رغم حملات التحريض ودعايات التشويه : الصيف اليمني.. أنشطة تنشئ جيلًا ملتزمًا بقضايا الأمة وفلسطين
الصيف اليمني.. أنشطة تنشئ جيلًا ملتزمًا بقضايا الأمة وفلسطين
في ختام صيف يماني قضاه أبناء الأنصار بصحبة كتاب الله على مدى شهرين، ومن متاريس العلم والجهاد، تخرّج آلاف الطلاب والطالبات في اليمن بوعيٍ يفوق أجسادهم الصغيرة، يحملون قضايا الأمة إيمانًا ومبادئًا وقيمًا، في ظل عصر التطبيع والهرولة نحو السفور والانحطاط والتفسخ. تحتفي مراكز ومدارس الدورات الصيفية، بختام مرحلة تربوية استثنائية، حظيت بزخمٍ وتفاعلٍ شعبيٍّ ورسمي لا نظير لهما.
الدورات الصيفية ركزّت على الاهتمام بالقرآن الكريم ثقافةً وتلاوة، وتلقّت الأجيال خلال الصيف، برامج توعوية متنوعة شملت التاريخ والسيرة النبوية وعلوماً دينية متعددة. واكب البرنامج الثقافي أنشطة ترفيهية ومهارية وحرفية ورياضية.
مسؤولة الدورات الصيفية في الهيئة النسائية الثقافية العامة لحركة “أنصار الله” في المحافظات اليمنية، الأستاذة خلود المطاع، تتحدث لموقع “العهد” الإخباري عن مخرجات صيف هذا العام: “ما حققته الدورات الصيفية لهذا العام يثلج صدور قوم مؤمنين، ويغيظ الكافرين، ومن أبرز ثمارها أنها بَنَت جيلًا يثق بالله ويتوكل عليه، ويؤمن بصدق وعوده، ويوقن أن النصر بيده، جيلٌ يعرف رسوله – صلى الله عليه وعلى آله وسلم – كأعظم نبي وقائد. جيلٌ هويته إيمانية، مفتخرٌ بها ومتمسكٌ، ومواجهٌ لكل محاولات فصله عنها، جيلٌ واعٍ ومستنيرٌ بنور الله ومستبصرٌ تجاه الواقع من حوله، وتجاه ما يحصل من أحداث ومؤامرات ضدّ الإسلام، ومستعدٌ نفسيًا ومعرفيًا وبدنيًا ومهاريًا لمواجهتهم في كلّ المجالات، وإحباط مؤامراتهم ومخطّطاتهم التي يسعون من خلالها لاستهداف أمتنا الإسلامية وإذلالها وقهرها واستعبادها، جيلٌ واعٍ بأهمية الاكتفاء الذاتي في استقلال الأمة وقوتها، وساعٍ لتنمية قدراته ومهاراته الإنتاجية والتصنيعية والزراعية، جيلٌ مستشعرٌ بالمسؤولية تجاه المستضعفين وتجاه قضاياه الكبرى وعلى رأسها القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني المظلوم، مساندٌ ومضحٍ بنفسه وماله، ومقدمٌ كلّ ما يملك لأجل نصرتهم”.
الدورات الصيفية نجاح استثنائي رغم حملات التحريض ودعايات التشويه
حضرت فلسطين وغزّة في كلّ برنامج ونشاط ودرسٍ صيفي، كانت غزّة عصباتٍ ربطَ بها الطلاب هاماتهم، واحتجاجات ووقفات صدع فيها الطلاب بالتلبية لها والنصرة، كما حضرت في مراسمهم ومجسماتهم وأعمالهم الفنية، وشاركتهم الصيف حتّى اكتماله.
أمام الوعي القرآني الذي تغرسه الدورات الصيفية في أشبال اليوم وبناة الغد، شرع العدوّ في تحريك حملات التشويه والدعايات الإعلامية قبل تدشين الصيف بأسابيع. تحرّكت هذه الحملات الموجهة محليًّا وإقليميًا ودوليًا، حتّى العدوّ “الإسرائيلي” في إعلامه تبنّى جملةً من تلك الحملات.
في هذا الإطار تقول المطاع لموقع “العهد” الإخباري: “ينزعج العدوّ من الدورات الصيفية لأنها تأتي أولًا ضمن الاهتمامات التعليمية والتثقيفية المستمرة لشعبنا اليمني المسلم العزيز، وهو يريد أن يعيق على شعبنا العزيز العملية التعليمية والتثقيفية التي تمثل أساسًا من أساسيات نهضته”، مشيرةً إلى أن “أعداء هذا الشعب الذين استهدفوا أبناءه بالقتل الجماعي، واستهدفوا بنيتهم التحتية بالتدمير، واستهدفوهم في معيشتهم، وواقعهم الاقتصادي، وفي كلّ مجالات حياتهم، لديهم انزعاجٌ شديدٌ جدًّا من الدورات الصيفية، وهذا الانزعاج يعبِّر عن أهمية هذه الدورات؛ لأنهم لا يريدون لشعبنا أي خير، ولذلك ينزعجون من كلّ ما يساهم في بناء أجياله، والارتقاء بمستواها، في العلم، والمعرفة، والوعي، والتربية الإيمانية، فلذلك يتوجهون عادةً بحملات دعائية، عبر وسائلهم الإعلامية، وأنشطة سلبية في التثبيط، والتخذيل والتشويه، ويحرّكون أبواقهم من الطابور الخامس، والمنافقين والذين في قلوبهم مرض، ممن يتواجدون في أوساط الشعب، ولكنهم في كلّ عام يفشلون، وتستمر هذه الدورات بزخم أكبر عامًا بعد عام”.
هي محطةٌ اكتملت ضمن مسيرة علمٍ وجهاد، تتحرك فيها القيادة والشعب في كلّ ساحة علمية وتربوية وتنموية، لبناء أجيالٍ ترقى بحاضر اليمن ومستقبله.