اليمن يفرض معادلته العسكرية في البحر الأحمر .. غياب تام للشيطان الأكبر

معهد البحرية الأميركية:
  لا وجود حاليًا لأي سفينة أميركية في البحر الأحمر بعد انسحاب المدمرات مؤخراً.
الهجمات البحرية اليمنية أربكت منظومة “حارس الازدهار” وأفقدت التحالف القدرة على الحماية.
اليمنيون يواصلون تطوير قدراتهم البحرية ويستخدمون العمليات الحية كمنصة تدريب ميداني متقدم.
بيان صنعاء يهدد كل سفينة تتعامل مع موانئ الاحتلال دون استثناء لأي جنسية.
الهجمات البحرية اليمنية أظهرت عجز الأساطيل الغربية وفشل عمليات الإنقاذ حتى عند الطلب.
الردع اليمني بات يُشكل تهديدًا متطورًا يصعب احتواؤه أو مواجهته بوسائل تقليدية.
القوات المسلحة اليمنية أثبتت أنها قادرة على فرض تهديد فعّال رغم بعد المسافة واتساع النطاق البحري.
معهد البحرية الأميركية: خبراء:
اليمنيون مستعدون لتحمّل العواقب ويواصلون المعركة رغم الحملات الأميركية السابقة.
اليمنيون يتصرفون كمدافعين رئيسيين عن غزة ويوسّعون خطابهم ليشمل كل السفن.

في تقرير حديث وصف موقع معهد البحرية الأميركي  (USNI News)   دخول القوات المسلحة اليمنية، مرحلة جديدة من التصعيد البحري ضد السفن المرتبطة بالكيان الصهيوني بالتصعيد الأخطر منذ بداية الهجمات البحرية اليمنية في نوفمبر 2023
مشيرًا إلى أن واشنطن لم تعد تحتفظ بأي وجود عسكري مباشر في البحر الأحمر منذ الأسبوع الماضي، في تطور يعكس تراجعًا واضحًا في القدرة الأميركية على الردع.
وبحسب الموقع، فقد أعلنت صنعاء رسميًا ما أسمته “المرحلة الرابعة من التصعيد”، وهي مرحلة يُتوقع أن تشمل توسيع دائرة الاستهداف لتشمل كل سفينة ارتبطت بإسرائيل، حتى لو لم تكن إسرائيلية، في ما وصفه محللون عسكريون أميركيون بأنه “رسالة قوة لا لبس فيها”. التقرير لفت إلى أن العمليات السابقة، ومنها إغراق سفينتي إيترنيتي سي وماجيك سيز، كانت مؤشرًا واضحًا على هذا التحول النوعي في الأداء العسكري والعملياتي لدى البحرية اليمنية.
وأكد التقرير أن سفينة “إيترنيتي سي”، التي تم استهدافها وإغراقها من قبل الحوثيين، لم تتلقّ أي مساعدة عسكرية من القوات الأميركية أو حلفائها رغم معركة استمرت 16 ساعة، وأن عملية الإنقاذ تمت من قبل سفينة تجارية أخرى، ما اعتُبر فشلًا ذريعًا لتحالف “حارس الازدهار” الذي كانت واشنطن قد أعلنته سابقًا لحماية الملاحة.
ونقل الموقع عن محللين بارزين، من بينهم الأستاذ أفشون أوستوفار، أن غياب السفن الأميركية من البحر الأحمر يمنح القوات اليمنية  بيئة أكثر تساهلاً للتحرك، ويعزز من قدرتهم على تنفيذ هجمات موجعة دون خشية من الردع المباشر، في حين أشار خبراء آخرون إلى أن الحوثيين أصبحوا أكثر جرأة، ويتصرفون بوعي استراتيجي كامل لما يترتب على عملياتهم من رسائل دولية.
كما أورد الموقع تفاصيل جديدة عن مقطع الفيديو الذي نشرته القوات المسلحة اليمنية ويُظهر رهائن سفينة إيترنيتي سي، حيث تحدثوا عن سبب مرورهم عبر البحر الأحمر، بينما أظهر الفيديو أيضًا رعاية صنعاء للجرحى، واتصالات أُجريت بين البحارة المحتجزين وعائلاتهم، في خطوة وصفها الخبراء الأميركيون بأنها “رسالة ذكية تجمع بين الرسالة السياسية والتأثير الإنساني”.
وحذّر التقرير من أن الهجمات اليمنية لم تعد مجرد إرباك لحركة الشحن، بل تحوّلت إلى نموذج تدريبي متقدم يرفع من كفاءة الحرب البحرية اليمنية في ميدان فعلي، ويختبر حدود رد الفعل الدولي. واعتبر التقرير أن الحوثيين لا يسعون بالضرورة لمهاجمة كل سفينة، بل فقط العدد الكافي لحفظ مصداقية الردع، مؤكدًا أن صنعاء مستعدة لتحمّل التبعات، كما أثبتت ذلك في وجه حملات القصف الأميركية والإسرائيلية السابقة.
واختتم الموقع بالإشارة إلى أن البحرية اليمنية باتت اليوم تمتلك زمام المبادرة في البحر الأحمر، في ظل غياب فاعل للأسطول الأميركي، وتفكك الرد الدولي، وأن صنعاء تُعيد رسم خرائط الملاحة والسيادة من بوابة غزة، فيما يقف العالم مشلولًا أمام هذا التحول الجيوسياسي الذي بات يفرض نفسه على الممرات البحرية الدولية.

قد يعجبك ايضا