكالة الدولية للطاقة الذرية، والمنظمات الدولية والحقوقية، فقد انكشفت سوأتها في هذا المنعطف التاريخي؛ إذ كان الشعب الإيراني، رغم أشد الهجمات العسكرية والضغوط النفسية، يعانق بعضه بعضًا، ويقف بصبر وشجاعة إلى جانب وطنه العزيز. إن الشعب الإيراني أبيض الوجه، وهو المنتصر الأبدي في سجل التاريخ.
محمد باقر قاليباف
رئيس مجلس الشورى الإسلامي

إيران تتجهّز لمعارك إضافية: دعم التمرّد هدفاً إسرائيلياً تالياً

رغم وقف النار، إيران تستعدّ لجولة جديدة من الصراع وسط مساعٍ إسرائيلية لتحويل التخريب والتمرد إلى أدوات بديلة بعد فشل الحرب المباشرة.

بعد 12 يوماً من حرب واسعة النطاق بدأتها إسرائيل ضدّ إيران، أُعلن، فجر أمس، عن التوصّل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بينهما، دخل حيّز التنفيذ اعتباراً من السابعة من صباح أمس. ورغم الشكوك المثارة حول استدامته، استناداً إلى تاريخ إسرائيل الطويل في انتهاك اتفاقات وقف إطلاق النار، أولاً، وآخرها في غزة ولبنان، وإلى كونه لا يلزم أيّاً من الطرفين بوثيقة مكتوبة، ثانياً، فإنّ صموده يبقى رهناً بما ستؤول إليه المفاوضات السياسية اللاحقة.

وكان الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، أعلن، بُعيد منتصف ليل الإثنين – الثلاثاء، عن اتفاق لوقف إطلاق النار، تلقّفه مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، بعد ساعات، ببيان أعلن فيه الموافقة على الاتفاق، فيما علّق وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، على تصريحات ترامب، قائلاً إنه «لا توجد نيّة لدى طهران لمواصلة الحرب، إذا أوقفت إسرائيل هجومها غير القانوني على الشعب الإيراني»، شاكراً باسم كل الإيرانيين، «القوات المسلّحة الباسلة، التي بقيت على أهبّة الاستعداد للدفاع عن وطننا العزيز، حتى آخر قطرة من دمها».

وكانت أسفرت الحرب التي شنّتها إسرائيل على إيران، في الـ13 من حزيران الجاري، عن استشهاد 610 أشخاص على الأقلّ، وإصابة أكثر من 4700، بحسب حصيلة جديدة صادرة عن وزارة الصحة الإیرانیة، بینما أعلنت وزارة الصحة الإسرائيلية عن مقتل 29 إسرائيليّاً على الأقلّ، وإصابة 3238 جرّاء الهجمات الصاروخية الإيرانية.

وبعد ساعات من وقف الحرب، أعلن الرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان، أنّ بلاده لن تخرق وقف إطلاق النار ما دام التزم الكيان الإسرائيلي به، مؤكّداً استعداد طهران لخوض المفاوضات لـ«إحقاق حقّ شعبها». وأشار بزشكيان، في اتصال مع نظيره الماليزي أنور إبراهيم، إلى أنّ الولايات المتحدة دخلت العدوان إلى جانب الكيان الإسرائيلي عندما عجز الأخير عن تحقيق أهدافه.

ورغم ادّعاء واشنطن تدميرها الكامل للبرنامج النووي الإيراني بهجومها على ثلاث منشآت نووية إيرانية، الأحد، تشير بعض التقارير إلى أنّ العملية لم تحقّق هدفها بالكامل، وآخرها تقرير استخباري أميركي أفاد بأنّ الضربة المذكورة «أخّرت برنامج طهران النووي بضعة أشهر فقط». كما أفادت تقارير أخرى بأنّ إيران نقلت احتياطاتها من اليورانيوم المخصّب إلى مكان مجهول، ما سيعني استمرار الصراع حول برنامجها النووي.

