لو كان منتصراً لما ذهب إلى قطر
د. فايز أبو شمالة
وقع العدو الإسرائيلي في الخطأ القاتل حين لجأ إلى قصف قيادة حركة حماس في قطر، وصلب الخطأ الإسرائيلي لا يقف عند حدود الفشل في اغتيال قادة حركة حماس، ولا يقف عند حدود الفضيحة الإسرائيلية على مستوى العالم، وقد بان وجه العدو الإرهابي، وانهارت أكذوبة السلام والتطبيع مع دول المنطقة، ولا يتمثل الخطأ القاتل في ما يتسرب من أخبار عن رفض أمريكي للإرهاب الإسرائيلي، والاعتراض الشخصي للرئيس الأمريكي على العدوان الإسرائيلي الذي وصل إلى قطر ـ الذي تتواجد على أراضيه قاعدة العديد الأمريكية الكبرى ـ على شواطئ الخليج العربي.
إن الخطأ القاتل وفق تقديري يتمثل في الاعتراف الإسرائيلي الرسمي والإعلامي بالعجز عن تحقيق أدنى انتصار ميداني على أهل غزة، فلجأ إلى الضغط على المفاوض الفلسطيني في قطر، إن لجوء العدو الإسرائيلي للضغط على المفاوض الفلسطيني في قطر ليؤكد فشل كل أشكال الاعتداءات الإسرائيلية على أهل غزة، وعجز الجيش الإسرائيلي عن تحقيق أدنى انتصار على الأرض، بالتالي توجه العدو الإسرائيلي للضغط على المفاوض الفلسطيني في قطر مباشرة، فكان التهديد بالاغتيال، بمثابة ضغط على المفاوض الفلسطيني في قطر، ولما عجز التهديد عن تحقيق أهدافه، بدأ التنفيذ العملي للتهديد، وتم استهداف قيادة حركة حماس في قطر، وهذا دليل واضح على الفشل الإسرائيلي في ميادين غزة، رغم حرب الإبادة الجماعية.
لقد لجأ العدو الإسرائيلي إلى قطر في المرة الأولى بحثاً عن صفقة وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الجنود الإسرائيليين الأسرى ـ وفق شروطه ـ ولما فشل في ذلك، لجأ إلى قطر مرة أخرى من خلال محاولة اغتيال قيادة حركة حماس، ونسي العدو الإسرائيلي أن حركة حماس ليست مجرد أسماء وشخيصات وقيادات، وتجاهل العدو الإسرائيلي بشكل متعمد أن حركة حماس شعب وقضية ونساء وأطفال ورجال تقاتل في الميدان، ولدى حماس ألف قائد بدلا ًمن كل قائد يتم اغتياله، وستكون قيادة حركة حماس بعد محاولة الاغتيال أكثر عزماً وإصراراً وصموداً وعناداً منها قبل محاولة الاغتيال، وسيصطدم العدو الإسرائيلي بالحائط العنيد، حتى يصل إلى القناعة الراسخة بأن الطريق الوحيد لإطلاق سراح جنوده الأسرى من قطاع غزة هو صفقة تبادل أسرى، مع وقف شامل وتام لإطلاق النار، وما دون ذلك، مزيد من حرب الإبادة ضد شعب يرفض أن يموت، وعجز إسرائيلي عن تحقيق نصر من خلال القتل والقصف وهدم البيوت.
كاتب ومحلل سياسي فلسطيني