ليس بعد عبدالسلام إلا سريع
فهد الغنامي
محمد عبدالسلام، رئيس وفد صنعاء المفاوض، دعا السعودية بالأمس إلى السلام والالتزام بخارطة الطريق التي وقّع عليها الجميع منذ سنوات..!
عليهم أن يفهموا الرسالة جيدًا؛ فالمعتاد أن يستلم يحيى سريع الميكروفون من عبدالسلام في اليوم التالي.
من يفهم لغة السياسة في اليمن يدرك أن كلام عبدالسلام ليس تصريحًا عابرًا، بل إنذارٌ أخير بلطفٍ دبلوماسي.
فبعد حديث عبدالسلام عن السلام اليوم، قد يتحدث سريع غدًا بلغةٍ مختلفة تمامًا.
اليمنيون لا يمكن أن يتحملوا الحصار والاستهداف والتجويع والموت البطيء.
واليمنيون يمتلكون الشجاعة والجرأة لضغط الزناد حين يصبح هو الملاذ الوحيد، وأنتم تعرفون ذلك جيدًا
نصيحة للحكام في المملكة: اجنحوا للسلم، وارفعوا أيديكم عن اليمن وأهله، وتعاملوا بحسن الجوار وفقًا لمصالح الشعبين، لا وفقًا لمصالح واشنطن وتل أبيب.
فالحرب لا فائدة منها، وسيتضرر منها الجميع، وفي النهاية ستعودون مُرغمين إلى طاولة التفاوض والسلام، فافعلوا ذلك الآن.
ونكرر: ارفعوا أيديكم عن اليمن وأهله، واجنحوا للسلم قبل أن تشتعل نار الحرب في مدنكم من جديد.. فلا يمكنكم الاستمرار في التحكم في ادارة حالة الحرب مع خفض التصعيد ضدكم إلى ما لا نهاية.
فالحرب لا تُبقي ولا تذر، والخاسر فيها أنتم، أما اليمن فليس لديه ما يخسره أصلاً.
عودوا اليوم إلى طاولة السلام بمحض إرادتكم، قبل أن تعودوا إليها غداً مُكرَهين.
التاريخ لا يرحم، والفرصة ما تزال بيدكم.
 
			