ويضاف إلى ذلك، إنّ بقاء نظام الجمهورية الإسلامية، بنهجه العدائي تجاه الغرب وإسرائيل، رغم الحرب الشاملة عليه، سيُبقي هذا الصراع قائماً. ولذلك، كرّر المسؤولون الأميركيون والإسرائيليون، بمن فيهم دونالد ترامب، في الأيام الأخيرة، الحديث عن أهمية «تغيير النظام» في إيران. وبالفعل، أظهرت الهجمات على المقرّات والمنشآت العسكرية والأمنية والحكومية الإيرانية، واغتيال العديد من القادة العسكريين، أنّ الهدف الرئيس لواشنطن وتل أبيب لم يكن احتواء البرنامج النووي الإيراني فحسب، بل أيضاً إضعاف الحكومة الإيرانية، وتهيئة الظروف لزعزعة استقرار البلاد مستقبلاً. ومن هنا، لا يبدو مستبعداً أن يكون التخريب الأمني ودعم حركات التمرّد والاحتجاجات الداخلية، على جدول الأعمال في مرحلة ما بعد الحرب.

من جهة أخرى، يبدو أنّ إسرائيل تسعى لإرساء معادلة أمنيّة جديدة ضدّ إيران، تمنحها «حرية التصرّف» العسكري والأمني في هذا البلد، على غرار ما هو حاصل في لبنان، منذ سريان الهدنة في الـ27 من تشرين الثاني الماضي. ولذلك، من غير المستبعد أن تلجأ إسرائيل مرّة أخرى، في المستقبل غير البعيد، إلى الاعتداء على إيران (في صورة اغتيالات مثلاً)، تحت ذرائع من مثل الإجراءات السرّية التي تقوم بها طهران لتعزيز برنامجيها النووي أو الصاروخي، وتحويل هذه الاعتداءات إلى روتين.

وبطبيعة الحال، فإنّ اتّخاذ مثل تلك التدابير يعتمد على ردّ الفعل الإيراني؛ فإذا استطاعت الجمهورية الإسلامية خلق حالة ردع بقوّتها الهجومية الصاروخية وإعادة بناء أنظمتها الدفاعية، فسيكون من الصعب على إسرائيل أن ترسي هكذا معادلة أمنيّة.
استمرار نظام الجمهورية الإسلامية وبقاؤه، بنهجه العدائي تجاه الغرب وإسرائيل، قد يُبقي الصراع قائماً

 

«استراحة إستراتيجية» إيرانية – إسرائيلية: نهاية جولة… بداية حرب

هدنة هشّة تبدو استراحة قصيرة قبل جولة أشرس؛ إذ تعيد إسرائيل وأميركا حساباتهما بينما تبني إيران ردعاً أقوى وتتمسّك ببرنامجها النووي والصاروخي.

دخل إعلان وقف إطلاق النار الكامل، بين إسرائيل (بإسناد أميركي مباشر) وإيران، حيّز التنفيذ، لكن من دون إجابات واضحة على أسئلة مستقبلية ترتبط بنتائج الحرب وبما سيليها، وإنْ كان أكيداً أنّ الأطراف كلّها، كما المنطقة، لم تَعُد كما كانت عليه قبل الـ13 من حزيران الحالي. فالحرب التي بدأت بضربات إسرائيلية، وبتسهيل ودعم أميركيَّين واستهدفت المنشآت النووية الإيرانية ومراكز الثقل الإستراتيجية في الجمهورية الإسلامية، تلتها ردود فعل صاروخية إيرانية استهدفت الأراضي المحتلّة ومراكز قوّة إسرائيلية أيضاً؛ ثم تدخّلت الولايات المتحدة بشكل مباشر لإنجاز ما عجزت عنه إسرائيل، فاستهدفت منشأة «فوردو» المحصّنة، ما دفع إيران إلى الردّ باستهداف قاعدة «العديد» الأميركية في قطر. وبهذا التصعيد الأخير، انتهت عمليّاً الحرب الإسرائيلية – الأميركية على إيران، تاركةً المنطقة والعالم أمام أسئلة صعبة، لن تتّضح إجاباتها قريباً.

ولعلّ السؤال الأبرز الآن، هو: هل انتهت المواجهة فعليّاً، أم أنّ الهدوء الحالي لا يعكس سوى هدنة مؤقّتة قبل إعادة رسم التوجّهات الجديدة للطرفَين؟ فرغم إعلان الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، عن وقف شامل لإطلاق النار، فإنّ طبيعة الصراع والغياب التام للمحادثات المباشرة أو الضمانات الدولية، يجعلان الاتفاق هشّاً، وإنْ كان من المرجّح أن يصمد لمدّة منظورة.

