صنعاء تحيي الذكرى الأولى لاستشهاد السيد حسن نصر الله وصفي الدين بفعالية خطابية
شهدت العاصمة صنعاء فعالية خطابية في الذكرى السنوية الأولى لرحيل الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله ورفيقه السيد هاشم صفي الدين، اللذين شكّلا رمزًا للمقاومة والصمود في وجه المشروع الصهيوني.
وفي كلمة ألقاها القائم بأعمال رئيس الوزراء، العلامة محمد مفتاح، عبّر عن تعازيه للسيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي، ولقيادات حزب الله وأحرار الأمة كافة، مشيدًا بما قدّمه الشهيد نصر الله من تضحيات عظيمة ومسيرة نضالية امتدت لأربعة عقود.
وقال مفتاح إن مسيرة الشهيد نصر الله ارتبطت بتاريخ المقاومة اللبنانية منذ انطلاقتها في ثمانينيات القرن الماضي، حين وقف اللبنانيون بوجه الاحتلال الصهيوني لبيروت عام 1982م، في واحدة من أحلك مراحل الأمة، مؤكداً أن القائد الراحل كان حاضرًا في كل معركة خاضتها المقاومة ضد المحتل، حتى تحقّق التحرير وانكفأ العدو مهزومًا عن الأراضي اللبنانية.
وأضاف أن شهيد الأمة والإنسانية نصر الله كان أبرز شخصية عربية وإسلامية في العصر الحديث، لافتًا إلى أن مخططات تصفيته كلفت أعداءه ما يقارب 10 تريليون دولار، بينها أموال قدمتها بعض دول الخليج في خدمة المشروع الصهيوني.
وأوضح العلامة مفتاح، أن حزب الله ترك للبشرية إرثًا من الوفاء والقيم والمواقف البطولية التي لا نظير لها.
وأشار إلى أن نصر الله تولّى قيادة الحزب بعد استشهاد السيد عباس الموسوي عام 1992م، ليواصل مسيرة الجهاد، ويقود المواجهة ضد الكيان الصهيوني، محققًا إنجازات تاريخية أبرزها اندحار الاحتلال عام 2000م، وانتصار المقاومة في حرب تموز 2006م.
ونوّه إلى أن الشهيد نصر الله تمكّن بحكمته من مواجهة الحصار والحروب السياسية والعسكرية، وكان شوكة في حلق المشروع الأمريكي الصهيوني، مؤكدًا أن حجم الأموال التي أُنفقت لمحاربة المقاومة يعكس حجم تأثيرها وقوة مشروعها المقاوم.
وفي سياق حديثه، ربط مفتاح بين معركة المقاومة اللبنانية ومعركة الشعب اليمني ضد العدوان الصهيوني، مؤكدًا أن ما يجري اليوم هو امتدادٌ لمعركة الحق في وجه الباطل، وأن اليمنيين يقفون بثبات إلى جانب فلسطين ولبنان وكل قوى المقاومة.
وتطرق إلى جرائم الاحتلال الأخيرة في صنعاء، والتي استهدفت أحياء سكنية ومنشآت مدنية، معتبرًا ذلك دليلًا على إفلاس العدو واعتماده على أدوات محلية فاشلة.
ولفت إلى أن استهداف الكيان الصهيوني، إصلاحيات جهاز الأمن والمخابرات، يأتي بهدف إخراج عملائه من السجون، لكنه فشل وخابت آماله، مشددًا على أن أعداء ثورة الـ21 من سبتمبر يقفون اليوم في خدمة الصهيونية.
وأكد أن كل محاولات تهريب العملاء أو كسر الإرادة اليمنية قد باءت بالفشل أمام صمود أحرار اليمن.
من جهته، استعرض عضو اللجنة العامة للمؤتمر الشعبي العام، حسين حازب، سيرة الشهيد نصر الله، مشيرًا إلى أنه تميّز بالصدق والشجاعة والإخلاص، وكان أحد أعلام الهدى الذين أعادوا الثقة للأمة وأحيوا روح المقاومة في وجه الاستكبار.
وقال إن نصر الله لم يكن زعيمًا لحزبٍ فحسب، بل رمزًا إنسانيًا تجاوز حدود الطائفة والمذهب، وترك إرثًا أخلاقيًا وجهاديًا خالدًا.
وأضاف: “سنفي شهيد الإسلام والإنسانية حقه بالسير على دربه والحفاظ على هذا النهج الجهادي الذي يمثل شرف الأمة وكرامتها.”
وأكدأن حزب الله بقيادة نصر الله استطاع تحرير الأراضي اللبنانية بالقوة العسكرية، وهو ما عجزت عنه جيوش عربية كاملة.
وفي كلمة لعضو الهيئة العليا لرابطة علماء اليمن، العلامة فؤاد ناجي، أكّد أن الشهيد نصر الله كان قائدًا بحجم أمة، وقف إلى جانب المستضعفين في مختلف الساحات، ونصر القضايا العادلة في فلسطين ولبنان واليمن، حتى ارتقى في أنبل وأطهر المواقف في زمنٍ تتكالب فيه قوى الشر على الأمة.
وأوضح ناجي أن دماء الشهيد نصر الله ورفيقه ستكون منارة للمجاهدين، وستُحدث تحوّلًا في مسار الصراع مع الكيان الصهيوني، مشددًا على أن خلفاءه في المقاومة سيواصلون الطريق حتى يتحقق النصر الموعود.
وقال: “نحيي اليوم ذكرى من رفع راية الجهاد في زمن التخاذل والخنوع، ومن وقف إلى جانب اليمن يوم تخلى الكثيرون”.
وأضاف العلامة ناجي أن السيد نصر الله سيظل حاضرًا في ذاكرة الشعب اليمني، ليس فقط كقائد مقاوم، بل كرمز أخلاقي وإنساني.
وختم كلمته بالتأكيد على وحدة الصف المقاوم في لبنان واليمن وفلسطين، داعيًا إلى تعزيز التنسيق والموقف المشترك في مواجهة الهيمنة الصهيونية والأمريكية، ومؤكدًا أن دماء القادة ستظل أمانة في أعناق الأحرار حتى تتحقّق أهدافهم.
تخلل الفعالية فقرات إنشادية قدّمتها فرق فنية يمنية، عبّرت عن الاعتزاز بمسيرة الشهيد نصر الله، وعن المكانة التي يحتلّها في وجدان شعوب المنطقة، بحضور رسمي وشعبي واسع من العلماء والقيادات والشخصيات الوطنية.
وقدشهدت الفعالية حضورًا رسميًا وشعبيًا واسعًا، حيث عبّر المشاركون عن وفائهم لقائد المقاومة الذي شكل رمزًا للصمود والجهاد، مؤكدين أن استشهاده لم يضعف روح المقاومة بل زادها إصرارًا.