المؤامرة التي صفت وجه السفير الأمريكي في اليمن..بقلم/ صادق البهكلي

 

(1)
كانوا يدركون جيداً أن الشعب اليمني أصبح مختلفاً عما كان عليه وأن مرحلة التدجين وتسويق المشاريع والمؤامرات قد ولى ولذلك وعلى ما يبدو أن هذا الموضوع لم يتم إغفاله ولكن الحاجة إلى تفكيك الجبهة الداخلية كانت الهاجس الأكبر لدى العدو والهدف الأهم لتستبق مرحلة تصعيد عسكري كبير يحقق لهم على الأقل نصف الاهداف خصوصاً وأن المعضلة الكبيرة التي تقف أمامهم هو التحام الجبهة الداخلية الشعب والجيش واللجان الشعبة وقيادة الثورة التي أفشلت كل مؤامراتهم السابقة وبدى لهم الشعب اليمني أكبر مما كانوا يتصورن فقد أستطاع أن يفشل هجومهم العسكري ثم حصارهم الاقتصادي.. ولربما قضوا شهوراً وهم يدرسون كيف يمكنهم من خزق ثقباً في جدار الجبهة الداخلية الصلب فبدأوا في محاولة استدراج بعض الشخصيات المحسوبة على جبهة مجابهة العدوان وبدأت الزيارات واللقاءات بين شخصيات متعددة واستضافة شخصيات يمنية كانت ذات يوم محسوبة على أطراف مناهضه للعدوان كعلي البخيتي مثلاً وأمين الوائلي وأمثالهم ليتم تكليفهم بأعطاء صورة واضحة عن طبيعة التلاحم الداخلي.
(2)
بدأت المؤامرة ولربما في بداية العام الحالي من خلال تحفيز وجهات النظر المختلفة بين المؤتمر وأنصار الله وتثويرها تحت نار المناكفات الإعلامية وبث الشائعات والاتهامات لأنصار الله بالذات تحت عناوين كثيرة ..شراء فلل.. فساد واختلاس أموال الدولة..المرتبات.. المجهود الحربي…الخ وكلها في إطار خلق بيئة قابلة لاحتضان المؤامرة الأهم التي هي تفكيك الجبهة الداخلية إن لم تنجح مبادرة السفير الأمريكي..
وهكذا بدأت الخيوط تترابط وتحركت جهات كانت تريد أن تمشي هذا المؤامرة في جو ضبابي لا يعلم بها أحد إلا أنها صدرت عن مجلس النواب وبتوافق كل المكونات ليتم تسويق شرعيتها بالرغم من أن دول العدوان بما فيها أمريكا لا تعترف بشرعية مجلس النواب ولا بالمجلس السياسي وهكذا ولدت مبادرة الراعي التي هي كما اتضح فيما بعد مبادرة السفير الأمريكي نفسه..
(3)
عرف الشعب اليمني بكل أطيافه أنصار ومؤتمر وأحزاب أخرى وثار الكل رافضين للمبادرة أو المؤامرة وتمكنوا من وأدها في المهد واضطر المؤتمر تحت ضغط الشارع وقواعده للتبرئ منها وتفنيد ما جاء على لسان السفير الأمريكي وبالتالي يجد المتآمرين أنفسهم مرة أخرى أمام وعي شعبي كالفولاذ وتلاحم وطني راسخ وجاء الرد الميداني لأبطال الجيش واللجان الشعبية الصارخ والمنكل ليرى الأمريكي نفسه مره أخرى يتجرع ذل الهزيمة وهو يرى درعه الصاروخية مجرد كراتين يتصاعد أمامها دخان براكين اليمن بعدما مسحت قاعدة الملك فهد بالطائف وقبلها مصفاة ينبع ويجد السفير الأمريكي إلى اليمن نفسه بعد فشل مؤامرته أمام صفعة يمانية قاتلة جعلته يخرج عن طوره ليبوح بكل تفاصيل المؤامرة.
(4)
اليوم أصبح أمام الجبهة الداخلية تحد كبير يتمثل في استمرارية اليقظة والتنبه لكل المؤامرات والسعي الجاد لتنظيف المؤسسات الحكومية من الخونة والعملاء أياً كانوا وأياً كان انتمائهم كما يبقى خيار الحفاظ على الجبهة الداخلية مرهون في تحمل كل الأطراف مسؤوليتها والاستجابة لموجّهات قائد الثورة في خطابه الأخير الذي دعا فيه لمواجهة مؤامرة الاستقطاب التي أصبحت الوسيلة الأخيرة لدول العدوان سعياً وراء تفكيك الجبهة الداخلية وصولاً لتحقيق مؤامراتهم وأهدافهم التي لن تستثني أحد.

قد يعجبك ايضا