الشهيد الغماري.. قسورة اليمن ومهندس الطوفان..!

بقلم/ بسام عبد الله النجار

حينمـا ينبَّلِّـجُ نّـورُ الإيمـان فـي القلـب يكـون القـرآن هـو البوصلـة، والحّـقّ هـو الوقـود، والوعـي هـو السّـلاح، والجـهاد هـو الـرّبح، والصّـدق هـو الفَّـلاح، والأمـانّة هـي المسـؤولية، والثّقـة بـالـلّـه هـي الثّبـات والـقـوّة، والاستشّهـاد هـو النَّصـر والحـياة الأبـدية،،،
وهنا في أرض الإيمان والحكمة تجلّىٰ اليقينُ شُعّـاعُ فَتـحٍ غَمَرَ البَّـرّ والبَّحرّ والجّـوّ، وأشعـل بُركـان الطوفان جهاداً مُقدّساً قضّ مضجّع الطُغاة وحطّم جبروت المُجرمين، وجعل من البحار سعيرٌ فرّت منه بوارج وحاملات العدو الصهيوأمريكي كحُمُرٍ مُستَنفِرَةٍ تجُرّ خلفها الهوان والذُلّ؛ ولا عجب في ذلك فقسوَرَة اليمن هو الفريق الركن محمد عبدالكريم الغماري الذي قادّ نصر الطوفان بعزم لا يلين، وخاض ورفاقه من أسود قواتنا المسلحة بكل تشكيلاتها معركة الإسناد لأبناء غزة المظلومين بحنكةٍ وتوكُلٍ على الله..
وعلى مدى عامين سطّر اليمنيون الملاحم الباهرة في معركة الفتح الموعود والجهاد المُقدس كان فيها الشهيد الغماري الفارس الأول والذراع الأيمن لطوفان الأقصىٰ، وكان السيف البتار الذي لقّن العدوان الصهيوأمريكي الإرهابي أشدّ الدروس الإيمانية، وأذاق العدو ويلات جرائمه البشعة التي ارتكبها بحقّ أطفال غزّة ونسائها وأهلها المظلومين، وذلّ ممالكه المُغتصبة، وأرهق دفاعاته الجوية التي كانت تُوصف بالذكية والمتطورة، بل جعلها مُجرد فقاعات تطير في سماء الأراضي المحتلة ثم تنفجر مع صواريخ اليمن وطائراته المُسيرة لتعود باتجاه قُطعان الصهاينة المُغتصبين عذاباً أليما بأيدي المؤمنين أمثال الشهيد المغوار الفريق الركن محمد الغماري الذي توكّل على الله ومن خلفه القيادة والشعب والقوات المسلّحة والأمن والإعلام وكافة مؤسسات الدولة، وخاض معركة الوعي والتطوير والبناء، مُنذ أن التحق بالمسيرة القرآنية؛ ليُحقّق العديد من الإنجازات العظيمة كعظمة مسيرته الجهادية الفّـذّة، حيثُ كان أحد أبرز الأركان المؤسسة لنهضة الصناعات العسكرية اليمنية التي شهدها ويشهدها لها العالم، حاملاً على كتفه هدف تحقيق الاكتفاء الذاتي في مجال الإنتاج الحربي المحلي، كما كان قائداً إدارياً وميدانياً حصيفاً من خلال توليه منصب رئيس هيئة الأركان العامة في القوات المسلحة اليمنية فأعاد هيكلة القوات ووضع الخطط التشغيلية الناجعة في المؤسسة العسكرية، وصنع التكتيكات الهجومية الواسعة التي نكلت بالعدوان الصهيوني الإسرائيلي الأمريكي على غزة، ومن قبله العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي على بلدنا خاصة في الجبهات الحدودية،

لم يتوقف دور الشهيد هنا؛ بل أمتدّ ليصل إلىٰ الأراضي المُقدّسة في أولىٰ القبلتين وثالث الحرمين، فهبّ منطلقاً بوعيه الإيماني وبصيرته الجهادية لدعم الشعب الفلسطيني وإسناده في معركته الحقة مع عدو الأمة العربية والإسلامية المُتمثل بكيان العدو الإسرائيلي الصهيوني اليهودي المُجرم فكان ورفاقه مُهندس الانتصارات وقاهر المُستحيلات، ومُذّل المُستكبرين، فخطط ودبّر المعارك لتتمكن قواتنا المسلحة البطلة من فرض سيطرتها الكاملة على ممرّ باب المندب الاستراتيجي، واستحالته جحيماً أمام الغطرسة الصهيوامريكية الذي لطالما أعتبره العدو منفذاً خاصاً به يقذف فيه إفساده الملعون، ويُمرّر منه مؤامراته الخبيثة، ويستخدمه أنّا شاء وكيف ما شاء،، ناهيك عن فرض حصار بحري وجوي على كيان العدو المحتل أدىٰ إلى خنق موانئه وإغلاق بعضها، وتعطيل حركة مطاراته في فلسطين المُحتلة..
استمر الشهيد الغماري مغمور الظهور الإعلامي، لكنه كان موفور العمل الجهادي، متوارياً عن الأنظار، حاضرا في مقدمة الأنصار، حتى لقي ربه صادقاً واصطفاه الله بثبات في ميدان الشرف والبطولة إثر غارة للعدوان في هذه المعركة المقدسة، بعد أن صال وجال في ميادين البطولة والعزة، منذ التحاقه الأول بالمسيرة القرآنية، واستبصاره الحق لينطلق مكبرا، فموعيّا، فمجاهدا، فقائدا واليوم شهيدا على طريق القدس فرح بما أتاه الله..
وتخليدا لمسيرته الإيمانية وقيادته الطوفانية الخالدة خرج اليوم طوفان يمني هادر لتشييع جثمانه الطاهر هو وثلة من رفاقه الشهداء،، بشموخ وإباء مؤكدين أن دمائهم الزكية لن تزيد أهل الإيمان والحكمة إلا بأساً وشدة وثبات على مواقف الحقّ، معاهدين الله أن يمضوا في درب الشهداء ويكملوا على ذات النهج بثبات وعزم وإيمان، وأن الفريق الركن محمد عبد الكريم الغماري رئيس هيئة الأركان العامة في القوات المسلحة اليمنية وكل الشهداء سيبقون أيقونة الصمود ومشعل النصر الذي سيحقق به وعدّ الآخرة بإذن الله…

قد يعجبك ايضا