غزة وسُفراءُ جهنّم…!! 

بقلم / بسّام عبدالله النجّار

29-9-2025م

في هذا الزمن زاد الجَّور حدَّ الفُجور، وصّار الحقّ باطلاً والباطل حقاً، وأصبح الظالم مدعوماً بكل أشكال الدعم، والمظلوم محروماً من أبسّط حقوق الحياة؛ بل إنه يموت جوعاً وعطشاً وبرداً دون مُغيث..

هذه هي الحقيقةُ المُرّة التي تحدث في هذه الأيام في زمن الرأسمالية الجشعة وعصر الديمقراطية المقيتة في عالم تحكمه المصالح (الجيوسياسية)، وتتحكّم به العقول الضيقة المريضة بحب الدنيا واستكبار الطغاة..

في الوقت الذي يقتل فيه أبناء غزة ويبادون بكل قسّوة وعنجهية من مُجرمي كيان العدو الصهيواسرائيلي بدعم من الإبليس الأكبر أمريكا وزبانيتها الأوربيين والأعراب المُداهنين، ويموت أطفال غزة جوعاً وعطشاً أمام مرأى ومسمع المجتمع الدولي بأكمله يبتلع العالم المُرائي لسانه ويسدّل على عينه غشاوة تلمودية كي لا يرى حقيقة ما يحدث في قطاع غزة من إرهاب صهيوامريكي أوروبي عربي بحق الشعب الفلسطيني المظلوم ، كما أن معظم قادة وزعماء وحكام وأمراء الأنظمة في العالم يسدّون آذانهم حتى لا يسمعوا صرخات الأطفال الجوعى، وأنين الأمهات الثكلى والشيوخ المكلومين.

وكل ما يفعلونه يعقدون القمم تلو القمم، التي تكتظ بالفخامات التي تحمل عقول حاخامات يهودية صهيونية،، فالإجرام واحد والصمت عن هذه الجرائم هو مشاركة في القتل والإبادة، والبيانات الفارغة التي تخرج بها تلك الفخامات في قممهم لا تُعبر إلا عن عجزهم وتماهيهم مع الإرهاب الصهيوامريكي الذي يُمارس بحقّ الفلسطينيين في غزة.

المصيبة الأكبر هي سعي تلك الفخامات الحاخامائية إلى تكميم الأفواه وقمع كل من يعبر عن رأيه أو يتضامن مع إخواننا في غزة وأطفالها، ويرفض السياسات الإجرامية والحرب العدوانية التي يقوم بها كيان العدو المجرم..

بل في الوقت ذاته يعادون ويحاربون إي دولة أو مقاومة تعلن الجهاد ضدّ إسرائيل اللقيطة كما يحدث في اليمن ولبنان والعراق وإيران، ويقومون بالتعاون مع كيان العدو لكسر حصار اليمن المفروض عليه، ويحاولون التصدي لصواريخه وطائراته المسيّرة، ويعملون بجدّ على إيصال الإمدادات اللوجستية وشُحنات الأسلحة للعدو عبر أراضيهم وموانئهم لتقتل أهل فلسطين دون الخشية من الله العزيز القوي.

وما زاد الطين بِلّة هو صمت العُلماء ورجال الدين عن هذه الأفعال المُشينة؛ بل أن بعضهم أصدر فتاوى بعدم وجوب الجهاد في فلسطين،

واسقط الفرض  عن المسلمين ضدّ العدو الصهيوني، مُتناسينا الدور الهام الذي يجب عليهم كعلماء تجاه الأمة في تبيين الحقائق وعدم موالاة اليهود وغيرها،

وأصبح الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مجرد آيات يقرؤونها في صفحات القرآن الكريم ويمرون عليها مرور الكرام دون أن يطبقونها، وذلك بدافع الطائفية تارة أو الخشية من الفخامات رغم أنهم يقرؤون قول الله تعالى” إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ ” والتي تدل على أن العالم الحق هو الذي يخشّ الله كمال الخشية ولا يخشىٰ في قول الحق سواه سبحانه وتعالىٰ،، وهذا ما يتجاهله أكثر العلماء في هذا العصر، فأصبحوا يخشون الحُكّام أكثر، ويخشون زوال ما هم فيه من نعمة ورخاء، وأصبحوا كبني إسرائيل الذين كانوا لا يتناهون عن مُنكّر فعلوه، ويكتمون الحقّ وهم يعلمون ، وترىٰ كثيراً منهم يتولّون الذين كفروا، ويوالونهم ضد المسلمين.. وهذا ما يحدث بالضبط من هؤلاء العلماء الذين غرّتهم الحياة الدنيا وغرّهم بالله الغرور.

ووالله إن هؤلاء العلماء والمرتزقة الذين باعوا أنفسهم للشيطان لهم الخاسرون فهم فضّلوا الأولىٰ عن الآخرة ولبسوا عباءة الصهيونية الإرهابية، واصبحوا سفراء لجهنم في الأرض، فمتىٰ يعقل أولئك المتأسلمون.. ومتى يفهموا أولئك الخونة والمرتزقة أن اليهود والنصارىٰ لن ترضى عنهم حتى يتبعوا ملتهم، وأنهم مسئولون أمام الله ولن يفلتوا من العقاب..

وعلينا جميعا أن ندرك أننا مسؤولون أمام الله، ويجب أن نُحَكِّم عقولنا وفقا لكتاب الله وسنة رسوله بعيدا عن أنصاف المتأسلمين الذين يدّعون أنهم علماء في الدين، وبعيدا عن المُماحكات السياسية البغيضة، فالحق واضح والباطل واضح،، ولا جدال فيه ولا مراء..

فما نراه من أولئك العملاء والخونة ما هو إلا نتاج الهجمة الصهيونية الأمريكية المُضللة التي استهدفت هُوية الأمة ودّجّنت شعوبها وألهتهم في الفساد وزينة الدنيا والطائفية والمناطقية والحروب الوهمية وصنعت لهم من أنفسهم أعداء يقتتلون مع بعضهم البعض.. وجعلتهم يلهثون وراء لقمة العيش والحياة الرغيدة وما عند الله أعظم لو كانوا يعلمون..

فعلىٰ الجميع أن يخشّ الله ويتقيه، ويعود إلى جادة الصواب، ويتفكر في القرآن الكريم، ويعلم أن الدور سيكون قادم على دولته ومنطقته إذا لم نقف جميعا في صف واحد ضد أعداء الله والإسلام،

كما علينا أن نساند أهل غزة بالكلمة والقول والتغريدة والمال وكل ما يمكن أن يقدمه المرء حتى ينجو ويريح ضميره.. و الله المُستعان،،،،

قد يعجبك ايضا