اذكُروا ما قبل الثورة.. ثم اشكُروا

 

ملاطف الموجاني

تحَرّك شعبنا لينقذ جيشه ونفسه بهذه الثورة من انهيار وشيك وفوضى عارمة، فكتب الله له النصر، وأوصله إلى ما وصل إليه من القوة العسكرية الصاروخية المسيَّراتية المحلية.

الكثير من أبناء شعبنا العظيم مصابٌ بالذهول أمام إصرار الدولة اللبنانية وسلطة عباس في الضفة على سحب سلاح المقاومة.

ومن حقهم أن ينذهلوا؛ لأن هذا يعد خيانةً وعمَالةً صريحة.

ولكن قبل هذا أقول لهم: هل تعلمون أن هذه الخيانة بنزعِ السلاح كان قد ابتدأها الخونةُ عندنا في اليمن، وبأُسلُـوب أشرّ وأقذر!

كانوا يدعون الأمريكيين للمجيء ليفجّروا الصواريخَ النوعية بأيديهم؛ يعني فجّروهم دمّـروهن هانا، لا تتعبوا أنفسكم نقلًا وتكاليفَ و…، افعلوا كما فعل الخائن عمار عفاش.

كانوا يفجّرون الطائرات الحربية في القواعد الجوية، وما تبقى منها كان يلاحقونها ويتصيَّدونها في الأجواء، خُصُوصًا فوق العاصمة صنعاء.. أَم قد نسيتم؟!!

بل كان الخونة عندنا أكثر إخلاصًا من الخونة في لبنان والضفة، فلم يكتفوا بتدمير القدرات العسكرية ولا بهيكلة الجيش، بل عمدوا بالاغتيالات والتفجيرات إلى تصفية المئات من الكوادر العسكرية والأمنية التي كانت تمتلك مؤهلات وخبرات نوعية، وبصورة شبه يومية، حتى أجبروا من تبقى من الضباط على إخفاء بدلاتهم العسكرية أثناء تحَرُّكهم صوب أعمالهم، واقتصار فترة ارتدائها على داخل المكاتب وبين أسوار الألوية.

وليس ذلك فحسب، بل أوصلوا العناصر التكفيرية التي كانت تحَرّكها السفارة الأمريكية إلى مبنى وزارة الدفاع بكله، ومكّنوها من اقتحامه وقتل من فيه، حتى المرضى والأطباء بمستشفى العُرضي، بتلك الوحشية التي لا تُنسى.

وذلك لما يمثله من رمزية، ليضربوا معنويات الجيش قادةً وأفرادًا في كُـلّ المعسكرات بجميع المحافظات، ويوصلوا لهم الرسالة التي تخلق عندهم حالة يأس من أية قدرة على المواجهة، والتسليم بالعجز التام أمام التكفيريين والأمريكيين المحرِّكين.

فلو عاد به قائد عسكري مقدام في أبين أَو حضرموت أَو أي محافظة -وهم كانوا كثير- يقولوا له: يييه.. قد اقتحموا مبنى وزارة الدفاع المعنية بالدفاع عن اليمن بكله، وزارة الدفاع كاملة بالحرس والفرقة وكل الألوية ما استطاعت تحمي حقها المبنى، وانت عادك عتشعّب!!!

دعمم لك واستلم مستحقاتك، وهَزور لك جنبها ما استطعت، وما دخلك من البقية.

ساير الوضع ما لم عيقرح راسك وما عاد أحد عيسأل عليك.

وبعدها هذا القائد أَو ذاك ما عاد معه إلا أن يسلم ويستسلم للوضع المخيف المفزع، ولو يجي له التكفيري إلى باب معسكره لا يتمم له ويقاسمه الزاد والاعتماد.. المهم يسْلَم رأسه.

هكذا قد كان وضعنا.

ولهذا تحَرّك شعبنا لينقذ جيشه ونفسه بهذه الثورة من انهيار وشيك وفوضى عارمة، فكتب الله له النصر، وأوصله إلى ما وصل إليه من القوة العسكرية الصاروخية المسيَّراتية المحلية، الضاربة إلى أبعد مدى، ونقل وزارة الدفاع من حالة العجز عن حماية مبناها إلى مستوى القدرة -بفضل الله- على الدفاع عن اليمن في مواجهة الأعداء، بل والدفاع عن فلسطين قضية الأُمَّــة، ومواجهة أئمة الكفر في هذا العالم بأسره.

فمن لم يتذكر ما كان حتمًا لن يعرف حجمَ النعيم الذي بات فيه الآن..

ولأهميّة التذكر، قال الله آمرًا عبادَه المؤمنين: (واذكروا…).

ولذلك، فالواجب علينا شكرُ هذه النعمة العظيمة المتمثلة بانتصار هذه الثورة، وترجمة معاني الشكر عمليًّا بالتسليم التامّ للقيادة، والعمل لما يخدم هذا الشعب العظيم ويسند صموده، والتحَرّك الفاعل فيما يحمي ثمار هذه الثورة المباركة ويضاعف ركائزَ القوة التي باتت للأصدقاء والأعداء مذهلة، بدلًا عن أن يغرقَ الواحد في التركيز على السفاسف. ولا مانع من النقد عبر مساراته المضبوطة؛ لأَنَّ التركيز على السفاسف يمثل تيهًا وضياعًا وجحودًا بنعمة الله التي أنعم بها علينا بصورة ملأت سمع وبصر الدنيا بأسرها.

قد يعجبك ايضا