المرحلة الرابعة.. تصعيد
عبد الإله عبد القادر الجنيد
لم يكتف حكام وأمراء النفط الأعراب بالصمت المخزي والتخاذل المذل حيال بغي وطغيان وفساد وظلم وإجرام كيان العدو الصهيوني بحق الأبرياء من كبار السن والأمهات وأطفالهن الرضع والمرضى، بدعم وإسناد الفرعون الأمريكي رأس الشر والإرهاب.
بل تمادوا في غيهم وتحولوا لعدو الله وعدوهم، خدمًا وأذنابًا، فخانوا العهود وجاهروا بالمكر والانقلاب.
ولقد بلغ بهم الأمر لتقديم الدعم والعون والإسناد لعدوهم اللدود، وانتصروا للغاصب بكل إصرار، تكذيبًا لما أنزل الله في محكم آيات الكتاب.
أولئك الذين أضلهم الفرعون الأمريكي الكذاب وخدعهم بوعوده بالتطور والنماء والازدهار.
وهنالك باع لهم الوهم والسراب على أن معاداة حركات المقاومة والتخلي عن سلاحها هو الرشد الصواب.
وعلى لبنان حكومة وشعبا وجيشا ومقاومة الحذر من الوقوع في الفخ الصهيو”أمريكي كي لا يخسروا هنالك، إذا لم يعتبروا بمن كانوا قبلهم.
وكفى بما يجري اليوم على سوريا عبرة لأولي الألباب.
وعلى الرغم من بشاعة الجرائم الصهيو-أمريكية التي لم يشهد التاريخ الحديث مثيلًا لها بقبحها وفضاعتها، فلم تحرك ضمير أمة تدين الله بدين الإسلام وتنتمي للعروبة، التي كان المعول عليها أن تنتصر لمظلومية الشعب الفلسطيني وأبناء غزة، وتحتم عليها عروبتها وإسلامها ودينها وأخلاقها وقيمها ومبادئها الانتصار للإخوة في الدين والعروبة. فأقبلوا بكل فجاجة ووقاحة لإنقاذه من الحصار البحري المفروض من قبل اليمن. ولكأن ذلك الكيان اللقيط الغاصب المحتل للأرض والمنتهك للعرض، وأعدى أعداء الأمة المتمثل بقطعان اليهود والعصابات الصهيو-أمريكية، هو صاحب الأرض، فله الحق بارتكاب المذابح والمجازر والقتل لأبناء غزة والشعب الفلسطيني عمومًا دون حساب أو عقاب.
وفي الوقت الذي استفزت جرائم الإبادة الجماعية والتطهير العرقي والتهجير القسري والحصار الخانق والقتل بمختلف الأسلحة، والتجويع والتعطيش لأبناء غزة، أحرار العالم وأبكت قلوبهم وهزت ضمير الإنسانية، باستثناء حكام العرب الأوغاد.
بيد أن اليمن بقيادته الثورية الحكيمة وقواته المسلحة التي تحظى بتأييد الله وعونه، لما رأى ما آل إليه حال الأمة من الصمت والخذلان وتحول معظم زعماء العرب إلى شركاء للعدو وأعوان، تحلى بالصبر الكبير، والحلم بإيمان واثق بتأييد الله ونصره لعباده الصالحين، وهذا وعد الله الذي لا يخلف الميعاد.
فلعل بشاعة وفظاعة الجرائم الصهيو-أمريكية توقظ ضمائر هؤلاء الحكام إن كان لهم بقيّة من ضمير أو دين أو أخلاق أو قيم إنسانية. أو لربما استنهضتهم محاضرات السيد القائد عبد الملك بن بدر الدين الحوثي -رضوان الله عليه- وأججت مشاعرهم الدينية. ولطالما أقام عليهم الحجة وخاطبهم بآيات الله وتوجيهاته لعباده في كتابه الحكيم، مذكرًا لهم بواجبهم الديني ومسؤوليتهم تجاه إخوتهم المظلومين في غزة.
فلما لم ينته أولئك الحكام والأمراء والزعماء عن ظلمهم وتماديهم في غيهم وإسنادهم لعدوهم وإصرارهم على المأثم بلا خوف من الله ولا حياء من الناس، لم يعد التغاضي عن إسنادهم ودعمهم لعدوهم وعدو الأمة وعدو الله سبحانه وتعالى مجديًا ومقبولًا.
وهنالك وجد اليمن بقيادته الثورية الحكيمة وقواته المسلحة وشعبه العزيز أنه لا مناص من إعلان البدء بتنفيذ المرحلة الرابعة من تصعيد الخيارات لمواجهة العدو الصهيو-أمريكي الخبيث. وكان على القوات المسلحة اليمنية إعلان استهداف كل السفن التابعة لشركات الملاحة البحرية المتعاونة والناقلة للسلع والبضائع لكيان العدو الصهيوني اللقيط، حتى يتوقف عن جرائم الإبادة الجماعية والقتل والتهجير والحصار لأهلنا وإخواننا في غزة.
وكيف لا تتخذ القوات المسلحة اليمنية هذا القرار المبارك، وقد استفرد الكيان اللقيط بالشعب الفلسطيني في غزة وأقدم على ارتكاب أبشع جريمة لم يشهد مثلها التاريخ الحديث على مرأى ومسمع العالم بأسره، بدعم وإسناد الغرب الكافر بقيادة الفرعون الأمريكي والطاغوت البريطاني، ومعهم الألماني والفرنسي والإيطالي المتواصل بلا حدود.
فهَيْهات لليمن أن يقف مكتوف الأيدي وهو يرى الجرائم التي يندى لها جبين التاريخ بحق أهل غزة.
وما كان لكيان العدو الصهيوني الغاصب ومن ورائه الأمريكي اللعين أن يتمادوا في طغيانهم وإجرامهم لولا الصمت والخذلان العربي المقيت لأبناء غزة. والأدهى والأمر من كل ذلك أن يستخدم النفط العربي في تمويل هذا العدوان والبغي والدعم والإسناد الكبير من معظم حكام العرب لهذا العدو اللعين، وذلك هو الضلال البعيد.
*والحمد لله رب العالمين*