اليمن ينتفض: مسيرات مليونية في صنعاء والمحافظات رفضًا لـ«خطة ترامب» واستعدادًا للقتال حتى النصر
صرخة الأمة من مدن اليمن: كسر الصمت العربي والمطالبة بتحرك عملي لإنقاذ غزة
مسيرات حاشدة تؤكد التفويض للقيادة والثقة بخيارات المقاومة نصرةً للقدس وغزة
الحقيقة ـ جميل الحاج
تحولت ساحات صنعاء والمحافظات المحددة للمسيرات إلى بحور بشرية.. حاملتاً رسائل حادة إلى واشنطن وتل أبيب، وتأكيد على مواصلة الدعم بكافة الوسائل المشروعة.
العاصمة صنعاء ومختلف محافظات الجمهورية شهدت يوم الجمعة مسيرات مليونية حاشدة تحت شعار «رفضا للمؤامرة الصهيوأمريكية.. وثباتاً مع غزة حتى النصر»، جددت فيها جماهير الشعب اليمني موقفها الثابت في نصرة القضية الفلسطينية ورفضها القاطع للخطة الأمريكية التي اعتبرتها الحشود «مؤامرة تصفية» تهدف لتقديم فلسطين على طبق من ذهب للعدو الصهيوني.
تحوّل ميدان السبعين بصنعاء إلى طوفان بشري عبّر عن حالة استنفار شعبي شاملة، بينما خرجت ملايين الجماهير في أكثر من 300 مسيرة ووقفات قبلية في محافظة صنعاء وحدها. وسجلت ساحة الحديدة نشاطاً مكثفاً انتظم في 268 ساحة ورفع ناهيك عن عشرات وأُلوف في محافظات إب، ذمار، صعدة، البيضاء، حجة، المحويت، تعز، لحج، الضالع، مأرب، الجوف، عمران وريمة.
في صعدة وحدها خرجت 41 مسيرة، فيما شهدت إب 295 مسيرة، وحجّة 322 مسيرة، وريفية لحج والقبيطة أربع ساحات مكتظة، ومأرب 21 مسيرة، ما يعكس اتساع قاعدة المشاركة واتحاد الموقف الشعبي في مختلف المناطق والطبقات الاجتماعية.
صدحت ساحات الاحتشاد بهتافات وشعارات حادة ضد ما يُسمّى «خطة ترامب»، منها: «الخطة أكبر خداع.. تنهي القدس مع القطاع»، «خطة ترامب الملعون.. إنقاذ لبني صهيون»، «الصراع مع اليهود.. يعقبه الفتح الموعود»، و«يحيا أسطول الصمود.. من أسقط زيف اليهود». كما جددت الحشود إعلان البراءة من أمريكا و(إسرائيل) وكل من تحالف معهما، مؤكدةً أن أي تماهي معها هو خيانة للقضية والضمير.
أصدرت المسيرات بياناً جامعاً استهلّه بالاستناد إلى النصّ الديني والدعوة إلى الجهاد في سبيل الله، ثم حدد مواقف واضحة: رفض الخطة الأمريكية باعتبارها استسلاماً وتصعيد الدعوات إلى الشعوب العربية والإسلامية لكسر جدار الصمت والضغط على أنظمتها الخانعة. وحثّ البيان قادة ونشطاء العالم الحر على مواصلة الدعم العملي لغزة، وإدانة الجرائم التي ارتكبها العدو ضد طواقم أسطول الصمود واعتبارها قرصنة وانتهاكاً لكل القوانين الدولية.
وشدّدت المسيرات على التفويض والولاء للقيادة الثورية، ورحب المشاركون بالإجراءات العملياتية للقوات المسلحة التي أعلنوا أنها تضرب عمق العدو وتفرض قيوداً على موانئه.
ودعا المتظاهرون إلى توحيد الصفوف وتصعيد التحركات الشعبية والرسمية لإفشال مخططات التصفية، مؤكدين أن خيار الصمود والمقاومة هو السبيل الوحيد لنيل الحرية واستعادة الحقوق.
وأدانت الحشود ما وصفته بـ«التخاذل العربي والإسلامي» وإغفال مسؤوليّة الأنظمة عن التحرك الفعّال لإنقاذ الشعب الفلسطيني، في الوقت الذي لوحظت فيه مظاهرات تضامن في دول أوروبية دعماً لأسطول الصمود. كما أثنى المتظاهرون على المشاركين الدوليين الذين شاركوا في كسر الحصار، معتبرين موقفهم امتداداً لضمير الإنسانية وفضحاً لزيف الكيان.
الحديدة وإب والبيضاء: رفع المشاركون شعارات تحذر من مخاطر «السلام المزعوم» والتطبيع، معتبرين أنه غطاء لتصفية القضية.
صعدة وذمار ومعين المحافظات الشمالية: أكدوا استمرار الجهاد والدعم لكافة الخيارات المفتوحة نصرة لغزة.
تعز والضالع ولحج ومأرب: شددوا على الجاهزية لملاقاة أي قرار يتخذه القائد، وباركوا العمليات العسكرية النوعية ضد عمق العدو.
الجوف وعمران وريمة والمحويت: دعوات لإرباك مخططات الاحتلال وصون كرامة الأمة عبر تحركات عملية ومستمرة.
خاطبت المسيرات الشعوب الحرة والجهات الحكومية في العالم بدفع المزيد من الجهد العملي لوقف العدوان ورفع الحصار، مطالبة المؤسسات الدولية بالتحرك الفوري لوقف ما وصفته «جرائم ضد الإنسانية» وقرصنة طواقم أسطول الصمود.
خلصت المسيرات المليونية إلى تأكيد حقيقة استراتيجية: أن القضية الفلسطينية لا تزال نبض الشارع اليمني، وأن أي مخطط يستهدف تصفيتها سيقابل بصمود متزايد وتصعيد سياسي وشعبي وميداني. جدد المتظاهرون العهد بمواصلة النفير حتى تحقيق النصر وتحرير الأرض وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس، مع اعتمادهم على ما وصفوه بوعد الله بالنصر والصبر على المِحن.