إعلان ترامب يعزّز التهدئة البحرية: صنعاء مستمرة في إسناد غزة

تمسّكت صنعاء بجبهة إسناد قطاع غزة على رغم وقف النار بين إيران وإسرائيل، معلنة استمرار الهجمات على إسرائيل حتى كسر الحصار عن غزة وإنهاء العدوان.

أكّدت صنعاء أنّ وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل، لن يوقف عملياتها العسكرية ضد الأخيرة لمساندة قطاع غزة، حتى وقف العدوان عليه ورفع الحصار عنه. وحيّت طهران حكومة وشعباً وجيشاً، على تضحياتها الجسيمة أثناء المواجهة الكبيرة التي خاضها «الحرس الثوري الإيراني» مع الكيان الصهيوني وداعميه.
وقال أكثر من مصدر في صنعاء، لـ«الأخبار»، إنّ «الهجمات اليمنية في عمق العدوّ الإسرائيلي ستأخذ في التصاعد في المدّة القادمة، ردّاً على تصعيد جرائم الاحتلال الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني في غزة واستمرار الحصار عليه». وأكّد عضو المكتب السياسي لحركة «أنصار الله»، حزام الأسد، بدوره، أنّ «الخطر سيظل يطاول مطار بن غوريون في تل أبيب وميناء حيفا». ولفت، في منشور على منصة «إكس»، إلى أنّ «تلك الموانئ التي أعلنتها صنعاء أهدافاً عسكرية لا تزال في قائمة بنك الأهداف».
وفي المقابل، يرى مراقبون أنّ اتفاق وقف إطلاق النار المعلن من قبل الولايات المتحدة، أمس، قد يعزّز صمود اتفاق التهدئة البحرية بين صنعاء وواشنطن في البحر الأحمر، ما لم تتّخذ الأخيرة أي اجراءات تتعارض مع مضمونه. كما اعتبرت أوساط سياسية في صنعاء إعلان ترامب وقف النار بين إيران وإسرائيل، محاولة لإنقاذ الكيان من الغرق في حرب استنزاف طويلة المدى لم يكن مستعدّاً لها، خصوصاً بعدما تعاظمت آثار الضربات الإيرانية. وشبّه آخرون إعلان ترمب الأخير، بإعلانه وقف إطلاق النار مع اليمن، مطلع أيار الماضي، مشيرين إلى أنّ التصعيد الإيراني كشف قصور القدرات الدفاعية لإسرائيل عن صدّ الهجمات كافة، وضاعف مخاطر انهيار مخزون الدفاع لديها.
وأشاد رئيس وفد صنعاء المفاوض، محمد عبد السلام، «بصمود وتضحيات الجيش الإيراني أثناء مواجهة الاحتلال الإسرائيلي». وقال، في منشور على منصة «إكس»، إنّ «الضربات الصاروخية اليومية والمدمّرة على الكيان صفحة عزّ في سجلّ إيران، بأنها أُولى الدول الإسلامية التي واجهت، بترسانتها الذاتية، عدوّاً مدجّجاً بأحدث الأسلحة الغربية». وأشار إلى أنّ «المعركة لم تكن مع إسرائيل بما تمثّل كقاعدة أميركية متقدّمة فحسب، بل كانت مع أميركا ودول غربية أخرى اصطفّت إلى جانب المعتدين». وأكّد أنّ «احتفاظ إيران بحقوقها النووية السلمية ومواقفها المبدئية تؤكّد فشل العدوّ في تحقيق أهدافه المعلنة، وأنّ جرائمه المرتكبة بحق الكوادر العلمية والعسكرية وقصف المنشآت المختلفة لن يحقّق له أهدافه في منع إيران من حقوقها المشروعة». واعتبر أنّ «التصدي الإيراني للعدوان الإسرائيلي وعدم الإذعان لشروطه، أعطى رسالة بالغة بأنّ استباحة المنطقة لن تكون من دون ثمن، وأنّ إسرائيل عاجزة عن خوض أي معركة من دون دعم أميركي».
وفي الاتّجاه نفسه، رأى عضو المكتب السياسي لحركة «أنصار الله»، محمد البخيتي، في منشور له على «إكس»، أنّ «مطالبة أميركا والكيان الصهيوني بوقف إطلاق النار مع إيران، تبرهن أنّ القوة العسكرية هي اللغة الوحيدة التي يفهمونها».

رشيد الحداد الأربعاء 25 حزيران 2025

قد يعجبك ايضا