كاتب عراقي : اليمن العنيد

وحدهُ اليمن لا زال يرفع عاليا برؤوس المسلمين والعرب، فبعد ان خَمدت النيران التي كانت موجهة نحو إسرائيل لا زالت صواريخ اليمن تدك قلاع بني صهيون وتحرق كبرياء إسرائيل وتوقف عجلة الحياة في عاصمتهم تل ابيب ولو لساعات محدودة ،فقد احدث الصاروخ ( فلسطين 2) دمارا في احدى مرافق مطار بن غوريون نتج عنه حفرة بعمق 25 مترا في ارض المطار، وحفرة بعمق تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي اعادت الإسرائيليين الى مخادعهم مرعوبين.

فقد صمد اليمن امام القنابل والصواريخ الامريكية حتى عجزت ان تنال من إرادة الشعب اليمني في مواجهة إسرائيل، اذ خرج الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قبل يوم ليقول للعالم بانه سيوقف الحرب ضد اليمن، وبعده مباشرة خرج محمد عبد السلام كبير المفاوضين اليمنيين ليقول للإسرائيليين:( بان الاتفاق لا يشمل إسرائيل باي شكل من الاشكال). وهذا ما يؤكد الالتزام المبدئي لانصار الله في دعمهم ومؤازرتهم للشعب الفلسطيني الذي لا زال عُرضة للإبادة الجماعية من قبل إسرائيل التي عادت الى قتل الأطفال والنساء بالجملة كما كانت قبل الهدنة الماكرة التي لم تكن سوى عملية لكشف عناصر المقاومة.

 و كما كانت لا زالت حركة انصار الله الى جانب القضية الفلسطينية بعد ان استفردت إسرائيل باهل غزة في صمت عالمي لم يشهد له التاريخ المعاصر مثيلا ،فحتى الكلمات والتصريحات المؤيدة للقضية الفلسطينية توقفت وتُرك الشعب الفلسطيني في غزة لوحده لتفعل به أدوات الفتك الإسرائيلي ما تشاء من قتلٍ للأطفال والنساء وحرقٍ للمستشفيات والبيوت ، فأعاد الموقف اليمني الروح الى عضد المقاومة الفلسطينية فقامت بعملية نوعية في محاصرة العدو في مواقعه المحصنة داخل البيوت المهدمة.

 وأخيرا اكتشفت الإدارة الامريكية ان اليمن عصيٌ امام الضغوطات العسكرية وامام اية محاولة للغز واسقاط السلطات في صنعاء وصعدة, فقد حبى الله اليمن بشعبٍ مقاتل من الطراز الأول لا ينكسر و لا ينكس راسه لمن يريد اذلاله، وهذا تاريخه شاهد على ذلك. وأيضا حباه الله بتضاريس لا تستطيع اية قوة عسكرية من قهره والسيطرة عليه.

قد خططوا للقضاء على حركة انصار الله واحتلال صنعاء وصعده واسقاط سلطات الحوثيين فيها خلال مدة وجيزة وذلك بتكرار السيناريو السوري في اليمن. فمن الجو كانت الطائرات الامريكية تُغير على المواقع العسكرية والمنشآت الحيوية بقصد تضعيف السلطة ،وعلى وتيرة واحدة خلال ساعات اليوم كانت الهجمات الامريكية تواصل ضرب تلك الاهداف المهمة، واما على الارض فكانت القوات البرية تتاهب للتوجه نحو الحُديدة وصنعاء وصعدة لاسقط السلطة، لكن اصرار انصار الله على خوض المعركة ضد اسرائيل افشل كل تلك المحاولات وجعل من ابناء اليمن معاندين واقفين على اقدامهم مقاومين حتى النفس الاخير آخذين بوصية امامهم علي بن ابي طالب عليه السلام.

يا حار حمدان من يمت يرني من مؤمنٍ او منافقٍ قَبلا غير عابئين بالموت شهداء على المنافقين الذين يضعون ايديهم بايد اسرائيل في السر وفي العلن يظهرون تعاطفهم الكاذب مع الشعب الفلسطيني.

 لقد انتصر اليمن في معركته مع إسرائيل ومع كل قوى البغي سواء كان شاهدا او شهيدا.

الدكتور محسن القزويني : كاتب عراقي

قد يعجبك ايضا