الشهداء.. إضاءةٌ لدروب الجهاد
شعفل علي عمير
لم يكن طريق الشهداء سهلًا، بل كان مليئًا بالتحديات والمخاطر، غير أن بريق إيمانهم كان كافيًا ليبدد كُـلّ ظلمة قد تقف في طريقهم.
مثلُهم مثلُ نجوم تتلألأ في سماء حالكة، يرشدون شعبهم إلى قطف ثمار الحق والاستقلال، ويقف الشهداء فوق المحن كنجوم تزيّن سماء الجهاد والمقاومة، متحدين بفعلِ إيمانهم وعزيمتهم.
ومن خلالهم نتعلّم أن الظلمات لا تدوم، وأن الفجر قريب لأُولئك الذين يؤمنون بقضيتهم ويسترخصون دماءهم في سبيلها.
ففي أوقات الأزمات والصراعات العنيفة، تتألق في سماء الوطن نجوم تضيء دروب الأمل والتضحية.
شهداء اليمن، الذين أبلوا بلاءً حسنًا وقدّموا أرواحهم الغالية فداءً لقضاياهم الدينية والوطنية، هم فعلًا نجوم السماء التي تنير مسارات الجهاد والمقاومة.
إنهم رمز العزيمة والثبات، الذين يضيئون دروب السالكين نحو رضوان الله، ويصبح شهداؤنا نماذج للتفاني والإخلاص في سبيل الوطن.
فليس أبلغ وأكثر إيمانًا من شعب قدم قائده المؤسّس ورئيسه وحكومته شهداءً تقربًا واستجابة لله، ورغم كُـلّ التضحيات الجِسام التي كان آخرها الشهيد البطل الفريق عبدالكريم الغُماري، الذي توّج قافلة شهداء اليمن؛ مِن أجلِ القدس ليكون نجمًا ساطعًا في سماء الحرية والكرامة، فإن إرادَة الشعب اليمني تزداد قوةً وإيمانًا، وبالنصر يزداد اليقين.
منذ انطلاق شرارة معركة الفتح الموعد، الجهاد المقدَّس، ضحَّى اليمن بالعديد من الأبطال؛ مِن أجلِ واجبهم الديني والإنساني تجاه إخوانهم المسلمين في غزة وحماية الوطن وكرامة الشعب.
هؤلاء الشهداء لم يكونوا مُجَـرّد أفراد خاضوا معارك، بل كانوا رجالًا وأبطالًا في معركة الدفاع عن الأرض والعرض.
جاهدوا؛ مِن أجلِ تحقيق الحرية والعدالة لشعبهم وأمتهم، وتمسّكوا بمبادئهم السامية حتى آخر لحظة من حياتهم.
لقد علّمونا أن الشهادةَ ليست النهاية، بل هي بدايةٌ لمجد جديد يُكتب بحروف من الدماء والتضحيات.
وفي ظل التحديات الجسام التي تواجهها المنطقة، يبقى الإلهام الذي تقدمه تضحيات الشهداء اليمنيين دعوة للاستيقاظ وتجديد العهد بين الشعوب على أن الجهاد مِن أجلِ المقدسات ليس مُجَـرّد خيار، بل واجب ملح يجب على كُـلّ عربي ومسلم أن يكون مستعدًّا لتحمّله.
إن الرسالة واضحة: إن المعركة؛ مِن أجلِ القدس هي معركة كُـلّ حر شريف يؤمن بعدالة قضيته وضرورة استعادة الأرض المغتصَبة.
في قلب الصراع ضد العدو الطاغي والطامع بالهيمنة على أمتنا، يبرز اليمن كمكوِّن رئيسي في المعادلة الكبرى لتحرير القدس والمقدسات الإسلامية.
شهداء اليمن، الذين يسقطون في سبيل التضحية والفداء، يبعثون برسالة قوية ومُلهمة إلى الأُمَّــة العربية والإسلامية بأسرها: أن الجهاد والاستشهاد هما الوسيلتان الأسمى والأكثر شرفًا لتحقيق تحرير القدس والانعتاق من براثن التبعية والهوان.
فلنكن دائمًا على تذكرهم كفاحًا في سبيل الحق والحرية، ولتظل ذكراهم منارةً لكل ساعٍ لتحقيق العدالة والسلام.
إنهم يذكروننا أن النضال؛ مِن أجلِ الحق لا ينتهي، وأن الشهداء هم من يضيئون الطريق نحو الحرية، ويحثوننا على الاستمرار في السعي نحو مستقبل أفضل.
ففي كُـلّ شعلة تضيء في سماء الوطن، نرى عيونهم اللامعة، ونستشعر عزمهم الذي لا يلين، ونستمد القوة من إرادتهم التي لا تُقهر؛ مما يجعلنا نحافظ على النور الذي أضاءوه في قلوبنا وعقولنا.