العدوان على إيران فشل حتمي.. واليمن شاهد

منصور البكالي

بعد عقد من العدوان الأمريكي السعوديّ الفاشل على اليمن، تتكشَّفُ اليوم ذات الدروس والعبر في مواجهة العدوان الصهيوني الأمريكي على الجمهورية الإسلامية الإيرانية.

إنها حزمة من الإخفاقات المتكرّرة لمنطق التفوق العسكري والأمني والاقتصادي أمام الإرادَة الحرة للشعوب ومقاومتها الباسلة في الدفاع عن النفس.

منذ ستة أَيَّـام، يشهد العالم تصعيدًا خطيرًا من قبل كيان العدوّ الصهيوني، قابله رَدٌّ إيراني حاسم، وبينما تهرع القوى الإمبريالية الأُورُوبية لتقديم الدعم المطلق للعدو؛ فَــإنَّ الحقائق على الأرض تؤكّـد أن المعايير التقليدية للقدرات العسكرية ووهم التفوق الجوي لا يمكنها حسم المعركة.

فبالرغم من التفوق الجوي والدعم الأمريكي والأُورُوبي اللامحدود لكيان العدوّ الصهيوني، يظل الصبر الاستراتيجي الإيراني، وقوة الردع الفاعلة، والقدرة على اتِّخاذ القرار الحاسم، وعامل الجغرافيا المعقدة، والدفاعات الجوية التي أسقطت فخر الصناعات العسكرية الأمريكية، والصواريخ البالستية والطائرات المسيّرة الذكية التي أفشلت منظومات دفاع العدوّ، كلها حجارة زاوية تبشر بسيناريوهات الإخفاق الصهيوني الأمريكي المتوقع.

لقد أثبتت التجربة اليمنية أن التفوق التكنولوجي والمالي لا يضمن الانتصار الحاسم، بل ينهار أمام إرادَة الصمود والاستنزاف.

في ظل هذه المواجهة المفتوحة، يلوح كيان العدوّ بتهديدات نووية ويستدعي التدخل الأمريكي المباشر، في المقابل سترد إيران بضرب منشآت حيوية في عمق فلسطين المحتلّة، كمفاعل ديمونا، وشن هجمات بحرية استراتيجية في مضيقي هرمز وباب المندب، مع استمرار وحدت الساحات في معركة النفس الطويل لاستنزاف العدوّ وحشره في زاوية المواجهة، وتدمير مصالح وقواعد أمريكا ومن يتآمر مع كيان العدوّ الصهيوني في المنطقة.

إن النموذج اليمني، منذ عام 2015، يقدم برهانًا حيًّا على فشل الحسم العسكري التقليدي أمام إرادَة الصمود والاستنزاف.

فصمود اليمن أمام تحالف العدوان، رغم الفارق الهائل في ميزان القوى، بفضل القيادة الربانية، والمشروع القرآني الفاعل، والتصنيع العسكري المحلي، والتحكم بالجغرافيا الوعرة، وامتلاك العقيدة القتالية المتماسكة، والتعبئة الشعبيّة الهائلة، يؤكّـد أن التفوق التكنولوجي والمالي لا يعني بالضرورة انتصارًا حاسمًا، هذا الدرس ينطبق بقوة على المواجهة بين كيان العدوّ الصهيوني والجمهورية الإسلامية الإيرانية، حَيثُ تصبح حسابات الردع والتحمل أكثر تعقيدًا، حتى لو تدخل الغرب.

خلاصة القول، هذه المواجهة مصيرها الفشل كما فشل العدوان على اليمن، وسيناريوهات هزيمة كيان العدوّ الصهيوني باتت أقرب من أي وقت مضى، وستكون مفتاحًا لوقف العدوان على غزة في القريب العاجل، والدخول في مفاوضات غير مشروطة يكون فيها للطرف الإيراني الكلمة القوية على الطاولة.

قد يعجبك ايضا