اليمن مع فلسطين والعليمي الخائن مع أسياده
عبدالرحمن الحمران
في الوقت الذي تذبح فيه غزة وتباد بصواريخ الاحتلال الصهيوني، وتواجه الأمة أخطر مشاريعها التوسعية، يخرج علينا المدعو رشاد العليمي “من فنادق الرياض” بوجه لا يعرف الحياء، متحدثًا باسم اليمن، بينما لا يمثل إلا نفسه والجهة التي جاءت به.
العليمي الذي جلس على مقعد اليمن في قمة الدوحة “بغض النطر عن مخرجاتها”، لم يأتِ ليحمل موقف الشعب اليمني العظيم المساند لغزة بصواريخه وطيرانه المسير, من حاصر العدو الصهيوني باستهداف سفنه وكل السفن المتجهة لموانئه وأخرج بعضها عن الخدمة, من خاض حربا بحرية ضد أمريكا وأجبرها على جر ذيول الهزيمة بسحب بوارجها من البحر الأحمر, وقدم الكثير من الشهداء في سبيل الله نصرةً لفلسطين، بل أطلّ بكلمة لا تليق بتاريخ اليمن ولا بموقعه. كان همه الأول والأخير توظيف منصة القمة لتصفية حساباته مع صنعاء التي تقف اليوم في الصفوف الأمامية دفاعًا عن غزة والمقدسات.
أيّ وقاحة أكبر من أن يحاول العليمي مساواة صنعاء، التي تكسر الحصار عن غزة عمليًا، بالكيان الصهيوني الغاصب؟! أي سقوط أبشع من أن يستغل منبر التضامن مع قطر وفلسطين ليصب جام كلماته على أبناء وطنه الذين يرفعون راية القدس ويقارعون طغيان المعتدي؟!
الشعب اليمني بمختلف أطيافه أعلن موقفه الواضح: فلسطين قضيته الأولى، والقدس في قلبه، وغزة ليست وحدها. وملايين اليمنيين يخرجون أسبوعيا مسيرات مليونية، وجبهاتهم مفتوحة على البحر، وعملياتهم تكسر هيبة أمريكا وبريطانيا إسنادا لغزة، بينما العليمي لم يغادر فنادقه، ولم يعرف سوى لغة الارتهان والارتزاق.
إن العليمي لا يملك حق التحدث باسم اليمن العظيم، لأن اليمنيين الحقيقيين هم الذين قدّموا الدماء والتضحيات نصرةً لفلسطين. أما هو ومن معه فمجرد أدوات بيد تحالف العدوان، يبيعون المواقف في سوق السياسة الرخيصة، ويقبضون ثمنها من عرق أسيادهم في الرياض وأبوظبي.
اليمن العظيم الذي أنجب الثوار والأحرار لا يمكن أن يُختزل في هذا الصوت المأجور, صوت اليمن اليوم يُسمع في الساحات، في البحر الأحمر، وفي الهتاف الشعبي الهادر: “فلسطين قضيتنا، والقدس عاصمتنا، وغزة لن تُكسر.”
وليعلم العليمي ومن على شاكلته أن التاريخ لا يرحم، وأن ذاكرة الشعوب لا تمحو أسماء المنافقين والمرتزقة, سيبقى اليمن مع فلسطين، وسيبقى العليمي مجرد عابر سبيل في قائمة الخزي والارتهان.