هكذا، ورغم أنّ أيّاً من الطرفَين لم يحقّق أهدافه السياسية النهائية، وأنه لا توجد آليات تنفيذ أو رقابة دولية على البنود، فإنّ ثمّة مؤشرات على أنّ وقف إطلاق النار قد يصمد، ولو جزئيّاً، نظراً إلى رغبة الأطراف في استعادة بعض الزخم السياسي والعسكري، والتوجّه إلى ترتيب البيت الداخلي والبدء بالاستعداد لمواجهة تحدّيات ما بعد الحرب. وعلى ذلك، يمكن اعتبار المرحلة هذه، مدّة «استراحة إستراتيجية»، تُستخدم لإعادة التقييم وتحديد الخطوات المقبلة.

ومن بين الأسئلة التي تعيق بناء سردية انتصار إسرائيلي واضح، تبرز المعضلة الآتية، والمتمثّلة في أنه لا يمكن لإسرائيل والولايات المتحدة ضمان عدم استمرار البرنامج النووي الإيراني. فالضربات الجوية، الإسرائيلية والأميركية، وإنْ كانت أحدثت ضرراً كبيراً في المنشآت الحيوية الإيرانية، من مثل «نطنز» و«فوردو»، لكنها لم تُنهِ برنامج إيران النووي.

ومع ذلك، تتيح الهجمات لإسرائيل ادّعاء انتصار «بالنقاط»:
– تمّ تعطيل عمليات التخصيب لمدّة معتَبرة؛
– دُمّرت معدّات متقدّمة ومستودعات تخزين وغيرها ممّا يرتبط بالبرنامج النووي؛
– شُنَّت ضربات استباقية استهدفت جزءاً من البنية الصاروخية الإيرانية.

– وأهمّ من ذلك، كَسرت إسرائيل الحاجز النفسي الذي ما دام ارتبط بتقديس حصانة إيران من الهجمات الواسعة النطاق.

ومع ذلك، ليست ثمّة ضمانات إسرائيلية أو أميركية بأنّ إيران لن تعيد ترميم قدراتها، وبمستوى يتجاوز ما كانت عليه في السابق، الأمر الذي يحتّم على إسرائيل أن تزيد من درجة استعدادها وجهوزيتها ويقظتها أثناء مدّة الانتظار والهدوء المؤقّت، آملةً في أن تكون الرسالة واضحة في الوعي الإيراني: أيّ تقدُّم نووي عسكري سيكون مصحوباً بردّ فعل سريع ومباشر.
ولعلّ من بين الأسئلة الملحّة، ما إذا كانت الحرب ستدفع إيران نحو القنبلة النووية؛ علماً أنّ هكذا قرار لن يكون سريعاً أو مباشراً، رغم وجود تكهّنات تشير إلى خلاف ذلك.

لكنّ الأكيد أنّ عواملَ داخلية وأخرى خارجية تحدّ من هكذا خيارات متطرّفة، لا سيّما في المدى المنظور، ومنها:
– ضرورة التركيز على إعادة ترتيب الأولويات الدفاعية والتحصينية بناءً على الدروس المستفادة من الحرب؛
– ضرورة العمل سريعاً على رفع سقوف أثمان أيّ مواجهة مقبلة، قد يلجأ إليها أعداء إيران مستقبلاً، علماً أنّ الحرب زادت من تصميم طهران على تسريع البحث والتطوير النوويَّين، والحفاظ على هذا الخيار حيّاً وفاعلاً، تمهيداً لقرارات قد تُتّخذ لاحقاً؛
– إيران معنية الآن بإثبات أنّ الحرب لم تنهِ برنامجها النووي أيضاً، بما يتضمّن مجال التخصيب العالي، وإنْ لم تكن معنية بالهرولة نحو السلاح النووي نفسه.

في المقابل، يثار سؤال حول ما إذا كانت إسرائيل والولايات المتحدة قد حقّقتا أهدافهما الإستراتيجية؟ الجواب: لا مرجّحة؛ ذلك أنّ النجاح كان جزئيّاً، وليس كاملاً، وقد يكون عرضة للتبدُّد وفقاً لِما سيتبلور في مرحلة ما بعد وقف إطلاق النار، وهو ما ستسعى إليه طهران.

