التفريط.. البوابة الكبرى لانحدار الأمم وسقوط الحضارات

صادق البهكلي

في زمنٍ تكالب فيه الأعداء، وتصدعت الجبهات، وتراجعت الأمة عن مقاماتها، لا يُفتّ في عضدها الاحتلال ولا العدوان فحسب، بل ما ينخر عظمها داءٌ داخلي اسمه التفريط.
إنه التراخي عن الحق، والتهاون في نصرة قضاياها الحقة، والركون إلى الدعة، والسكون حيث يستلزم التحرك، والخوف حيث يجب الإقدام، والتنازل عن ثوابت الأمة بزخرف القول والمبررات.

التفريط ليس فقط أن تسكت عن منكر، بل أن تبرر المنكر.
وليس فقط أن تُقصّر في نصرة المظلومين والمستضعفين من أبناء أمة الإسلام، بل أن تضعها في قائمة الانتظار.
وهو ليس مجرد ذنب عابر، بل جريمة ترتد على صاحبها، وعلى مجتمعه، وعلى الأمة بأكملها.

إن التفريط هو العدو الخفي الذي أوقع أمة الأنبياء في لعنة التيه، وأخرج أبا البشرية من الجنة، وأدى لانكسارات كبرى في تاريخ الإسلام، من أحد إلى كربلاء، ومن سقيفة بني ساعدة إلى سايكس بيكو.
وهو اليوم يتجلى في أبهى صوره: تطبيع، تواطؤ، سكوت عن المجازر، وتخلي عن المقدسات.

لكن لا سبيل للنجاة إلا بالعودة إلى جوهر الإسلام أولاً، ومن ثم الالتزام بتوجيهات الله والتحرك على أساسها. وهذا التقرير يفتح نافذة لفهم التفريط من جذوره، واستعراض آثاره، وتشخيص واقعه، وتقديم رؤية قرآنية ومشروع بديل للمواجهة.

🟥  أول التفريط في التاريخ البشري

القصة الأولى للتفريط بدأت حين أمر الله أبانا آدم (عليه السلام) أن يستمتع بنعيم الجنة التي وهبها له، لكنه نهاه عن شجرةٍ واحدة، وكانت المسألة مسألة طاعة ومبدأ.

قال تعالى:{وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الجَنَّةَ وَكُلاَ مِنْهَا رَغَداً حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ} [البقرة: 35]

لكن الشيطان لم ييأس، ووسوس لهما، فأكلا من الشجرة، فبدأت تتكشف آثار التفريط:

  • انكشاف السوءة: {فَبَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا}، وهي دلالة رمزية على انكشاف الستر الإلهي بسبب مخالفة الأمر.
  • الهبوط من الجنة: {قَالَ اهْبِطَا مِنْهَا جَمِيعًا}، وهنا يتجلى أن التفريط، ولو كان في أمر بسيط، يؤدي إلى طرد من مقام العز، إلى مقام الابتلاء والمشقة.

ورغم أن الله تاب على آدم، إلا أن العبرة الكبرى باقية: من فرّط في أمرٍ إلهي، دفع ثمنًا باهظًا حتى وإن تاب.

وفي هذا درسٌ عميق لأمتنا اليوم: إن التفريط في أمرٍ واحد  كالتهاون في الدفاع عن قضاياها ومقدساتها، أو السكوت عن هيمنة الطغاة— يمكن أن يُفقد الأمة عزتها، ويقذف بها في مهاوي الذل والهوان.

🟥 ثانيًا: بني إسرائيل.. من الاصطفاء إلى اللعنة بسبب التفريط

بني إسرائيل درس آخر في عواقب التفريط  فقد كرمهم الله، واصطفاهم وجعل منهم الأنبياء وآتهم ما لم يؤت احد من العالمين:

{وَلَقَدْ آتَيْنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ } [الجاثية: 16]

لكن ماذا فعلوا؟
فرّطوا، خانوا، تآمروا، عصوا، قتلوا أنبياءهم، وفضّلوا العجل على موسى، والخنوع على المواجهة، والمتعة الآنية على الوعد الإلهي.

فكانت النتيجة سلسلة من العقوبات:

  • لعنة الله عليهم: {فَبِمَا نَقْضِهِم مِّيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً}
  • التيه في الأرض أربعين سنة
  • تحويل بعضهم إلى قردة وخنازير
  • قذف الرعب في قلوبهم
  • الذلة والمسكنة: {ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ}

لقد أراد الله لهم أن يكونوا أمة قيادة وهداية، فإذا بهم يتحولون إلى عبرة تاريخية على خيانة العهد والتفريط في الرسالة.

