تمخض الجبل فولد فأرًا..

د. فاضل الشرقي

 

في هذه الأثناء تنعقد القمة العربية الإسلامية في الدوحة التي تحتضن كل رؤساء العالم العربي والإسلامي في أحلك الظروف وأصعب المواقف وأخطر التحديات الاستثنائية.

فما هي نتائجها المتوقعة، وما هو أثرها وخطرها على العدو الإسرائيلي؟

هل أعلن العدو حالة الطوارئ؟ وهل هناك مخاوف من أي تحركات واستعدادات عسكرية وحربية تجعله يحسب حسابه لقرارات هذه القمة ونتائجها؟

المتأمل يلحظ أنه لا يوجد أي شيء من هذا أبدا، وأن العدو لا يحسب لها أي حساب، وأن الشارع العربي والإسلامي لا يعيرها أي اهتمام ولا يعول عليها إطلاقا، وأن مخرجاتها ونتائجها ستتمخض عن قرارات وإجراءات هزيلة وضعيفة ومنبطحة جدا تصب كلها في صالح العدو وخدمته، كما هو المعتاد من ملوكها ورؤسائها وأمرائها الجبناء الذين لا يتجاوزون -في أحسن حالاتهم- سقف الإدانات الخجولة، ويصدق عليهم المثل العربي الشهير: “تمخض الجبل فولد فأرا”.

طبعا الاعتداء الصهيوني على «قطر» يعتبر اعتداء على كل الدول والأنظمة العربية والإسلامية، وفي مقدمتها دول الخليج العربي التي تتمتع باتفاقيات حماية ودفاع مشترك فيما بينها، ولديها قوات مشتركة باسم “قوات درع الجزيرة المشتركة” بقيادة المملكة السعودية التي تحتضن مقر قيادتها، وهي قوات عسكرية مشكلة من كل دول مجلس التعاون الخليجي أنشئت في العام 1982م لحماية أمن دولها، وردع أي عدوان عسكري عليها، وقد كان لها دور كبير في العدوان على اليمن، وقبله في قمع الشعب البحريني، وقبله التشارك مع التحالف الأمريكي والغربي في العدوان على العراق.

بالنسبة لقوى الأمة الحية وفي مقدمتها حركات الجهاد والمقاومة فمهما كانت القرارات والنتائج مؤسفة ومحبطة ومخيبة للآمال، فهذا لا يخلو من أمور جيدة ومفيدة، لأنها تسهم بشكل أكبر في كشف كل الحقائق، وسقوط كل الأقنعة، وتقطع أي آمال لا زالت باقية هنا وهناك تعول على أي موقف عربي -أولاً- وإسلامي جاد في حماية الأمة وشعوبها والدفاع عنها وعن مقدساتها.

قد يعجبك ايضا