“النصر أو الشهادة” رمزيةُ المقاومة وتجديدُ العهد في تاريخ الأُمَّــة
شعفل علي عمير
مسار الأُمَّــة ومسيرة أبطالها ليست مُجَـرّد فصول في كتاب التاريخ؛ بل هي واقع حي ومعاصر يستمر في تشكيل مشهد النضال المُستمرّ.
في سطور التاريخ الزاخر بالتضحية والفداء، تتردّد أصداءُ عبارة خالدة بنبرات الثبات والإيمان: “إما أن ننتصر بجهادنا أَو ننتصر بشهادتنا”.
هذه الكلمات التي تصدح في قلوب الأحرار تمثّلُ نهجَ الأبطال المضحين الذين اختاروا طريق الحق مهما كلفهم ذلك من تضحيات.
تعتبر مقولة “إما أن ننتصر بجهادنا أَو ننتصر بشهادتنا” من العبارات القوية والعميقة التي جسدت روح المقاومة والتمسك بالمبادئ في مواجهة الظلم والطغيان عبر التاريخ.
هذه العبارة لم تكن مُجَـرّد كلمات، بل صارت شرفًا يحمله من يسيرون على طريق المقاومة، حاملة في ثناياها المعنى الأعمق للالتزام والشجاعة في الزمان والمكان الذي تعيشُ فيه الأُمَّــةُ الإسلامية والعربية.
تنبع عظمةُ هذه العبارة من القوة الروحية والنفسية التي صقلها قائدان من أعظم الشخصيات التاريخية: السيد حسن نصر الله، الأمين العام لحزب الله، وشهيد القرآن السيد حسين بدر الدين الحوثي -رِضْـوَانُ اللهِ عَلَيْـهِ-.
فقد جسَّد استشهادُهما طوفانًا سيجرف عروش المستكبرين والظالمين، حَيثُ أظهر كُـلٌّ منهما أن للمقاومة وجهين لا ينفصلان: النصر أَو الشهادة.
فكان السيد حسن نصر الله، نبراسًا يهدي الأمم ويشعل جذوة المقاومة في كُـلّ البلاد العربية والإسلامية التي تتوق للحرية واستعادة الكرامة.
وفي مواجهة التحديات، أكّـد نصر الله أن الطريق إلى النصر يمر عبر التضحيات، وأن الشهادة ليست نهاية الطريق بل بداية الخلود في صفحات التاريخ.
لكن بعد أن ترجل هؤلاء الأبطال عن صهوة المجد، يطرح تساؤل نفسه: هل هناك من يواصل ترديد تلك العبارات وتجسيدها في حياتنا اليومية؟ الجواب يأتي من قلب اليمن، حَيثُ يبرز السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي قائدًا يحمل مشعل الكفاح.
في مواجهة العدوان والحصار، يقود شعبه بعزيمة لا تلين، مؤكّـدًا أن إرادَة الشعوب الحرة لا تُكسر، وأن طريق النصر وإن طال، لا بد أن يُعبَّد بدماء الشهداء وتضحيات الأبطال، وأن الأرض التي ترتوي بدماء الشهداء لا تقبل الهزيمة.
طريق الأبطال وكلماتهم لن تظل حبيسة أوراق التاريخ، بل تجد من يردّدها ويجسدها في ميادين الكفاح.
فكل طفل يحمل حجرًا في فلسطين، وكل مقاوم يصمد في ساحات النزال، وكل حرٍ يرفض الطغيان، يرسل رسالة للعالم أجمع بأن الأُمَّــة لا تزال ولّادة للأبطال، وأن الشعلة لم تنطفئ بل ازدادت توهجًا.
التاريخ يثبت أن الصوت الذي بدأ همسًا من قلب أسير، أصبح اليوم هتافًا يدوي في سماء الأُمَّــة: إما أن ننتصر بجهادنا أَو ننتصر بشهادتنا.
هذا الصوت الواثق الذي يقوده رجال أخلصوا دينهم وعهدهم لأمتهم، يستمر في إلهام الأجيال ليكون كُـلّ فرد منهم مشروع بطل وشهيد.
إن مسار الأُمَّــة ومسيرة أبطالها ليست مُجَـرّد فصول في كتاب التاريخ؛ بل هي واقع حي ومعاصر يستمر في تشكيل مشهد النضال المُستمرّ.
الأمل يستمر، والكلمة لم تنتهِ، ولن تنتهيَ ما دام هناك من يؤمن بالحرية والعدل ويسعى لتحقيقهما بشجاعة وإصرار.