إلى أين تتجه الحرب؟ قراءة للمشهد..
مازن هبة
كما يبدو أن أمريكا وبريطانيا بالإضافة إلى ألمانيا وربما الناتو سيدخلون في الحرب ضد إيران.
لماذا؟
لأن الكيان يترنح ليس عسكريًا وإنما شعبيًا فقد أصبح عاجزًا عن إقناع مستوطنيه بالبقاء وكما هو معروف فإن الهجرة العكسية أحد أكبر المخاطر الوجودية التي تهدد هذا الكيان الذي يعد قاعدة عسكرية متقدمة للغرب ومن غير المنطقي أن يتركه الغرب يواجه خطر الزوال دون أن يحاولوا إنقاذه.!
مستوى التدخل الأمريكي:
الأرجح أن أمريكا ستدخل في الحرب باستخدام القاذفات الاستراتيجية المتواجدة في قاعدة دييغو غارسيا في المحيط الهندي التي عززتها مؤخرًا بالعديد من القاذفات طراز B-2 و B-52 والمقاتلات من طراز F-15E، ولن تستخدم قواعدها في الخليج خشية تدميرها، ولتجنيب الأضرار التي ستلحق بصادرات النفط والغاز الأمر الذي ستكون له تبعات كارثية على دول أوروبا وحلفاء أمريكا في شرق آسيا.
ومن المحتمل أيضا أن تستخدم أمريكا قاعدتها في قبرص وتعززها بأسطول يشمل حاملة طائرات في البحر الأبيض المتوسط وتستفيد من أجواء السعودية والأردن للتزود بالوقود.
كيف سترد إيران؟
نظرًا للبعد الجغرافي لقاعدتي دييغو غارسيا وقبرص فمن المرجح أن تلجأ إيران لاستهداف مصالح أمريكا في مناطق أخرى. لكن أتوقع أن تتحاشى طهران استهداف القواعد الأمريكية في دول الخليج، بالطبع الأمر لا ينطبق على قواعد أمريكا في العراق التي ستكون تحت مرمى نيران المقاومة العراقية، وربما ستفرض طهران عقوبات على صادرات النفط والسفن الأمريكية والبريطانية وينسحب الأمر على جميع الدول التي ستتدخل.
دور اليمن:
بالتأكيد ستتدخل القوات المسلحة اليمنية والأرجح أنها ستعيد إغلاق باب المندب أمام السفن وصادرات النفط الأمريكية بالإضافة للسفن البريطانية وسفن جميع الدول المشاركة في العدوان على الجمهورية الإسلامية الإيرانية.
كيف سينتهي الأمر؟
أتوقع أن الحرب لن تكون طويلة، ربما لأيام أو بالكثير لأسابيع، فلا الأمريكي قادر على خوض الحروب الطويلة ولا الكيان قادر على تحمل الضربات المدمرة لأشهر.. وفي الأخير لن يحققا أي من أهدافهما لا بتدمير قدرات إيران الصاروخية ولا بإجبارها على التخلي عن برنامجها النووي… وستضطر أمريكا وربيبتها للذهاب إلى تسوية بإيقاف إطلاق النار بين إيران والكيان دون التطرق لجبهة غزة وسيعتبرون ذلك انتصارًا وبالتأكيد ستسوق أبواقهما أن إيران هُزمت وأجبرت على ترك المقاومة في غزة، وإذا ما اتجهت الأمور باتجاه أفضل ربما سيتم إيقاف إطلاق النار في كل الجبهات.
ومهما كانت السيناريوهات فعاقبة الأمور بيد الله القائل: { إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ فِی ٱلۡحَیَوٰةِ ٱلدُّنۡیَا وَیَوۡمَ یَقُومُ ٱلۡأَشۡهَـٰدُ } { وَلَیَنصُرَنَّ ٱللَّهُ مَن یَنصُرُهُۥۤۚ إِنَّ ٱللَّهَ لَقَوِیٌّ عَزِیزٌ }