النهضة الحسينية .. ثورة الحق في وجه الباطل …

عين الحقيقة/ كتب / ياسر المهلل

ارست النهضة الحسينية في كربلاء قواعد كثيرة، اهمها قواعد مقارعة الطغاة و مواجهة الباطل و محاربة الفساد والظلم .. كما انها كانت ملهمة احرار البشرية و لمعظم حركات التحرر من عبودية الطغاة ..

لولا تحرك الامام الحسين في ثورته المباركة .. لدفنت كل المعارف الالهية بل ولولد الناس على فطرة تقدس الظلم والطاغوت .. ولما بقى منطق الحق والباطل حتى الان .. بل لولاها لما عرفنا او سمعنا بتلك الالفاظ ولا ميز الناس بينهما ،، و حتى ان بقى تداول الناس لمصطلحي الحق والباطل .. لجعلوه مفسريه لغة اعتباريا ونسبيا في الاذهان، لا تلامس تاثيراته واقع الناس الخارجي ..

فلولا ثورة الامام الحسين عليه السلام .. لكان قبولنا بالطغيان والظلم سنة طبيعية فطرية بشرية حاكمة .. كحال عالم الحيوانات بل اسوأ منه مرارا .. ولما اثبت الله حاشاه في علاه سلطته الاعظم وصدق قوله في رده على سؤال الملائكة في قوله تعالى(اني اعلم ما لا تعلمون) حين طغت فكرة الظلم وسفك الدماء على فهم الملائكة من غاية الله في خلق البشرية .. لكنه حاشاه في علاه قال وقوله الصدق و وعده الحق ..

فثورة شهيد كربلاء وسيد شهداء جنة العلى، باقية وحية ونشطه ومشتعلة في عقول وقلوب كل من يرفض الظلم والطغيان، ويطلب العدل والحق، يتوارثها اقوامهم جيلا بعد آخر، حتى ياذن الله بفتح منه يعجله، ويملأ بفضله الارض عدلا و قسطا ..

فالذين لا يعرفون الحسين جعلوا مبدأ الحق والباطل استثناء لا يلزم به اصحابه كمبدأ، مصطلحات لغوية لا تاثير لها في واقع حياتهم .. واستبدلوها بمصطلحات اخرى واخترعوا بديلا عنها مصطلحات اخرى مثل ” ايش عرفكم بالسياسة” او المصلحة او “برغماتية” عند من وصلوا الى مستوى عميق في تغليب ثقافة المصالح الدنيوية بدلا عن المعارف الالهية كالحق والعدل ..

حينها يكون الطبيعي والثابت ان يحكم يزيد و امثال يزيد … من الطبيعي ان تسفك الدماء و تزهق الارواح .. وطبيعي ان يظهر الفساد في البر والبحر .. فبالاول والاخير كل ذلك من اجل مصالح .. مبررها سيقول لك مصلحتنا اقتضت هذا الظلم والقتل والافساد، ومن لا يقبل بها سيقول لك “كل واحد يقتل ويفسد ويظلم بحثا عن مصلحته” اوليس هذا واقع الناس اليوم .. رأي الشخص ومن يخالفة تتمحور في مصطلح “المصلحة” .. لن تجد فيهم من يقول لك هذا يقتل لترسيخ دولة ظلم، وذاك يقاتل لدفع الظلم والظالمين .. لان محتوى مفهوم الصراع بين الحق والباطل طغى عليها ترسيخ مفاهيم المصلحة والسياسة والنفعية ..

وهنا استنفر ابليس اتباعه ليبقي على نشاط رهانه الكبير في انتصار باطله على حق الله الذي يقاتل لاعلاءه رجال صدقوا ما عاهدوه عليه .. فدفع ابليس داعشي ليقول “الحسين مات بسيف شريعة جده” واخر محايد يقول “تقاتلوا على السلطة” وحداثي هناك سيقول “تقاتلا على فتاه جميلة” … فابليس ذكي افرغ المجتمعات من القيم والمباديء، ولن يقبل ان يفكر الناس بمنطق الحق و الباطل .. لا هذا المنطق انسوه!!!

لذلك .. من يجدد في وجدانه وحاضره النهضة الحسينية في عاشوراء .. يجدد بذلك “الحق” المتمثل في بقاء نهج وقيم ومشروع الرسالة المحمدية المواجهة لمشروع ابليس المتجدد ايضا والذي تمثل في بداية.تكوينه ببني امية مجسدا “الباطل” حتى اليوم ..

فابليس حريص على ان لا يعرف الحسين من لم يعرفه .. ولا يعرف الحق من لم يعرف اهله .. ونحن في وجهه صامدون و صابرون مهما زاد ابليس في سلاح وعتاد وجنود حربه من اجل الباطل ..

يرفع من يقتلنا اليوم القرآن كما رفعه من قاتل الامام علي ..
يكبر القوم على نحورنا اليوم .. كما كبر من ذبح الحسين ..
تقاتلون لحساب شرعية الطغاة .. كما قاتل اسلافكم بالامس لحساب شرعية يزيد ..

ابليس لا يريدها ان تظهر كحرب بين الحق والباطل ليعرف الناس ان يتجهوا .. بل بين الاسلام والاسلام .. او بين الشرعية والانقلاب!!
لو عرف التائهين في قصور الطغاة ولو 1% من مقامات سيد الشهداء، لعرفوا الحق من الباطل ولحكموا علينا بناءا على ذلك ..
لكن عبثا نحاول ان يفهموا .. وعبثا يحاول ابليس اسكاتنا .. ما النتيجة اذا?! صراع حتمي حتى انتصار الثائر الاخير للحق الالهي، على اخر جنود الباطل الابليسي ..

قد يعجبك ايضا