وكم يشبه حالنا اليوم حالهم:

  • التخلي بل التآمر على القضية الفلسطينية
  • التواطؤ مع الاحتلال
  • تسويق التطبيع
  • وترك الشعوب وحدها تواجه الجوع والحصار والعدوان

🟥 ثالثًا: الأمة الإسلامية ودروس من التفريط

في تاريخنا الإسلامي كان أول درس في عواقب التفريط مبكرا وبالتحديد في غزوة أُحُد، لم يكن هناك كفر ولا نفاق، بل تفريط لحظي من نخبة مؤمنة، النبي ﷺ أمر الرماة أن لا يتركوا مواقعهم، لكن الطمع في الغنائم دفعهم للنزول.

وكانت النتيجة:

  • التفاف الكفار على المسملين وتحول النصر إلى هزيمة.
  • استشهاد حمزة سيد الشهداء.
  • كاد النبي ﷺ أن يُقتل.
  • هزيمة بعد نصر!

وهنا تتجلى خطورة التفريط من القلة:

ليس بالضرورة أن تكون الخيانة كاملة حتى تنهار الأمة، بل يكفي تفريط مجموعة لتدفع الأمة الثمن.

وهذا ما نراه يتكرر اليوم فئة تفرّط، وشعوب تُذبح.

ومن الشواهد التاريخية الجليّة التي تُظهر خطورة التفريط على مصير الأمة الإسلامية، حادثة سقيفة بني ساعدة، تلك اللحظة المفصلية التي غيّرت وجه التاريخ الإسلامي، وألقت بظلالها الثقيلة على الأمة إلى يومنا هذا.

فبعد رحيل النبي محمد (صلى الله عليه وآله وسلم)، وفي وقتٍ كان فيه أهل بيته مشغولين بتجهيزه ودفنه، اجتمعت جماعة من الأنصار والمهاجرين في سقيفة بني ساعدة لاختيار من يتولى أمر الحكم من بعده. ورغم أن الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) قد بلّغ الأمة مراراً وبوضوح في مواضع متعددة – وأبرزها في غدير خم – أن علي بن أبي طالب هو من ولاه الله بعده، إلا أن حسابات السياسة والقبيلة والمصلحة غلبت على التوجيه الإلهي، فتم تجاوز النص، وحدث التفريط الكبير في وصية النبي.

ذلك التفريط لم يكن مجرد خطأ عابر، بل كان بداية الانقسام، والتنازع، وظهور الفرق، وزرع بذور الفتنة في جسد الأمة، وتحوّلت الخلافة من موقعٍ إلهي يُراد به إقامة العدل والحق، إلى موقعٍ سياسي تتنازعه المصالح، وتتوارثه السيوف. ومن هناك بدأت الانحرافات تتكاثر، وانقلبت كثير من الموازين، فظُلم آل بيت النبي، وحُوصِر الحق، وانقسم المسلمون على أنفسهم، وذهبت هيبتهم، وسُفكت دماؤهم بأيدي بعضهم البعض.

لقد كان التفريط في من اختاره الله ورسوله هو الشرارة التي أحرقت استقامة الأمة، وأدخلتها في نفق مظلم لا تزال تعاني من آثاره إلى اليوم. وما أشد الحاجة اليوم إلى أن تدرك الأمة معنى الوفاء لله ورسوله، وأن تعي عواقب التفريط في أوامر السماء مهما زيّنتها السياسة أو شرّعها الانحراف.

🟥 رابعًا: التفريط في القرآن ..

يقول الله سبحانه وتعالى عن كتابه العظيم {مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ} قالها الله ليثبت أن القرآن شفاء، وهداية، ومنهج حياة متكامل.

لكن ماذا فعلت الأمة؟

  • هجرته تلاوة وتدبرًا.
  • فرّطت في أوامره.
  • قدمت ثقافات الاستعمار على هديه.
  • سلمت عقولها للغزو الناعم الإعلامي والتعليمي.

يقول الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي (رضوان الله عليه):

“هذا القرآن كتاب عملي، كتاب للحياة. فإذا تجمدت أمة والقرآن بين يديها فهي ليست جديرة بحمله.”

تفريط الأمة في القرآن ليس فقط جريمة معرفية، بل جريمة وجودية تهدد هويتها واستقلالها.

