الأعراس الجماعية رسالة للمجتمع للتفاعل مع قضايا الشباب :تيسير تكاليف الزواج كفيل بتحصين الشباب وحمايتهم من الحرب الناعمة والفساد الأخلاقي

أصبح تيسير الزواج من أهم القضايا التي تهم المجتمع في الفترة الحالية بسبب المغالاة في المهور الذي يؤرق الشباب ويمنع تحصينهم ويحول بينهم وبين إكمال نصف دينهم خاصة في ظل الحرب المفتوحة والانفتاح والفساد الأخلاقي الذي يشهده العالم اليوم، ما يتطلب التحرك الفاعل لمواجهتها بكل الوسائل والطرق ومنها إقامة الأعراس الجماعية لعدد كبير من الشباب وتخفيف معاناة الفقراء والمساكين، ومحاربة الظواهر السلبية في الأعراس من التبذير والإسراف وهذا ما تقوم به هيئة الزكاة اليوم من خلال العرس الجماعي الأكبر في تاريخ اليمن لعدد أكثر من عشرة آلاف عريس وعروس في مشهد فرائحي يصب في جانب تحقيق مبدأ التكافل الاجتماعي حيث أن الإسلام رعى واعتنى بمسألة الزواج لارتباطها بحياة الناس، وبناء الأسرة التي تعد نواة لبناء المجتمع..
ناشطون وشخصيات ومستفيدون تحدثوا لـ «الثورة» عن رسالة العرس الجماعي الأكبر للمجتمع وتأثير تيسير الزواج على تحصين الشباب وحمايتهم من الانحراف والفساد الأخلاقي.

في البداية تحدث الأستاذ احمد سعيد مجلي – وكيل الهيئة العامة للزكاة لقطاع التوعية والإرشاد قائلا: «ليست هذه المرة الأولى التي تساهم فيها الدولة ممثلة بالهيئة العامة للزكاة في إقامة الأعراس الجماعية، فقد سبق لها في الفترات الماضية أن وضعت بصمتها في اقامة العديد منها، ليصل عدد من تم استهدافهم في مشروع العفاف أكثر من 26200 شخصًا من أبناء اليمن وبعض أبناء الجاليات، فقبل العرس الجماعي الثالث الذي أقيم الاثنين الماضي كان هناك العرس الجماعي الثاني والذي احتفى فيه 7200 عريس وعروس، نهاية العام الماضي، بإكمال نصف دينهم وكان قبله العرس الجماعي لـ 3000 عريس وعروس وهناك الكثير من الاعراس الجماعية التي اقيمت في عدد من المحافظات اليمنية موثقة في نشرات تفصيلية للهيئة العامة للزكاة».

معاناة الباب
بينما تحدث الناشط الثقافي زيد المؤيد -المشرف الاجتماعي بحي الجراف الشرقي بالقول:
يعلم اليمنيون جميعاً أهميّةَ إقامة مثل هذه الشعائر والمناسبات؛ تخفيفاً على كاهل الشباب والشعب اليمني المحافظ، الذي يُراد من خلال العدوان والحصار إذلالُه لخدمة مشاريع الأعداء ولذلك يعتبر العرسَ الجماعي الأكبر في تاريخ اليمن التي تقيمه الهيئة العامة للزكاة بادرةَ أمل لمزيد من الفعاليات والمناسبات الخيريّة والإنسانية على امتداد اليمن الكبير، فهذا العمل الخيري الذي سعى لتخفيف معاناة الشباب ورسم الفرحة والسرور على وجوههم كفيل بأن يحصن الشباب ويحمي مستقبلهم من الاخطار المحدقة بهم ورسالة أيضاً لأولياء الأمور بأن يقوموا بواجبهم في التخفيف من المهور والشروط التي ما أنزل الله بها من سلطان وأصبحت عائقاً كَبيراً في إقامة الأعراس، وحالت دون إحياء شعيرة من شعائر الله، والابتعاد عن العادات السيئة من الإسراف والتبذير وغيرها».

