احمد الرازحي يكتب عن تفاصيل تجربتهِ مع اللجنة الثورية العليا ” ذاكرة وطنية” “الحلقة الثانية “

احمد الرازحي يكتب عن تفاصيل تجربتهِ مع اللجنة الثورية العليا ” ذاكرة وطنية” “الحلقة الثانية “

انتهى شهر فبراير واقبل شهر مارس في العام 2015 م ، الشهر الذي شهد فيه اليمنيين أحداثاً كبيرة ، ففي بداية شهر مارس 2015 م مارست اللجان المكلفة من أعضاء الثورية العليا أعمالها بخصوص ( المجلس الوطني ، والمجلس الرئاسي ، والحكومة) وكان لكل لجنة رئيس يجتمعون عصر كل يوم للمناقشة ووضع المعايير نظراً لانشغالهم في الفترة الصباحية حيث يحضرون الاجتماع اليومي مع كل اعضاء الثورية العليا لمناقشة المستجدات وما في جدول أعمالهم من قضايا ..
وكان الأخ / محمد مفتاح يرأس لجنة وكذلك الأخ/ صادق ابو شوارب والأخ / خالد المداني وكانوا يقدمون تقارير نتائج اجتماعاتهم لعرضها ومناقشتها في اجتماعات الثورية العليا .
كنت مكلفاً بأن أوافي اللجنة الثورية العليا بالمستجدات اليومية لحوار موفمبيك في بداية كل اجتماع ، وذلك من خلال التواصل مع عضو المجلس السياسي لأنصار الله الأخ حمزة الحوثي ، وكان يوافيني بالمستجدات في وقت متأخر من الليل حيث كانت جلساتهم بموفمبيك لا تنتهي الا بعد منتصف الليل في أغلب الأيام . وبالرغم من تعب الانتظار إلا أنني كنت أنتظر الى وقت متأخر من الليل وكان يعجبني كثيراً الاستماع للسرد الذي يوافيني به حمزة .
مع الأيام بدت مقاعد طاولة اجتماعات الثورية العليا وحيدة لغياب بعض الأعضاء عنها ، وغالباً كان هذا الغياب لبعض الأعضاء يثير تساؤل طاقم السكرتارية والأعضاء على حد سواء وأحيانا يتسأل الاعلاميين وآخرين عن هذا الغياب ، وكنا تلقى علينا أسئلة كثيرة أين سفر الصوفي ؟ أين عبده بشر ؟ أين ابتسام الحمدي ؟ أين يوسف الفيشي ؟
بدأنا نبحث عن إجابات لكل هذه الأسئلة التي تنهال علينا كقدر يلاحقنا في العمل وخارج العمل ، يرفض الاستسلام قبل سماع الجواب ، حتى ولو كان جواباً غير مقنعاً . وكنا نجيب على البعض هكذا بأن غياب عضو الثورية العليا الاخ سفر الصوفي بسبب انشغاله بأعماله الاساسية التي تفوق الكثير من الأعمال ، وكان ذلك الغياب بعذر ومُعد وبناء على لقاء فبراير التاريخي . والبعض تغيب عن الحضور بصمت يغري بالصمت كالشيخ عبده بشر الذي تم التواصل معه ، فكان لديه مبرراته ، وأيضاً أفكار لم تنفذ في الثورية العليا والتي طالما طرحها على طاولة الاجتماعات . وأما عضو الثورية العليا الأخت ابتسام الحمدي فقد قدمت ورقة كتبت فيها بعض الكلمات المختصرة عن أسباب غيابها بعض الاجتماعات ، لكن الجميع كانوا على اتصال دائم ولم يبخلوا بأي نصيحة أو فكرة يسندوا بها العمل . وأما الأخ يوسف الفيشي فكان يتغيب عن الحضور لانشغاله الشديد وكان لا يحضر الا في أوقات لا يكون فيها مشغولاً بالمهام الموكلة إليه ، فقد كان مكلفاً من اللجنة الثورية العليا بمتابعة الجانب الأمني والعسكري وحينما كانت اللقاءات قليلة في هذا الجانب إلا أنه كان ينشغل كثيراً بالجانب السياسي وكان له لقاءات سياسية مع بعض قادة الأحزاب وكنت أشاهدهم معه عندما ألقاه لأسلم له محضر الاجتماع الخاص باللجنة الثورية العليا أو أي بريد يصلنا يتطلب توزيعه على الأعضاء ، وكنت أعتقد بأن أسباب غيابه عن بعض الجلسات والاجتماعات هو انشغاله بالجانب الأمني والعسكري وكذلك السياسي الذي فُرض عليه بحكم تواجده في صنعاء لكن في الحقيقة لم تكن هذه المبررات هي السبب فهو لم ينقطع كالثلاثة الآخرين . وفي مساء يوم السادس من مارس 2015 قررت أن ألتقي به والتقيت به قبل أن ينشغل ببرنامجه وسألته عن السبب الحقيقي للغياب فتحدث كثيراً بما يقوم به من أعمال بدون تحديد أي سبب وفهمت من حديثه – إن صح تقديري وفهمي – بأن وضع اللجنة الثورية العليا وتركيبتها لم تروق له .
وفي صباح السابع من مارس 2015 حضر يوسف الفيشي الاجتماع وكان ضمن أجندة الاجتماع مناقشة وضع اللجنة الثورية العليا وطريقة أدائها ، وتم مناقشة الموضوع من الأعضاء الحاضرين لكن يوسف الفيشي قال لا بد من رئيس للجنة الثورية العليا وقدم مرشحه لرئاسة اللجنة الأخ / محمد علي الحوثي فوافق الأغلبية . وفي يوم 7مارس تم تنصيب محمد علي الحوثي “رئيساً” ولم يكن يدري ما يخبئ له قدر مارس من أحداث جسام وتحديات كبيرة ومهولة ومؤلمة ، كان اختبار القبول له صعباً وكبيراً في معترك هذه الحياة الممتلئة بالمتناقضات والتحديات والصعوبات ، ففي مارس حدثت فاجعة اغتيال الشهيد عبدالكريم الخيواني وجريمة تفجير مسجدي بدر والحشوش الذي راح ضحيتهما الكثير من الشهداء والجرحى ، وكذلك الحدث الأكبر وهو العدوان الأمريكي السعودي على اليمن في ليلة 26 مارس 2015 م ، وسنتناول في هذا السياق أحداث مارس الثلاثة كل حدث منها على حده ، وكيف تعاطى معها الرئيس الثوري وأعضاء الثورية العليا خلال الأيام القادمة …
قد يعجبك ايضا