🟥 خامسًا: التفريط اليوم.. الواقع العربي والإسلامي أنموذجًا

ما أكثر شواهد التفريط في واقعنا المعاصر، وما أشدّ وقعها على جسد الأمة وروحها. من اتفاقية سايكس – بيكو إلى ما تعيشه المنطقة من نكبات متلاحقة، تسير الأمة بخطى مثقلة نحو هاوية التبعية، وقد نسيت أو تناست أن الخذلان لا يولّد إلا الخراب، وأن التفريط لا يورث إلا الذلّ والانهيار.

ففي عام 1916، وقّعت بريطانيا وفرنسا على اتفاقية سايكس – بيكو، لتقسيم أراضي الدولة العثمانية بعد الحرب العالمية الأولى، وفرض خارطة استعمارية على قلب العالم الإسلامي. لم تكن الخيانة مجرد ورقة حبر بين دبلوماسيي الغرب، بل كانت نتيجة تفريط داخلي بالقرار والسيادة والوحدة، بعد أن تحوّل زعماء الأمة إلى وكلاء لمصالح الغير.

وما لبثت أن جاءت الكارثة الكبرى عام 1948، حين تم احتلال فلسطين واغتصاب أرض الإسراء، على مرأى من ملوك وزعماء عرب، صمتوا عن الجريمة، ثم ما لبثوا أن تواطؤوا في السرّ، حتى تحوّل الصمت إلى تطبيع علني، وبيع معلن للقدس والدماء، كما يحدث اليوم مع حصار غزة وخنق مقاومتها.

ثم تدحرجت الكارثة، فاحتُلت أفغانستان، بذريعة محاربة الإرهاب، فتم تمزيق البلاد، وتشريد الملايين، ونسف بنية مجتمع بأكمله. وبعدها جاء الدور على العراق، فتم غزوه عام 2003، وجرى حلّ جيشه، وسُلمت البلاد للطائفية والفساد والدمار الأمريكي.

ولم تكن سوريا بمعزل، فقد تحولت إلى ساحة لصراع دولي، بأدوات تكفيرية تمولها أنظمة عربية، وتخدم في حقيقتها أهداف الصهيونية بتفكيك محور المقاومة وضرب العمق القومي والإسلامي.
أما ليبيا، فقد زُرعت فيها الفوضى، ومُزقت بالاقتتال، وتحولت ثرواتها إلى غنيمة للغرب، بعد إسقاط نظامها وتركها فريسة للمليشيات والتدخل الأجنبي.

وفي اليمن، باع العملاء القرار الوطني، وجعلوا من أرض الإيمان والحكمة ميدانًا للعدوان السعودي الأمريكي. فرضوا الحصار، وروّجوا للجوع، وتركوا الشعب وحده، يواجه قصف الطائرات، وتآمر المرتزقة، وخذلان الجيران.

وفي لبنان، تفريط مزمن بالقرار الوطني، وانقسام حاد بين مشروع المقاومة ومشروع العمالة، حتى أُجهضت الإنجازات، وصارت الدولة مشلولة، تخضع لابتزاز الخارج، وتفقد بوصلتها الوطنية.

أما السودان، فقد التهمته نار الفتنة الداخلية، بعد أن تسابق العملاء على السلطة، ومُزقت البلاد بجنازير العساكر، ودماء الأبرياء، وأُبيد أبناء غزة الصغرى في المخيمات، ولم يحرّك أحد ساكنًا.

بل وحتى إيران، الدولة التي وقفت في وجه الاستكبار، لم تسلم من المؤامرات، والاغتيالات، والعقوبات، والعدوان الصهيوني الأمريكي المتواصل، فقط لأنها لم تفرّط، بل ثبتت في وجه الهيمنة، وساندت المقاومة في فلسطين ولبنان واليمن والعراق.

كل ذلك، في المحصّلة، نتيجة واحدة:
أمة فرّطت في قرآنها، ففقدت نوره.
أمة فرّطت في رجالها، فخسرت كرامتها ودنست مقدساتها.
أمة فرّطت في قضاياها، فصارت تابعة ذليلة، تُساق بلا قرار، وتُدار بلا كرامة.

إن ما نعيشه اليوم ليس مصادفةً ولا قدَرًا معلقًا، بل هو حصاد حتمي لانحراف طويل، بدأ بتفريط في الأمر الإلهي، وتكرّس بتضييع القيادة، وانتهى برهن الإرادة للقوى الغربية والصهيونية.

🟥 سادسًا: الشهيد القائد ومشروعه في مواجهة التفريط

في الزمن الذي تكالبت فيه قوى الاستكبار على الأمة، وتعمّقت جراحها، واستحكمت فيها سُبل التبعية والتيه والضياع، نهض الشهيد القائد ليحمل على عاتقه رؤية قرآنية شاملة، تعيد للأمة بوصلتها، وتجعل من كتاب الله مرجعية نهوضها وبناء عزتها.

