الخبير في الشؤون الإسرائيلية عماد أبو عواد: الهجمات اليمنية تشلّ إسرائيل

قال الخبير في الشؤون “الإسرائيلية” عماد أبو عواد، إن تداعيات الهجمات الصاروخية التي تطلقها القوات المسلحة اليمنية على الكيان الصهيوني تتجاوز الأثر المادي المباشر لتحدث شللا واسعا في الحياة اليومية داخل البلاد، وتثير تساؤلات جدية حول فاعلية المنظومة الدفاعية الإسرائيلية.
وأوضح أبو عواد، في مقابلة مع “الجزيرة نت” أمس، “أن إسرائيل تقر بنفسها أن قدرة التصدي للهجمات الصاروخية ليست كاملة، إذ لا تتجاوز نسبة النجاح في اعتراض الصواريخ 70%، مما يعني بقاء احتمال سقوط الصواريخ داخل إسرائيل قائما وهو ما قد يخلف أضرارا متفاوتة بحسب المكان”.
لكن التأثير الأهم، وفق أبو عواد، لا يكمن في الإصابة المباشرة، بل في النتائج التي تترتب على إطلاق الصواريخ بحد ذاته.
وقال: “إن مجرد إطلاق صافرات الإنذار يؤدي إلى شلل الحياة في الداخل الإسرائيلي، حيث يتجه السكان إلى الملاجئ وتتوقف الحياة العامة، لاسيما في منطقة غوش دان”.
وأشار أبو عواد إلى أن استمرار هذه الهجمات بوتيرة صاروخ كل 3 أيام تقريبا يرسخ حالة الارتباك، ويضعف الثقة بالمشروع “الإسرائيلي” وبمنظومة الدفاع الجوي التي طالما اعتبرت إحدى ركائز الأمن القومي.
واعتبر أن هذا التراجع في الثقة ستكون له انعكاسات بعيدة المدى، من أبرزها تراجع الاستثمارات في “إسرائيل”، وتأثير ذلك على الاقتصاد بشكل عام.

خبير عسكري: غياب الدعم الأميركي يربك الحسابات الإسرائيلية في اليمن

قال الخبير العسكري العميد ركن متقاعد إلياس حنا، الاثنين، إن غياب الدعم الأميركي يؤثر سلبًا على العمليات الإسرائيلية ضد قوات صنعاء-الحوثيين في اليمن، بعد انسحاب الأميركيين من المواجهة المباشرة وبدء الحوار.
وأوضح حنا أن الطائرات الإسرائيلية تواصل قصف الموانئ اليمنية، متسائلاً عن جدوى استهداف مواقع سبق تدميرها. وأكد أن إسرائيل تواجه معضلة عدم وجود معلومات جديدة عن أهداف تؤثر على قدرات الحوثيين.
وأشار إلى أن العمليات الإسرائيلية تشبه “ضرب الماء” دون نتائج ملموسة، مشددًا على أن الغياب الأميركي يمتد إلى تحول في السياسة الأميركية تجاه الحوثيين وحركة حماس، مما أجبر إسرائيل على العمل منفردة.ويرى الخبير العسكري أن غياب الدعم الأميركي لا يقتصر على الانسحاب من العمليات العسكرية ضد الحوثيين فحسب، بل يمتد إلى تحول جوهري في المقاربة السياسية الأميركية.
فالغياب الأميركي ليس فقط غيابا عن اليمن، بل يتعداه إلى حديث مباشر أو غير مباشر مع الحوثيين وحديث مباشر مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وهو تحول في المقاربة السياسية للحوار الأميركي مع لاعب من خارج إطار الدولة سواء في اليمن أو مع حماس.
وأضاف حنا أن هذا التحول أجبر إسرائيل على العمل منفردة، معتبراً أن الحوثيين وصلوا إلى مرتبة متقدمة في العلاقة مع واشنطن، إذ باتوا يتحدثون مع الأميركيين بشكل مباشر أو غير مباشر.
ويأتي هذا التطور في وقت يستعد فيه الرئيس الأميركي دونالد ترامب للإعلان عما وصفه بـ”الخبر الأكثر أهمية وتأثيراً على الإطلاق” مما يشير إلى احتمال حدوث تغييرات مهمة في المقاربة الأميركية للأزمات الإقليمية.
استنزاف مكلف
وتطرق العميد حنا إلى الكلفة الباهظة التي تتكبدها إسرائيل في عملياتها ضد اليمن، موضحاً أن الولايات المتحدة زودت إسرائيل بذخائر بما تقارب قيمته 8 مليارات دولار، لكنها تستنزف هذه الذخيرة على مسافات طويلة دون تحقيق نتائج ذات قيمة.
وفصّل الخبير العسكري التحديات اللوجستية التي تواجهها إسرائيل في عملياتها اليمنية، حيث تواجه ضغوطاً في عامل المسافة والأهداف وقياس النجاح.
فعند قصف هدف ما، يجب التأكد من مدى نجاح القصف وتحييد الهدف، وهو ما قد يتطلب عمليات متكررة على نفس الهدف في حال عدم التأكد.
وتمثل المسافة البالغة ألفي كيلومتر بين إسرائيل واليمن استنزافاً كبيراً للطائرات الإسرائيلية -بحسب الخبير العسكري- إذ تبلغ كلفة تحليق طائرة “إف-16” (F-16) ما بين 40 و60 ألف دولار في الساعة، هذا عدا كلفة الذخيرة. وتتطلب هذه العمليات تزويداً بالوقود للطائرات في الجو مما يضيف تعقيدات تكتيكية وإستراتيجية إضافية.
ردع مستحيل
ورغم كل هذه القدرات الهجومية، يؤكد حنا أن الحوثيين لم يرتدعوا، مشدداً على أن الردع يظل دائماً في عقل المردوع الذي لن يتراجع طالما يمتلك وسائل الرد، مؤكدا أن الحوثيين لا يزالون قادرين على المبادرة والرد، بل وصل الأمر إلى حد استباقهم للعمليات التي تخطط لها إسرائيل.

وتستهدف القوات المسلحة اليمنية “إسرائيل” بالصواريخ والطائرات المسيرة نصرة للفلسطينيين في غزة، وتؤكد أنها ستستمر في ذلك طالما يواصل العدو الصهيوني حرب الإبادة على غزة.

قد يعجبك ايضا