إيران: لا تفاوض على التخصيب والغرب لم يعد قادرًا على فرض شروطه
أكد النائب الأول للرئيس الإيراني، محمد رضا عارف، أن إيران لن تسمح مستقبلاً بأي مفاوضات حول موضوع تخصيب اليورانيوم داخل أراضيها، مشيرًا إلى أن البلاد دخلت مرحلة جديدة باتت فيها المعادلات الدولية والإقليمية مختلفة تمامًا، ولم تعد الدول الغربية قادرة على فرض شروطها السابقة.
وفي تصريحات له خلال زيارة تفقدية مفاجئة إلى مراكز الطوارئ والجهات الخدمية التي شاركت في إدارة الأزمة خلال العدوان الصهيوني الأخير، قال محمد رضا عارف إن “الدول الغربية باتت تدرك جيدًا أن العقوبات الجائرة التي فرضوها لم تعد فعالة، ولا يمكنهم بعد الآن التحدث عن التخصيب الصفري”، مضيفًا: “لن نسمح بأن يكون التخصيب موضوع مساومة بعد اليوم”.
وأضاف عارف أن ما شهدته البلاد خلال العدوان الأخير أثبت مرة أخرى عظمة وصمود الشعب الإيراني، مؤكدًا أن العدو سعى إلى تفجير الوضع الاجتماعي من الداخل، إلا أن تلاحم فئات المجتمع الإيراني أفشل هذا المخطط، مشيدًا بدور المواطنين، ولا سيما سائقي الشاحنات، الذين بادروا إلى نقل السلع الأساسية مجانًا في أصعب اللحظات.
وشدد على أن “التحرك الجماهيري والوحدة الوطنية في مواجهة العدوان شكّلا صفحة مشرقة جديدة في تاريخ الشعب الإيراني”، مؤكدًا أن العدو لم يكن يتوقع هذا الرد الشعبي، وأن هذه التجربة أظهرت قوة الردع الإيرانية سواء على المستوى الصاروخي أو في مواجهة الحصار.
وأشار عارف إلى أن إيران أظهرت خلال الحرب الأخيرة مع الكيان الصهيوني أن لديها قدرات استراتيجية متقدمة لم تكن متوقعة حتى من قِبل أعدائها، لافتًا إلى أن “الغرب اضطر للوساطة لفرض وقف إطلاق النار بعد الرد الإيراني على القواعد الأميركية في المنطقة”.
وحذر عارف من أن العدو لن يلتزم الصمت بعد هذه الهزيمة، داعيًا إلى البقاء في حالة جاهزية دائمة، وأضاف: “التجربة أثبتت أن الاعتماد على وعود الغرب لا يجلب الأمن، لذا علينا أن نُبقي على استعدادنا الكامل، لا سيما في ظل اختلاف الظروف الحالية عن فترات سابقة”.
وختم بالتشديد على أن استشهاد العلماء والقادة لن يُضعف إيران، بل يزيدها إصرارًا، قائلاً: “كل شهيد يخلفه جيل من الشباب المؤمن والواعي، وقد أثبتت مؤسسات الدولة، لا سيما في القطاع الأمني والدفاعي، أنها قادرة على سد أي فراغ وتنفيذ عمليات ناجحة خلال ساعات من التغيير القيادي، وهذا دليل على نضج التجربة الإيرانية وصلابتها”.
وأكد عارف في ختام جولته أن الدولة ستواصل دعم المؤسسات الخدمية وتعزيز قدراتها، مشيرًا إلى تشكيل لجنة خاصة لإعادة الإعمار بالتعاون مع منظمات المجتمع المدني، ومشدّدًا على أن الرهان الحقيقي هو على الشعب الذي لطالما كان السند الحقيقي للدولة في مواجهة الأزمات.