المعركة الخفية: اليمن يواجه دول العدوان في ساحة الحرب السيبرانية
هجمات الكيبورد.. سلاح ردع يمني في وجه الحرب الإلكترونية للعدوان
الفضاء السيبراني يشتعل: منصات سعودية كبرى تحت ضربات يمنية
حرب بلا دخان: اليمن يفتح جبهة سيبرانية ضد العدوان
خاص الحقيقة ـ جميل الحاج
شهدت الساحة اليمنية خلال الأسابيع الأخيرة تصاعدًا غير مسبوق في وتيرة الهجمات السيبرانية التي استهدفت مواقع حكومية وخدمية وإعلامية.
وبحسب تقارير محلية ودولية، تقف خلف هذه الهجمات أطراف من دول التحالف، وفي مقدمتها السعودية والولايات المتحدة والكيان الإسرائيلي، عبر إدارة مجموعات هاكرز ومنحها الغطاء التقني والاستخباري.
ومن أبرز تلك المجموعات «S4uD1Pwnz» السعودية، التي أعلنت تبني عدد من العمليات التخريبية، شملت تعطيل خدمات رقمية والتأثير على شبكة الاتصالات في صنعاء ومناطق أخرى، مع رصد انقطاعات متكررة وإنذارات علنية باستهداف البنى التحتية للاتصالات.
في المقابل، كشفت وسائل إعلام سعودية عن تعطل عشرات المواقع الحكومية جراء هجوم سيبراني مصدره اليمن، اعتُبر ردًا مباشرًا على محاولات استهداف البنى التحتية اليمنية، وخاصة قطاع الاتصالات. وأكدت الجهات الفنية في صنعاء نجاحها في صد محاولات الاختراق، في مؤشر على وجود قدرة دفاعية متنامية.
وشهدت المواجهة تصعيدًا لافتًا حين تعرضت منصة «أبشر» التابعة لوزارة الداخلية السعودية لتوقف شبه كامل، يوم الخميس الماضي، نتيجة هجوم سيبراني قالت مصادر إعلامية إنه نفذ من مجموعات في اليمن والعراق والأردن.
وقد أعلنت مجموعة «الجيش اليمني السيبراني» عبر منصة (إكس) تنفيذ العملية، مؤكدة أن الهدف هو الضغط على الرياض لوقف سياساتها العدوانية تجاه اليمن.
استهداف “يمن نت” وشبكات 4G:أعلنت مجموعة «S4uD1Pwnz» تنفيذ هجمات عطلت أجزاء من الشبكة الحكومية للإنترنت وأثرت على شبكات الهاتف النقال، مع تحذيرات بتوسيع الهجوم، وقد رُصدت انقطاعات وتباطؤ واسع في الخدمة ليلة الهجوم وما بعدها.
تهديدات علنية وتبنّي اختراقات: نُشرت رسائل على منصات اجتماعية، بعضها منسوب لمصادر إقليمية، تضمنت وعيدًا بقطع الإنترنت وادعاءات بالوصول إلى أنظمة حساسة في قطاعات حكومية واقتصادية، ولم تصدر السلطات اليمنية بيانات تفصيلية عن كل حادثة.
استهداف قطاعات بحرية وخدمية: تحدثت تقارير إعلامية عن هجمات مزعومة طالت أنظمة مرتبطة بالموانئ واللوجستيات، وادعاءات بسحب بيانات تتعلق بحركة السفن. وما تزال هذه المعلومات قيد التحقق الرسمي.
المشهد السيبراني الراهن ليس معزولًا عن سياق المواجهة العسكرية والسياسية الأوسع في المنطقة، إذ تلجأ الأطراف المعادية إلى تكتيكات الحرمان من الخدمة (DDoS)، ومحاولات الاختراق وتسريب البيانات، بهدف الضغط على مؤسسات الحكم وإرباك المجال العام.
ويُنظر إلى هذه الهجمات باعتبارها جزءًا من «عمليات التأثير» التي تتجاوز البعد التقني إلى أهداف سياسية وأمنية.
وقد تزايدت وتيرة الهجمات بشكل ملحوظ منذ أواخر يوليو ومطلع أغسطس 2025، مع تكرار بلاغات عن محاولات تعطيل الشبكات في مناطق سيطرة صنعاء.
تعطيل جزئي متقطع للخدمة، شمل بطئًا شديدًا أو انقطاعًا مؤقتًا للإنترنت الثابت والمحمول، خصوصًا في أوقات الذروة.
محاولات ضرب الثقة العامة بالمؤسسات الرسمية، عبر رسائل نفسية وصور تدّعي الوصول إلى أنظمة حساسة.
مؤشرات على سعي المهاجمين لإحداث «صدمة خدمة» واسعة النطاق، بما يقوّض ثقة الجمهور في البنية الرقمية اليمنية.
كيف تواجه صنعاء؟
يرى خبراء أن الاستراتيجية اليمنية لمواجهة هذا التصعيد تتطلب ثلاث مستويات متكاملة:
الدفاع العاجل (0–72 ساعة):
عزل القطاعات المصابة وإعادة توجيه المسارات الدولية.. تصفية حركة المرور (traffic scrubbing) وتفعيل سياسات أمنية مشددة، بيانات تشغيلية شفافة ودورية لطمأنة الجمهور.
التحصين المتوسط (أسبوع–8 أسابيع):
تقسيم الشبكات الحكومية وتطبيق «الثقة الصفرية»، وتعزيز أمن الهوية والبريد الإلكتروني، وخطط لاستمرارية الأعمال (BCP/DRP) مع نسخ احتياطية غير متصلة بالشبكة.
تشير الرسائل العلنية والنمط التشغيلي للهجمات إلى أن المهاجمين يسعون إلى:
تحقيق مكاسب دعائية عبر تعطيل خدمات واسعة.
تقويض ثقة الجمهور بالمؤسسات اليمنية.
جمع بيانات حساسة لاستخدامها لاحقًا.
ممارسة الابتزاز السياسي عبر التهديد بقطع الخدمات الأساسية.
وضع قواعد اشتباك سيبرانية واضحة، وتنفيذ عمليات «اصطياد التهديدات» لتتبع البنية التحتية المهاجمة، وفضح هويات قادة المجموعات المعادية عبر تحقيقات مفتوحة المصدر.
وهنا يجب العمل الآتي:
ـ إنشاء خط تواصل مركزي للأزمات مع رسائل جاهزة باللغتين العربية والإنجليزية.
ـ تقييد صلاحيات النشر على المنصات الرسمية وتفعيل الحماية متعددة العوامل (MFA).
ـ إصدار نشرة يومية موحدة للهجمات تتضمن تفاصيل فنية ومؤشرات اختراق.
ـ تنفيذ تمارين محاكاة فصلية لسيناريوهات استهداف قطاعات حيوية.
ـ إطلاق برنامج مكافآت ثغرات محلي يشرك المجتمع التقني اليمني في كشف الثغرات مبكرًا.