تنفيذا لوصية الأب «سعادة السعودية بشقاء اليمن» شن ألـ سعود عدوانهم على اليمن ||جميل الحاج
للعدوان السعودي على اليمن وجوه كثيرة. أخطرها وأقساها كان التدمير الممنهج للاقتصاد اليمني منذ عقود بوسائل عدة، ما منع البلد الجار الغني بموارده من التنعّم بها، وترك شعبه يرزح تحت وطأة الفقر الثقيل. حربٌ على العملة، تضييق على النفط، استخدام المال لتغذية الصراعات واستغلال العمالة اليمنية في السعودية، كلها أسلحة شهرتها الرياض بوجه نهوض الشعب اليمني
يدرك اغلب اليمنيين أن عداء السعودية لليمن متوارث من الآباء إلى الأبناء. فعلى مدى العقود الماضية لم تخرج العلاقات بين البلدين عن مقولة الملك الأب عبد العزيز «سعادة السعودية بشقاء اليمن»، ما يفسّر عمل السعودية على إفقار اليمن وتدميره إقتصادياً منذ زمن.
فالسعودية التي حوّلت البنية التحتية اليمنية إلى ركام، وهي تواصل تشديد حصارها على 25 مليون يمني، يعاني نصفهم الفقر والبطالة، هي ذاتها التي شنّت حرباً باردة على الاقتصاد اليمني منذ عقود طويلة، لم يكن العدوان والحصار الحاليان إلا تتويجاً لها.
حيث تمارس السعودية حرباً مالية على اليمن منذ مطلع تسعينيات القرن الماضي. وتمثلت تلك الحرب في سحب السيولة من العملة الوطنية، ودفع أدواتها في الداخل إلى سحب العملات الصعبة من السوق المحلية لاستنزاف الاحتياطي النقدي الأجنبي، بهدف انهيار أسعار صرف العملة الوطنية (الريال اليمني) مقابل الدولار الأميركي. ناهيك استخدام السعودي المال في تغذية الصراعات كما سعت وتسعي بالتوسع في المناطق النفطية حيث سعت إلى توسيع دائرة الموالاة لها في أوساط القبائل في المحافظات الحدودية والمحافظات الأخرى عقب التوقيع على اتفاق جدة عام 2000، حيث استقطبت المئات من مراكز القوى المؤثرة وأنشأت اللجنة السعودية لتنفيذ أجندتها في اليمن بطريقة غير مباشرة. كذلك، منحت البدو الرحَّل في المناطق الحدودية الغنية بالنفط جنسيات وامتيازات، وصولاً إلى بناء مدن سكنية في الشريط الحدودي بعد موجة التجنيس بغرض التوسع، حيث التهمت نصف أراضي المهرة الصحراوية، وسعت إلى تجنيس أبناء القرى الحدودية.
كما تستخدم المملكة ملف العمالة لإجهاض أي تحسن في المجال الاقتصادي، في حين تدمرالمملكة البيئة الاستثمار في اليمن بواسطة «القاعدة» فمنذ سنوات، تنامى دور «القاعدة» في عدد من المحافظات النفطية، الأمر الذي لفت أنظار العديد من المراقبين. فمنذ عام 2006، تسلل عشرات العناصر المتشددة السعودية إلى محافظة مأرب وشكلت مجموعات هناك لتتحول إلى تنظيم «القاعدة في جزيرة العرب». وجود التنظيم في تلك المناطق وامتدادها إلى محافظة شبوة وحضرموت وأبين خلال السنوات الأخيرة، أثار مخاوف الشركات الاستثمارية في المجال النفطي ودفع الكثير منها إلى توقيف استثماراتها والانسحاب من اليمن. كذلك، لوحظ مدى الترويج الإعلامي لوجود «القاعدة» في تلك المحافظات عبر قنوات تمولها الرياض .
وبالرغم من تعدد أوجه العدوان السعودي على اليمن منذ عشرات السنيين الا انها لم تقف عند هذا الحد بل شنت عدوان غاشم على اليمن منذ ثمانية اشهر حتى الان حوّلت فية البنية التحتية إلى ركام، وهي تواصل تشديد حصارها على 25 مليون يمني، يعاني نصفهم الفقر والبطالة، ومعا استمرار الحرب الباردة على الاقتصاد اليمني منذ عقود طويلة، لم يكن العدوان والحصار الحاليان إلا تتويجاً لها.