الإدانة بالكلام فقط لا تجدي

زين العابدين علي حلاوى
ما جرى مؤخراً من اعتداء سافر على الشعب القطري وأمام مرأى ومسمع العالم قاطبة يعبر عن الغطرسة والعنجهية والصلف الإسرائيلي والأمريكي على الدين الإسلامي والشعوب برمتها وكأن العدو قد أمن العقوبة وأصبح مهيمناً على الأمة ولا يأتي هذا الاعتداء إلا تحت ضوء أخضر من أمريكا أولا وثانيا من ذل الشعوب وخضوعها وتأكده بأنهم يجيدون الإدانة فقط لا يستطيعون الرد بالسلاح لأن سلاح العرب موجه ضد بعضهم البعض باستثناء الشعب اليمني العربي المسلم الحر الذي يأبى الخنوع والذل وهدفه الوحيد مقاومة الظلم أينما وجد. لو كان العدو يمتلك ذرة من أخلاق لما أقدم على قتل الصحفيين والإعلاميين وهم يعتبرون من المدنيين فهذا إن دل على شيء فإنما يدل على ضعفه وانهزامه النفسي والمعنوي.

ولذلك فمن يعتقد أن العدو الصهيوني يصادق ويسالم أي أحد كمثل الذي يعتقد أن الثعلب حامي الدجاج وحارسها، فهذا العدو لا يعرف إنسانية ولا يتقيد بقانون فأينما وجد فريسة انقض عليها دون مراعة لأي حدود ودون قيد أو شرط لا يأبه بلغة السلام أو لغة القانون والمبادئ، فمتى تصحى العقول العربية وتعود لكتاب الله فمن حكّم كتاب الله لا يُظلم ولا يُهان.

وأما من يرفع الشكاوى إلى ما يسمى مجلس الأمن فقد وجد هذا المجلس لتأمين اللوبي الصهيوني وخدمته لم يوجد لتثبيت الأمن وترسيخ العدالة كما يعتقد بعض السذج والمغفلين هذا العدو لا يردعه إلا الجهاد واستخدام القوة ضده، فالحيوان المتوحش لا يفهم عن شيء اسمه سلم أو صديق فمتى جاع أكل من هو أصغر منه وأضعف قوة.

فهكذا هم أعداء الله لا تجدي معهم لغة التفاهم والحوار، بل لغة القوة والردع هي الأنسب فقد قال الله سبحانه وتعالى في سورة الأنفال ( وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللهِ وَعَدُوَّكُمْ ) فهذا هو العلاج الفعال وليس الإدانة وكثر الكلام.

قد يعجبك ايضا