بعد سنتين يا غزة.. صار لك أمٌ وأبٌ

د. فايز أبو شمالة

غزة ليست يتيمة، لغزة أب عربي إسلامي، لن يطول صمته، ولن يطول صبره على المجازر الصهيونية ضد أهل غزة، ولغزة أم إنسانية، تتواجد في كل عواصم أوروبا، التي خرجت تصرخ في وجه القاتل، وتنزف شوارعها الدمع والغضب ضد العدو الإسرائيلي. وهذا الذي يمد أهل غزة بـالثقة أن المستقبل قد صار لهم، وأن الغد مشنقة تلتف حول عنق عدوهم؛ الذي صار يتيمًا، لا أب له إلا التاريخ المزيف عن أرض الآباء والأجداد، ولا أم له إلا الصلف الأمريكي والانحطاط الأخلاقي لبعض المتصهينين.

غزة تقرأ الواقع بكل مستوياته جيدًا، وتعرف أن سنتين من العدوان الصهيوني ومن حرب الإبادة الإسرائيلية لم تحسم المعركة لصالح العدو، ولم تفرض على أهل غزة الخضوع والخنوع. فغزة تعرف أن الليل سينقشع مهما طال، وأن أصابع اليد العربية المتفرقة ستصير قبضة حديدية في لحظة من اللحظات، وما يجري في شوارع أوروبا من فيضان غاضب ضد الصهيونية لن يظل حكرًا على أوروبا. هذا الحراك الذي لم تبتعد عنه الرباط في المغرب وإسطنبول في المشرق، سيصل إلى كل العواصم العربية. إنه يقترب، ويدق بيد الكراهية للصهيونية على أبواب القاهرة وعمّان وبغداد ودمشق ودبي والرياض، هذه الحواضر العربية التي تتحرق على جمر الغضب الثوري تضامنًا وتوحدًا مع أهل غزة.

غزة كانت البداية، وهي نقطة الانطلاق في سباق تاريخي حول الوجود والغياب، وغزة هي التي رفعت سيف التحدي، وضربت به عنق عدوها الإسرائيلي، وأسالت دم الغطرسة والتكبر والغرور. غزة لم تلوِّح بالسيف فقط، غزة ضربت بسيف الحق عنق الصهيونية، وأسالت دمها، وداست بحذاء المقاومة على عنق الأكذوبة عن الجيش الإسرائيلي الذي لا يُقهر، وعن الدولة الصهيونية المحصنة الآمنة ضد أي عدوان، وعن السلام الكاذب بين الذئب والغنم.

غزة كانت البداية، وهي التي انطلقت بكل عنفوان ثوري مُعلنة الرفض لمواصلة الاحتلال الإسرائيلي لغزة والضفة الغربية، ومُعلنة أن الدولة التي قامت على الإرهاب والذبح، من الجريمة أن نرش عليها عطر التطبيع، وأن نلقي عليها ورد السلام. دولة الإرهاب الصهيوني لا مكان لها على أرض السلام، وبمفردها اتخذت غزة القرار، سنقاتل الإرهاب الصهيوني بجيل عربي فلسطيني لا يعرف الخوف، ولا يتردد في المواجهات. فكانت أرض غزة هي نقطة الانطلاق لمعركة “طوفان الأقصى”، ولكن غزة لن تكون خط النهاية. غزة كانت خطوة على الطريق، ومعركة “طوفان الأقصى” لن تنتهي بوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى. معركة “طوفان الأقصى” هي صرخة الحرية المدوية في صحراء الصمت العربي، ومعركة “طوفان الأقصى” حكاية شعب عربي واحد يتواصل عبر الزمان بعيدًا عن الحدود الجغرافية التي سنّ قوانينها سايكس بيكو.

بعد سنتين من معركة “طوفان الأقصى” تأتي الأحداث لتؤكد أن لـ**”محرقة غزة”** صدى، سيطرق الأبواب المغلقة، ويتسلل من النوافذ المعتمة، ليصل إلى كل حقيقة يحاول أصدقاء الصهاينة إخفاءها، والتمويه عليها. لذلك، فإن وقف إطلاق النار في غزة ـ إن تحقق بعد سنتين ـ لن يكون النهاية لمعركة “طوفان الأقصى”. وقد انضمت إلى غزة معنويًا وسياسياً وتفاوضيًا ثماني دول عربية وإسلامية التقت مع الرئيس الأمريكي ترامب، هذه الدول العربية والإسلامية صارت ـ مُرغمة ـ الجزء المُتمم لمعركة “طوفان الأقصى”، بعد أن لجأ إليها ترامب، وأفسح لها مكانة في التهدئة، وفي إيجاد مخرج للضائقة الإسرائيلية والأمريكية، بعد انقلاب العالم على العدوان.

