إيران: خضنا مواجهة استخبارية مع الاحتلال الإسرائيلي والناتو.. وأفشلنا مخططًا واسعًا لتفكيك البلاد

الحقيقة

أكدت وزارة الاستخبارات الإيرانية أنها خاضت مواجهة استخبارية ضارية ومعقّدة ضد الاحتلال الإسرائيلي وحلف شمال الأطلسي (الناتو)، قبل وأثناء وبعد حرب الـ12 يوماً التي شهدتها البلاد في يونيو/حزيران الماضي، مشيرة إلى أن الهجوم لم يكن عسكرياً فحسب، بل شمل محاور استخبارية وأمنية وحرباً نفسية متعدّدة الجوانب.

وقالت الوزارة، في بيان رسمي، إن الهدف من هذه الهجمة المركبة كان تفجير الداخل الإيراني، وإسقاط النظام السياسي، وتقويض الوحدة الوطنية، وصولاً إلى تفكيك البلاد، لافتة إلى أن أدوات الهجوم تضمنت عمليات اغتيال وتخريب وحملات تشويه منظمة، إلى جانب محاولات التجنيد والاختراق داخل المؤسسات الإيرانية.

ووفق البيان، فقد كُلِّفت جماعات تكفيرية وإرهابية من قبل الولايات المتحدة والاحتلال الإسرائيلي بتنفيذ عمليات تخريب داخلية في عدد من المحافظات الإيرانية، فيما عملت أجهزة استخبارات الاحتلال على تنفيذ اغتيالات واستهدافات دقيقة بحق شخصيات ومسؤولين بارزين.

وأكدت الاستخبارات الإيرانية أنها تمكنت من تفكيك خلايا تجسس تابعة للموساد في طهران وأصفهان وكرمان ومدن أخرى، كما ألقت القبض على 20 عنصراً من المرتبطين مباشرة بجهاز استخبارات الاحتلال.

وفي المقابل، نفّذت الأجهزة الإيرانية عمليات نوعية في قلب الأراضي المحتلة، نجحت خلالها في اختراق البنية الأمنية الصهيونية، وتجنيد عناصر من داخل أجهزة الاحتلال، والحصول على معلومات موثقة زُوِّدت بها القوات المسلحة الإيرانية، تضمنت إحداثيات دقيقة لعشرات الأهداف الحساسة.

وأوضح البيان أن الاستخبارات الإيرانية أحبطت 23 محاولة اغتيال خلال الحرب، إلى جانب 13 محاولة أخرى تم التحضير لها قبل اندلاعها. كما كشفت الوزارة مخططًا واسعًا للاحتلال الإسرائيلي لتشكيل “حكومة بديلة” بقيادة رضا بهلوي، بدعم من الولايات المتحدة، ضمن سيناريو لإشعال الفوضى الداخلية.

وأضاف البيان أن أجهزة الاحتلال حاولت استقطاب شخصيات إعلامية ورياضية بارزة عبر مؤتمرات في تركيا والولايات المتحدة، لاستخدامها ضمن حملة تضليلية ضد الداخل الإيراني، لكن الأجهزة الأمنية الإيرانية تمكنت من كشف ذلك وإفشاله.

كما تم ضبط قنوات ومواقع مرتبطة مباشرة بشبكات تجسس، وتفكيك بنيتها الإعلامية، إلى جانب ضبط تواصل سري بين عناصر الموساد ومواطنين إيرانيين.

وفي السياق ذاته، كشف مستشار وزير الخارجية الإيراني، محمد حسين رنجبران، عن إحباط مؤامرة كبيرة خطّط لها الاحتلال الإسرائيلي لاغتيال وزير الخارجية عباس عراقتشي في العاصمة طهران، وهو ما يعكس حجم التصعيد الاستخباري الذي كانت تتعرض له البلاد منذ اندلاع المواجهة.

ومنذ اليوم الأول للحرب الإسرائيلية ضد إيران في حزيران/يونيو الماضي، أعلنت طهران في أوقات متباعدة عن تفكيك خلايا تجسس ودعاية تابعة لـ”الموساد” في طهران وأصفهان وكرمان ومدن إيرانية أخرى.