” خَيبَةُ الحِقَبِ “
الشاعر عبدالرحمن اليفرسي
مِن قِلَّةِ الدِّينِ أَم مِن قِلَّةِ الأَدَبِ
أَرَى التَّخَاذُلَ سَادَ العَـالَمَ العَرَبِي ؟؟!
وَمَن يُفَسِّــرُ ذُلَّاً يُؤمِنُـــونَ بِـهِ
كَـأَنَّهُ إِرثُ أَجــــدَادٍ ودِينُ أَبِ ؟؟!
يُعَبِّــــــدُونَ لِإِســرَائِيلَ قِبلتَهُم
ويَسجُدُونَ لِرَبِّ النِّفطِ والذَّهَبِ
يُمَكِّنُونَ غُــزَاةً مِن خَــرِيطَتِهِم
وَيَكتَفُـونَ بِأَلــوانٍ عَلَى خَشَبِ !
مُذ قِيلَ: أَنَّ حَمِيرَ القَـومِ رَائِجَةٌ
سَارَت تُقَايِضُ رَأسَ القَومِ بِالذَّنَبِ !
وَمُذ تَشَابَهَتِ الأَذوَاقُ فِي فَمِهِم
مَا فَرَّقَت بَينَ طَعمِ المُرِّ والعِنَبِ !
فَمَا أَرَى اليَومَ أَعـرَابَاً ، أَرَى كُتَلَاً
مِنَ الهَـوانِ ، وَتَأريخَاً مِنَ الكَذِبِ !!!
وَدِينُهُم ظَلَّ إِســلَامَاً عَلَى وَرَقٍ
كَم عَاشَ…؟
ثُمَّ تَوَفَّى دَاخِلَ الكُتُبِ !!!
يَكَادُ يَنطِقُ بَعضُ الصَّخرِ مِن غَضَبٍ
فَكَيفَ
لَا
يَشعُرُ
الأَعرَابُ
بِالغَضَبِ ؟؟!!!
واللَّهِ مَا آمَنَت نَفسُ ٱمرِئٍ جَبُنَت
وظَلَّ يَدعُـوهُ مَظلُومٌ… فَلَم يُجِبِ !
يَا لَلْغَرَابَةِ مِن قَـومٍ إِذَا ٱغتُصِبَتْ
أَوطَــانُهَا ..قَبَّلَت أَقدَامَ مُغتَصِبِ !
مُلُـــوكُهُم مَا أَجَـادُوا غَيـرَ ذِلَّتِهِم
وَكَانَ (لَا ذُلَّ) فِي قَامُوسِنَا العَرَبي !
هَل جُمِّعَ العَارُ في الأَعرَابِ مِن حِقَبٍ ؟
أَم صُبَّ فَوقَ المَمَالِكِ “خَيبَةُ الحِقَبِ” ؟؟
يَا أُمَّـةً طَبَّعَت ولِخَصمِهَا رَكَعَت
تَظُنُّ في ذُلِّهَا تَنجُو … ظُنُونَ غَبِي!
كِتَابُهَا لَم يَزَلْ يَهــدِي لِعِـــزَّتِهَا
وَتَبتَغِي دُونَهُ عِـزَّاً ..فَيَا عَجَبِي!
واللَّهِ لَن تَغسُلُوا عَــارَاً يُلَاحِقُكُم
مِن (جُوعِ غَزَّةَ) أو أَشلَاءِ كُلِّ صَبِي!
سَيُولَدُ الإِبنُ فِيكُم وهُوَ يَلعَنُـكُم
إِن لَم يَقُل:لَيتَنِي قَد جِئتُ دُونَ أَبِي !!!
وِان تَخِيبُ ظُنُونُ الأَرضِ أَجمَعُهَا
مَا خَابَ فِي (يَمَنِ الإِيمَانِ) ظَنُّ نَبِي !