الدول العربية والإسلامية الثمانية التي أرادها ترامب مدخلًا للسياسة الأمريكية الجديدة في المنطقة، هذه الدول الثماني وجدت نفسها مجبرة على أن تحدد موقفها ضد العدوان، رغم العلاقات الدبلوماسية التي تقيمها بعض هذه الدول مع العدو الإسرائيلي، وهي اليوم مجبرة على اتخاذ موقف أكثر وضوحاً من حرب الإبادة الإسرائيلية، وبالتحديد في موضوع تهجير أهل غزة عن أرضهم، وتجويع أهل غزة داخل أرضهم. لقد وجدت الدول الثماني نفسها مجبرة لأن تكون جزءًا من المعركة التفاوضية مع العدو الإسرائيلي، ووفق تقديري، ستكون هذه المشاركة التفاوضية هي البداية للمشاركة في معركة حقيقية ميدانية في اللحظة التي يتمادى فيها العدوان الإسرائيلي على أهل غزة. لذلك لا يجب الاستخفاف بلقاء الدول الثماني التي التقت مع ترامب في نيويورك، ويجب أخذ بيان الترحيب بموافقة حركة حماس على خطة ترامب على محمل الدعم لغزة، حيث رحب وزراء خارجية جمهورية مصر العربية، والمملكة الأردنية الهاشمية، ودولة الإمارات العربية المتحدة، وجمهورية إندونيسيا، وجمهورية باكستان الإسلامية، وجمهورية تركيا، والمملكة العربية السعودية، ودولة قطر، في بيان مشترك بالخطوات التي اتخذتها حركة حماس حيال مقترح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإنهاء الحرب على غزة، وإطلاق سراح جميع الأسرى، أحياءً وأمواتًا، والبدء الفوري بالمفاوضات للاتفاق على آليات التنفيذ.

هذا الترحيب المشترك لثماني دول وازنة وقادرة يعكس الانغماس السياسي والروحي لهذه الدول الثماني بالحرب على غزة، ويعكس موقفًا عربيًا وإسلامياً قد يتطور إلى ممارسة الفعل الميداني إذا ما واصل العدو الإسرائيلي عناده وإصراره على مواصلة حرب الإبادة الجماعية على أهل غزة.

غزة بدأت معركة “طوفان الأقصى”، وقد تتوقف الصواريخ الإسرائيلية عن التساقط فوق رؤوس أهل غزة مع وقف إطلاق النار، وقد تكف المُسيّرات عن التحليق مع صفقة تبادل الأسرى، وقد يصمت هدير الأحقاد، ولكن الرماد الذي تركته المحرقة في نفوس الشعوب العربية والإسلامية، يُخبئ في جوفه الجمر المُتقد، والجاهز للاشتعال مع أي هبة ريح في منطقة تتقلب على عواصف المتغيرات.

غزة ليست يتيمة، لغزة أب عربي إسلامي، لن يطول صمته، ولن يطول صبره على المجازر الصهيونية ضد أهل غزة، ولغزة أم إنسانية، تتواجد في كل عواصم أوروبا، التي خرجت تصرخ في وجه القاتل، وتنزف شوارعها الدمع والغضب ضد العدو الإسرائيلي. وهذا الذي يمد أهل غزة بـالثقة أن المستقبل قد صار لهم، وأن الغد مشنقة تلتف حول عنق عدوهم؛ الذي صار يتيمًا، لا أب له إلا التاريخ المزيف عن أرض الآباء والأجداد، ولا أم له إلا الصلف الأمريكي والانحطاط الأخلاقي لبعض المتصهينين.

غزة تقرأ الواقع بكل مستوياته جيدًا، وتعرف أن سنتين من العدوان الصهيوني ومن حرب الإبادة الإسرائيلية لم تحسم المعركة لصالح العدو، ولم تفرض على أهل غزة الخضوع والخنوع. فغزة تعرف أن الليل سينقشع مهما طال، وأن أصابع اليد العربية المتفرقة ستصير قبضة حديدية في لحظة من اللحظات، وما يجري في شوارع أوروبا من فيضان غاضب ضد الصهيونية لن يظل حكرًا على أوروبا. هذا الحراك الذي لم تبتعد عنه الرباط في المغرب وإسطنبول في المشرق، سيصل إلى كل العواصم العربية. إنه يقترب، ويدق بيد الكراهية للصهيونية على أبواب القاهرة وعمّان وبغداد ودمشق ودبي والرياض، هذه الحواضر العربية التي تتحرق على جمر الغضب الثوري تضامنًا وتوحدًا مع أهل غزة.

غزة كانت البداية، وهي نقطة الانطلاق في سباق تاريخي حول الوجود والغياب، وغزة هي التي رفعت سيف التحدي، وضربت به عنق عدوها الإسرائيلي، وأسالت دم الغطرسة والتكبر والغرور. غزة لم تلوِّح بالسيف فقط، غزة ضربت بسيف الحق عنق الصهيونية، وأسالت دمها، وداست بحذاء المقاومة على عنق الأكذوبة عن الجيش الإسرائيلي الذي لا يُقهر، وعن الدولة الصهيونية المحصنة الآمنة ضد أي عدوان، وعن السلام الكاذب بين الذئب والغنم.