الفئات المستحقة
بدوره اعتبر الناشط الاعلامي محمد الفقيه أن ما يميز هذا العرس الجماعي الأكبر أنه استهدف شرائحَ الفقراء والمساكين والمرابطين والأسرى والأيتام وأبناء الشهداء والمحتاجين إلى جانب مجموعة من الأشقاء الأفارقة، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على الحرص الكبير من القائمين على هذا المشروع الخيري الجبار على اختيار المستحقين فعلا عبر وضع الشروط الكثير التي لا بد أن تنطبق في الشخص المشارك في هذا العرس، وهذا ما شاهده اليمنيون في العرس الجماعي الماضي حيث كان العرسان من الفقراء وكبار السن والجرحى، في مشهد مهيب يوصل رسالةً للعالم بأن اليمنيين يحتفلون رغم الألم والجراح والعدوان والحصار، ويعيشون حياتهم الطبيعية ويمارسون عاداتهم التاريخية في التكافل والترابط ووحدة النسيج الاجتماعي.

القيادة الثورية تشارك العرسان فرحتهم
الناشط الثقافي أمين لطف قشاشة هو الآخر تحدث عن العرس الجماعي الأكبر وحضور القيادة السياسية والثورة إلى جانب العرسان قائلاً:
« الاعراس الجماعية التي تنظمها بين حين وآخر هيئة الزكاة بادرة أمل كبيرة لشبابنا في تمكينهم من الزواج، ويعكس ذلك أيضاً اهتمام القيادة الثورية والسياسية بهذه المبادرة الخيرية التي تصب في صالح المجتمع وتعزز التكافل الاجتماعي في أوساطه ، حيث شارك قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، العرسان والمشاركين في الفعالية أفراحهم، وعامة الشعب اليمني وأطل عليهم بخطابٍ هنا فيه العرسان، إكمالَ دينهم وشاركهم فرحتَهم، سائلاً اللهَ أن يكتب لهم ولأسرهم السعادة، حيث شاركهم الفرحة في العرس الجماعي الماضي من أعماق قلبه ووجه جملة من التوصيات للشعب اليمني الحر، من شأنها إزاحة عثرة كبيرة أمام كُـلّ من يبحث عن إكمال دينه، بينما اعتبرت القيادة السياسية ممثلة بالرئيس مهدي المشاط، الأعراس الجماعية مناسبة، ذات قيمة إنسانية وأخلاقية ودينية وذات طابع إيماني، جعلت شعبنا اليمني متفردًا في كُـلّ المجالات ذات الطابع الإيماني الذي يجسّد هُــوِيَّته وانتماءه الإيماني، كما في ميدان المعارك والتصدي في مجال التكافل والتكامل، وعبر القيادة السياسية تشارك الهيئات والوزارات في دعم هذه الأعراس للتخفيف على الشباب من غلاء المهور».

شكر وتقدير
الأخ وليد المرهبي -أحد المستفيدين من مشروع العرس الجماعي الذي أقيم العام الماضي لأكثر من 7200 عريس وعروس تحدث قائلاً:
«الأعراس الجماعية تحمل أبعادا مميزة تجسد التعاون والتكافل والوحدة بين أبناء الشعب اليمني، وتجسد مقاصد الدين الإسلامي في تشريع الزكاة، حيث كنت أحد المشاركين في العرس الجماعي الذي أقيم العام الماضي مع 7200 شاب وشابة، مكنتهم هيئة الزكاة من تأسيس وتكوين أسرة صغيرة، في مبادرة مهمة تعنى بخدمة المجتمع والشعب عامة، ومن هنا نقدم الشكر الجزيل لهيئة الزكاة وجميع من يساهمون في هذه الفرحة نظرا لما حظى به العرسان من اهتمام ورعاية وتقدير وتنظيم رائع أبهر كل من حضر العرس، ورغم العدد الكبير من العرسان إلا أن القائمين على العرس كانوا على الموعد واظهروا هذه المناسبة بالصورة الجميلة التي نالت استحسان جميع الحاضرين».

 

الثورة /أحمد السعيدي
قد يعجبك ايضا