السيد القائد: الميزة لهذه الثورة هي خلوصها من أي تأثير أجنبي لا في الإرادة ولا في الفكرة، ولا في التحرك العملي
توجه السيد القائد بأطيب التهاني والتبريك إلى كل شعبنا العزيز وإلى أحراره ورواد ثورتهم الذين أسهموا بشكل أساسي في صناعة هذا الإنجاز الذي منن الله به على هذا الشعب
وقال السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي في كلمة له اليوم الأحد بمناسبة العيد الوطني لثورة الـ21 من سبتمبر المجيدة 29 ربيع الأول 1447هـ 21 سبتمبر 2025م.. نتوجه أولا بالشكر إلى الله بذكرى الانتصار التاريخي العظيم الذي منن الله به على شعبنا العزيز في انتصار الحادي والعشرين من سبتمبر، وأن ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر هي إنجاز عظيم وفريد حققه الله على يد هذا الشعب العزيز، مشيرا إلى ان للثورة مميزات عظيمة تميزت بها بكل وضوح وجلاء، وأنها إلى دعاية إعلامية مزيفة إنما تستند إلى حقائق واضحة كوضوح الشمس.
وأوضح السيد القائد بأن الميزة الأولى لهذه الثورة المباركة هي أصالتها وخلوصها من أي تبعية خارجية، وأنها ثورة أصيلة للشعب اليمني انطلقت من إرادة شعبية يمنية خالصة ليس هناك أي دور خارجي فيها، وأنها انطلقت من إرادة يمنية شعبية خالصة نقية وانطلقت أيضاً في مسارها العملي بجهد يمني خالص، مشيرا إلى أن التمويل للثورة قام به الشعب من خلال قوافله التي كانت تتجه إلى المخيمات وإلى الأماكن التي يتحرك فيها أبناء هذا الشعب.
وأشار السيد القائد إلى اعتماد شعبنا على الله وثقتهم به، ثم جهدهم وعطاؤهم وتضحياتهم وعزمهم ووعيهم بأهمية ما يقومون به كان هو الشيء الواضح والذي جعل الله له الثمرة العظيمة والنتيجة الكبيرة في تحقيق انتصار تاريخي عظيم، وأن ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر هي ثورة تحررية تحرر شعبنا العزيز وبلدنا المبارك من السيطرة والوصاية الخارجية المعلنة التي كانت قد استحكمت قبضتها على هذا البلد بإذعان وخيانة من بعض القوى المحلية.
وذكر السيد القائد أن السفير الأمريكي في صنعاء أصبح هو رئيس الرئيس فوق كل سلطة، وفوق كل مسؤول يقرر، يفرض، يأمر، يوجه، يتحكم، وأصبح الأمريكي يتدخل في كل شؤون البلد في كل المجالات، بما يخدمه ويحقق أهدافه ويضر بهذا الشعب، مشيرا بأنه كان هناك إهدار تام للسيادة والاستقلال وتفريط كامل بذلك، والقوى التي أذعنت للوصاية الأجنبية من موقعها في السلطة مرتهنة للخارج ارتهاناً كاملاً.
وأوضح أن القوى التي أذعنت للوصاية الأجنبية من موقعها في السلطة أذعنت بشكل تام وفتحت المجال لهذا التدخل الأمريكي ليسيطر على كل شيء، مؤكدا بأن شعبنا العزيز اتجه لصنع هذا الإنجاز العظيم التحرري، وحقق انتصاراً على القوى الخارجية، التي على رأسها الأمريكي التي انتهكت استقلال وسيادة البلد.
مميزات ثورة الـ 21 سبتمبر
وحول مميزات ثورة الـ 21 سبتمبر قال السيد القائد أن الميزة الأولى لهذه الثورة هي خلوصها من أي تأثير أجنبي لا في الإرادة، ولا في الفكرة، ولا في التحرك العملي، ولا في أي توجهات، ومن المميزات الراقية والعظيمة جداً لهذه الثورة المباركة، الأداء الراقي النظيف بما لا مثيل له، وبانضباط عالٍ، وأن تعامل الثورة كان راقيا ومسؤولا يجسد الأخلاق الإيمانية للشعب العزيز حتى مع أشد الحاقدين على هذه الثورة المباركة، وكان التعامل راقياً في الحادي والعشرين من سبتمبر في الانتصار التاريخي، وأنه لم يكن هناك من قبل رواد الثورة وجماهيرها أي اعتداءات ولا أي تعسفات، ولا أي تجاوزات ظالمة، ولم يكن هناك من قبل رواد الثورة وجماهيرها أي تصفية حسابات، لا بالمستوى السياسي ولا تجاه أي اعتبارات أخرى.