غزة كانت البداية، وهي التي انطلقت بكل عنفوان ثوري مُعلنة الرفض لمواصلة الاحتلال الإسرائيلي لغزة والضفة الغربية، ومُعلنة أن الدولة التي قامت على الإرهاب والذبح، من الجريمة أن نرش عليها عطر التطبيع، وأن نلقي عليها ورد السلام. دولة الإرهاب الصهيوني لا مكان لها على أرض السلام، وبمفردها اتخذت غزة القرار، سنقاتل الإرهاب الصهيوني بجيل عربي فلسطيني لا يعرف الخوف، ولا يتردد في المواجهات. فكانت أرض غزة هي نقطة الانطلاق لمعركة “طوفان الأقصى”، ولكن غزة لن تكون خط النهاية. غزة كانت خطوة على الطريق، ومعركة “طوفان الأقصى” لن تنتهي بوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى. معركة “طوفان الأقصى” هي صرخة الحرية المدوية في صحراء الصمت العربي، ومعركة “طوفان الأقصى” حكاية شعب عربي واحد يتواصل عبر الزمان بعيدًا عن الحدود الجغرافية التي سنّ قوانينها سايكس بيكو.

بعد سنتين من معركة “طوفان الأقصى” تأتي الأحداث لتؤكد أن لـ**”محرقة غزة”** صدى، سيطرق الأبواب المغلقة، ويتسلل من النوافذ المعتمة، ليصل إلى كل حقيقة يحاول أصدقاء الصهاينة إخفاءها، والتمويه عليها. لذلك، فإن وقف إطلاق النار في غزة ـ إن تحقق بعد سنتين ـ لن يكون النهاية لمعركة “طوفان الأقصى”. وقد انضمت إلى غزة معنوياً وسياسياً وتفاوضياً ثماني دول عربية وإسلامية التقت مع الرئيس الأمريكي ترامب، هذه الدول العربية والإسلامية صارت ـ مُرغمة ـ الجزء المُتمم لمعركة “طوفان الأقصى”، بعد أن لجأ إليها ترامب، وأفسح لها مكانة في التهدئة، وفي إيجاد مخرج للضائقة الإسرائيلية والأمريكية، بعد انقلاب العالم على العدوان.

الدول العربية والإسلامية الثمانية التي أرادها ترامب مدخلًا للسياسة الأمريكية الجديدة في المنطقة، هذه الدول الثماني وجدت نفسها مجبرة على أن تحدد موقفها ضد العدوان، رغم العلاقات الدبلوماسية التي تقيمها بعض هذه الدول مع العدو الإسرائيلي، وهي اليوم مجبرة على اتخاذ موقف أكثر وضوحاً من حرب الإبادة الإسرائيلية، وبالتحديد في موضوع تهجير أهل غزة عن أرضهم، وتجويع أهل غزة داخل أرضهم. لقد وجدت الدول الثماني نفسها مجبرة لأن تكون جزءًا من المعركة التفاوضية مع العدو الإسرائيلي، ووفق تقديري، ستكون هذه المشاركة التفاوضية هي البداية للمشاركة في معركة حقيقية ميدانية في اللحظة التي يتمادى فيها العدوان الإسرائيلي على أهل غزة. لذلك لا يجب الاستخفاف بلقاء الدول الثماني التي التقت مع ترامب في نيويورك، ويجب أخذ بيان الترحيب بموافقة حركة حماس على خطة ترامب على محمل الدعم لغزة، حيث رحب وزراء خارجية جمهورية مصر العربية، والمملكة الأردنية الهاشمية، ودولة الإمارات العربية المتحدة، وجمهورية إندونيسيا، وجمهورية باكستان الإسلامية، وجمهورية تركيا، والمملكة العربية السعودية، ودولة قطر، في بيان مشترك بالخطوات التي اتخذتها حركة حماس حيال مقترح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإنهاء الحرب على غزة، وإطلاق سراح جميع الأسرى، أحياءً وأمواتًا، والبدء الفوري بالمفاوضات للاتفاق على آليات التنفيذ.

هذا الترحيب المشترك لثماني دول وازنة وقادرة يعكس الانغماس السياسي والروحي لهذه الدول الثماني بالحرب على غزة، ويعكس موقفًا عربيًا وإسلامياً قد يتطور إلى ممارسة الفعل الميداني إذا ما واصل العدو الإسرائيلي عناده وإصراره على مواصلة حرب الإبادة الجماعية على أهل غزة.

غزة بدأت معركة “طوفان الأقصى”، وقد تتوقف الصواريخ الإسرائيلية عن التساقط فوق رؤوس أهل غزة مع وقف إطلاق النار، وقد تكف المُسيّرات عن التحليق مع صفقة تبادل الأسرى، وقد يصمت هدير الأحقاد، ولكن الرماد الذي تركته المحرقة في نفوس الشعوب العربية والإسلامية، يُخبئ في جوفه الجمر المُتقد، والجاهز للاشتعال مع أي هبة ريح في منطقة تتقلب على عواصف المتغيرات.

كاتب فلسطيني/غزة

قد يعجبك ايضا