قمم العار.. والقمَّة الحقيقية!

عبد الكريم الوشلي

القمةُ الحقيقية -التي تُفِقدُ العدوُّ صوابَه وتُرعِدُ فرائصَه- تنعقد يوميًّا على رؤوسِ بالستيات اليمن والفرط صوتيات والمجنَّحات والمسيَّرات، وأسبوعيًّا بملايين اليمنيين، وستُفضِي -بعون الله وتسديده- إلى قطع دابر الاحتلال.

إنها قممُ الخواء والنفاق والخِذلان والخيانة والتواطؤ والانبطاح المريع والميوعة السياسية، في متواليتها السَّمِجَة الممجوجة المخزية على مدى العقود الطويلة الماضية وحتى اليوم، حتى (قمة الدوحة)!

باستثناء النبرة المرتفعة قليلًا لِزومَ تهدئة خواطر الشعوب المجروحة والمستاءة واليائسة والمحبطة في معظمها.. لم تخرج مقرّراتُ قمة الدوحة (الطارئة والاستثنائية!) عن الإطار المألوف والمعهود في ما سبقها من قمم عربية وإسلامية لا تسمن ولا تغني من جوع.

إدانات وتحذيرات قولية ووعودٌ مُسوَّفٌ بها ومُرحَّلةٌ إلى المجهول والآجال التي لا حلول لها منذ عشرات السنين، ورميٌ للمسؤولية التي هي مسؤوليةُ هذه الزعامات والقيادات والأنظمة المهترئة والمعثوثة -في معظمها- قبل أي أحد في هذا العالم، إلى مَكَبِّ المسؤوليات المتخلَّى عنها وهو (المجتمعُ الدولي)! بالدعوة والتوسُّل الممجوج المتكرِّر لهذا المجتمع الموهوم السرابي للقيام بوقف عدوان “إسرائيل” وإبادتها وعربدتها وشرورها ونيرانها التي طالت الجميعَ وتمدَّدت وتصعدت إلى ما نراه ويراه العالم كلُّه اليوم، دون أن يقوم ذلك المجتمع الدولي بأي شيءٍ في مواجهتها، بل العكس هو الذي يحدُثُ طيلة ما مضى وإلى هذا اليوم..!

أيَّةُ قمة هذه التي يخرج بيانها الختامي ليخاطِبَ بـ (عِتاب العشاق!) والشجب والتنديد البارد الخَجُول عدوًّا منذ ثمانين عامًا يخاطب شعوبَها بلُغة الأنياب والنار والدماء والقتل بالجملة والإبادات، بل يخاطب أنظمتها المستلقية في جيبه بالصفعات والاستباحة المطلقة والركلات على القفا؟!

أيَّةُ قمة عربية وإسلامية هذه التي رَغم وصول العدوّ إلى ما وصل إليه من همجية ودموية ووحشية واستهتار واستخفاف حتى بخدامه ومواكبيه، لم تصل إلى الحدّ الأدنى من الأدنى من التوقُّعات والمطلوب منها وهو المقاطعةُ السياسية والدبلوماسية والاقتصادية للعدوِّ الأهوج الصفيق، أَو على الأقل تجميدُ العلاقات ومسار “التطبيع” معه، وعزلُ هذا العدوّ الذي لم توفِر صفعاتُ غدرِه وسُعارِه واستكلابه حتى وجوهَ الدائبين ليلًا ونهارًا في خدمته بمسمى “الوساطات” وبغيرها من أشكال وصور الخدمة ليس المجانيةَ بل مدفوعةِ الثمن له ولجرائمه المتواصلة المتمادية؟!

إن كان من قمة يُعوَّلُ عليها فهي القمة التي يتموضع عليها يمن الحكمة والإيمان والجهاد، وشرفاء أمتنا المقاوِمون الثابتون في وجه العدوّ الدموي المجرم المستكبر.

هذه هي القمةُ الحقيقية التي تُجدِي في مواجهة أعدائنا وجرائمهم وفظائعهم بحق شعوبنا، القمة التي تُقام وتنعقد يوميًّا على رؤوسِ البالستيات والفرط صوتيات والمجنَّحات والمسيَّرات الداكَّة عمقَ العدوّ الصهيوني اللَّدودِ القاتل جوًّا وبحرًا وبرًّا، وهي كذلك التي يقيمها أحرارُ شعب اليمن كُـلَّ جمعة بالملايين في سبعين العاصمة صنعاءَ وبقية الساحات والميادين.

هذه هي القمةُ التي يقيمُ لها العدوُّ ألفَ حساب وتُفِقدُه صوابَه وتُرعِدُ فرائصَه، وستُفضِي حتمًا إلى قطع دابره ودابرِ عدوانه وإجرامِه.

قد يعجبك ايضا