وأضاف السيد القائد في يوم الحادي والعشرين من سبتمبر مع الإنجاز التاريخي العظيم في العاصمة صنعاء استتب الأمن والاستقرار للجميع، وأن الثورة وفرت الأمن والاطمئنان لكل الأهالي في صنعاء بمختلف اتجاهاتهم وتوجهاتهم السياسية وغيرها، وأن من يعملون كأدوات لأمريكا وإسرائيل وللأدوات الإقليمية ليس لديهم إلا العمل على إثارة النعرات الطائفية والمناطقية والعرقية، وكل أنشطة أدوات أمريكا وإسرائيل وضخهم الإعلامي يتجه صوب إثارة النعرات والأحقاد والفتن تحت العناوين المذهبية، الطائفية، المناطقية، العرقية.
أدوات أمريكا و(إسرائيل)
وأشار السيد القائد إلى أن أدوات أمريكا و(إسرائيل) لا تمتلك مشروعاً حقيقياً لخدمة البلد، ولذلك تعبئتهم كلها أحقاد وضغائن وكراهية تتجه إلى الوضع الداخلي، وأنهم يعملون بكل جهد وبشكل مكثف جداً على تمزيق النسيج الاجتماعي لشعبنا العزيز وعلى تقطيع الأوصال والروابط ، وأن كل شغل أدوات أمريكا و(إسرائيل) وبتمويل من بعض الدول الخليجية، وإشراف أمريكي وهندسة إسرائيلية يتجه في الاتجاه السيء جداً المباين لقيم الإسلام.
وأضاف السيد القائد أن أدوات الأمريكي والإسرائيلي الإقليمية لديها عقدة شديدة جدا من التاريخ المجيد لهذا الشعب العظيم وهم على انفصام تام مع تاريخه إلى صدر الإسلام، وأن أدوات الأمريكي والإسرائيلي يشتغلون على تمزيق نسيج شعبنا الاجتماعي وتقطيع الاواصر والروابط ، ويكفي أن أدوات الأمريكي والإسرائيلي انكشفوا أنهم مفلسون من أي مشروع صحيح يدعو للأخوة وللتعاون.
وأوضح السيد القائد أن دعوة أدوات الأمريكي والإسرائيلي والأدوات الإقليمية هي دعوة للفرقة والفتنة والكراهية والبغضاء، ورصدنا لأدوات الأمريكي والإسرائيلي أنشطة ذات طابع استخباراتي لإثارة الفتن بين هذه القبيلة وتلك لإثارة النزاعات والصراعات والمشاكل، وأن ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر هي ثورة نظيفة لم تشبها الشوائب التي لدى الآخرين من الأدوات الخاضعة التي تعمل للعدو.
وقال عندما حقق الله الإنجاز العظيم لهذا الشعب لم يكن هناك تصفية حسابات ولا إبادات جماعية بل إن قادة تلك الأدوات المحلية كانوا في غاية الإطمئنان، وقدم آنذاك مشروع السلم والشراكة وأتت له صيغة سياسية موقعة من الجميع، ومعترف بها دوليا، معترف بها من الجهات الدولية والإقليمية وغيرها، وأن الأدوات المحلية انقلبت بأمر من الخارج على اتفاق السلم والشراكة انقلابا تاماً و تنكرت له بوضوح.
إسقاط الوصاية الخارجية
وأشار السيد القائد إلى أن الميزة العظيمة التي تميز الثورة عن كل الثورات الأخرى أداؤها الراقي، التعامل العظيم أتت بالأمن، بالاستقرار إلى ربوع هذا الوطن، موضحا بأن الثوار جسدوا القيم الأصيلة لشعبنا العزيز، قيم التسامح الأخوة، البعد عن تصفية الحسابات والتصرفات الإجرامية والوحشية التي يتصرف بها الآخرون، وأن المنجز الأكبر للثورة الشعبية هو إسقاط السيطرة والوصاية الخارجية على هذا البلد وهو إنجاز عظيم بكل الاعتبارات، والذي كان يسيطر على البلد هم أعداؤه وفي المقدمة الأمريكيون.
وقال السيد القائد أن لقاءات السفير الأمريكي وتدخلات السفارة الأمريكية كانت علنية واضحة في كل المجالات، وأن إملاءات الأمريكي والتوجهات هي إملاءات طاغوتية تتجه بالناس اتجاها مباينا للقيم الإلهية وللعدالة وبعيداً عن الخير للشعوب.
وأضاف السيد القائد: بالمعيار الإيماني والديني فالمنجز العظيم هو في التحرر من سيطرة الأمريكي وأعوانه وأدواته، مشيرا إلى أن الأدوات المحلية والإقليمية تحاول أن تثير الحساسيات تحت عناوين عرقية ومذهبية ومناطقية وهي خانعة بشكل تام للأمريكي وإرادته، وأن الأدوات المحلية والإقليمية كانت تذهب بالبلد نحو الانهيار التام في كل شيء وتسعى لتعبيد الشعب العزيز للأمريكي.
وأشار إلى أن من الإنجاز العظيم لثورة الحادي والعشرين من سبتمبر إعادة الاعتبار لهذا الشعب العظيم في القيمة الإنسانية للحرية بمفهومها الحقيقي، وأنه عندما يمتلك شعبنا حريته واستقلاله وكرامته الإنسانية ويحافظ على هويته الإيمانية فهو يستطيع أن يبني عليها حضارةً إنسانية.