وهكذا كان الشهيد القائد، من حيث عمق عالميّته ونقاء فكره، وتجرده عن أي انتماءات ضيّقة، فشكّلت رؤيته هذه نموذجًا إيمانيًا أصيلًا قادرًا على استيعاب كلّ الأبعاد: الثقافية، التربوية، السياسية، الإعلامية، وحتى العسكرية. لقد تجاوز بأفقه القرآني عقدة الانتماء الطائفي أو الحزبي أو المذهبي، ليعيدنا إلى المصدر الأوحد للهداية والبصيرة: كتاب الله ونهجه.

وفي عالمٍ غلب فيه خطاب الهيمنة الإعلامية والضغوط الاقتصادية والسياسية، ظهر مشروعه القرآني كقلعة تصدّ الهجمة البشعة، مؤكدًا أن الثبات على المبادئ بشروطها الربانية هو السبيل الوحيد للنهوض. من هذه القلعة ارتفعت الأصداء، وخرجت الأعمال – من نشر الوعي والتربية إلى تجهيز المقاومين – كدعوة ليوم الحق، الذي صنعه من رحم التحدي وضخامته.

لقد أعاد الشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي، للأمة وعيها بأن أصل البلاء الذي نزل بها هو التفريط.
وقدم رؤية قرآنية لإنقاذ الأمة من الانهيار الداخلي من خلال:

  • الوعي والبصيرة: أن نعرف الحق في زمان بلغ التضليل فيه ذروته.
  • العودة للقرآن: كمصدر هداية في كل المجالات والتحرك العملي على أساسها ومعرفة طبيعة الصراع وفق رؤيته الشاملة.
  • تحصين الأمة ضد التطبيع، والاستسلام، والتبعية.
  • نصرة المستضعفين: لأن من يفرّط فيهم يفرّط في أوامر الله وتوجيهاته ويفتح المجال للظالمين والمستكبرين .

قال في إحدى محاضراته:

” (من لا يتقون الله في تفريطهم في اتباع القرآن ما أبعدهم عن رحمته، وأين رحمته؟ وأين مستقر رحمته؟ رحمته في الدنيا، ومستقر رحمته في الآخرة وهي الجنة، أليس في هذا نوع من التهديد؟ أليس في هذا إيحاء بخطورة الموقف؟).

🟥 سابعًا: البديل القرآني.. لا للتفريط، نعم للثبات

بكل يقين، حين تتكاثر مسالك الهزيمة، ويُروَّج للتفريط كخيار “واقعي”، لا يبقى للأمة من نجاة إلا أن تبحث عن بديل قرآني صلب، يعيد توجيه البوصلة نحو العزة. ذلك البديل لا يُستورد من موائد السياسة، ولا يُملى من دهاليز الأمم المتحدة، بل يُستقى من هدي الله، ومن مواقف الأنبياء، ومن دماء الشهداء.
إنه الثبات، والوفاء للعهد، والصبر على طريق الحق.

يقول الله سبحانه وتعالى:{إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا…}، {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ}، {وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا}

الثبات بل التزام بأمر الله، هو صبر في زمن الهزيمة، ووفاء في وقت الخذلان، وانحياز للمظلوم حين يكون الثمن باهظًا.

والبديل يبدأ من كل فرد:

  • لا تفرّط في عقيدتك.
  • لا تفرّط في نصرة الحق.
  • لا تفرّط في وعيك أمام إعلام التضليل.
  • لا تفرّط في مسؤوليتك الاجتماعية والدينية.

أخيرًا

الأمم التي تنجو، هي التي لا تفرّط في مبادئها، مهما تكسرت من حولها الجدران، والشعوب التي تصمد، هي التي لا تساوم على دماء شهدائها، ولا تتنازل عن قضاياها.

إن التفريط ليس قَدَرًا حتميًا، بل خيار يمكن مواجهته، وما نراه اليوم من صحوات مقاومة، من غزة إلى اليمن، ومن لبنان إلى العراق، ومن إيران إلى باكستان يؤكد أن زمن التفريط يولّي، وزمن الصمود يُولد.

لكن هذه الصحوة بحاجة إلى وعي جماهيري شامل، يعرف أن التفريط جريمة وأن العدو لا يرحم، وأن الغد للثابتين الأوفياء.

قد يعجبك ايضا