ولكنهما حقّقتا نتائج مهمّة ونجاحات معتدّاً بها، من بينها:
– كسْر حاجز الخوف والخشية من ردود الفعل والتداعيات في حال استهداف إيران بمستويات عالية وشاملة؛
– تعطيل البرنامج النووي الإيراني، وإنْ جزئيّاً، وربّما لسنوات، وفق ما تشير إليه تقديرات إسرائيلية متفائلة.
– تقليص التهديد الصاروخي عبر ضربات وقائية استهدفت منشآت ومنصات إطلاق ومستودعات، رغم أنّ إعادة الترميم قد تكون أسهل وأسرع هنا، مقارنة بالترميم النووي.

لكن إسرائيل وواشنطن عجزتا عن:
– إضعاف مراكز الثقل في النظام الإيراني، وخاصة «الحرس الثوري»، الذي أثبت منعته وقدرته على تجاوز الضرر الشديد الذي لحق به؛
– إحداث شرخ داخلي في النظام الإيراني، غم قسوة الضربات؛
– فرض تنازلات سياسية على إيران، وهو عنصر العجز الأكثر تأثيراً في المرحلة المقبلة.

لذلك، وبينما تستطيع إسرائيل بلورة سرديّتها الخاصة للحرب، فهي تبدو عاجزة عن الادّعاء أنها وجدت حلّاً مستداماً للتهديد الإيراني، فيما لا يمكنها الإنكار، أنّ الانجاز المحدود يظلّ عرضة للسقوط.
ومن بين الأسئلة التي تفرض نفسها أيضاً، سؤال «قواعد الاشتباك» الجديدة، التي قد تتشكّل بعد هذه الحرب؛ وإذا كانت الإجابة على ذلك معقّدة نظراً إلى غياب اتفاق رسمي يحدّد نتائج والتزامات واضحة، فإنّ ما تحقَّق، حتى الآن، يشير إلى بروز معادلات غير مكتوبة، قد يكون من أبرزها أنه لا يمكن استهداف إيران مباشرةً من دون تلقّي ردّ قوي ومؤلم، وهو ما سيكون حاضراً في أيّ مقاربة أو تخطيط متطرّف، إسرائيلي و/ أو أميركي، على إيران، وبما قد يشمل أيضاً استهدافات أمنيّة غير مباشرة.

وربّما تكون النتيجة المتقدّمة هي الأهمّ في تحديد ملامح العلاقة بين الأطراف في السنوات المقبلة، إذ يتّجه كل طرف إلى ترميم قدراته وهندستها بما يتناسب مع دروس الحرب، وتحدّيات المستقبل المشبع بالتهديدات. أمّا السؤال الذي يشغل البعض، وهو ما إذا كانت إيران ستخرج ضعيفة بعد هذه الحرب؟ فالجواب، بلا تردّد: لا كبيرة. فرغم الضرر المادي، قد تكون إيران أقوى من ذي قبل، ليس من حيث المنعة والقدرة فقط، بل في ما يتعلّق بفشل رهانات الأعداء على انقلاب داخلي فيها أيضاً.

والأكيد أنّ الجمهورية الإسلامية ستسعى لتعزيز هذه المنعة ماديّاً، بما يشمل التركيز على إعادة بناء منشآتها بطريقة أكثر تحصيناً وأماناً، وستخرج من الحرب أكثر حذراً، لكن أكثر تحصّناً وتصميماً أيضاً على مواصلة مسارها النووي والتسليحي والدفاعي، الذي أثبت أنه يجبي من الأعداء ثمناً باهظاً، ويمنع تماديهم في رفع سقوف أهدافهم.

في النهاية، مَن انتصر؟ كل طرف سيكتب سرديّته الخاصة، بما يشمل الولايات المتحدة التي ستركّز على «عظمتها» و«اقتدارها» في منطقة كان يُظَنّ أنها ثانوية بالنسبة إليها، وستحرص على القول «إننا أوقفنا إيران عند حدّها، وحمينا حلفاءنا، وأثبتنا أنّ أميركا لا تزال قوة رادعة». لكن ما بعد وقف إطلاق النار، ليس نهاية الحرب، بل بداية مرحلة جديدة من التحدّيات الإستراتيجية التي سيعكف كل طرف على تعزيز موقعه فيها، دفاعاً وهجوماً، بناءً على دروس القتال وعِبره. وهنا، قد يُستخدم الهدوء الحالي من قِبَل الأطراف جميعاً كفرصة لتعزيز المواقع، والتحضير لمواجهة محتملة مقبلة، وإنْ كان توقيت تلك المواجهة ومداها، غير مؤكدَين.

 

قد يعجبك ايضا